إعلان
إعلان

كونسيساو: الاتحاد بطل.. لكن بهذا المستوى سنعاني كثيرًا

أحمد الروكي
17 أكتوبر 202515:12
كونسيساو kooora

لم تكن البداية مثالية للبرتغالي سيرجيو كونسيساو في مهمته الجديدة مع الاتحاد السعودي، بعدما خرج فريقه بتعادل مُخيّب أمام الفيحاء (1-1)، في اللقاء الذي جمعهما مساء الجمعة على ملعب مدينة المجمعة الرياضية، ضمن منافسات الجولة الخامسة من دوري روشن السعودي للمحترفين.

ورغم أن المباراة شهدت حماسًا وتبادلًا للفرص بين الفريقين، فإنها كشفت بوضوح عن حجم العمل الكبير الذي ينتظر المدرب البرتغالي لإعادة العميد إلى طريق الانتصارات، واستعادة هيبته كبطل الدوري.

دخل الفيحاء المباراة بثقة واضحة وتنظيم تكتيكي لافت، حيث فرض أسلوبه في الشوط الأول بضغطٍ عالٍ واستغلال المساحات خلف دفاع الاتحاد، وهو ما أثمر عن هدفٍ مستحق في الدقيقة 45 عبر المهاجم ساكالا، الذي استغل تمريرة متقنة من زميله جيسون، قبل أن يراوغ الدفاع الاتحادي ببراعة ويسدد بقوة داخل الشباك.

في المقابل، بدا الاتحاد متأثرًا بفترة التحضير القصيرة تحت قيادة كونسيساو، فغابت الفاعلية الهجومية، وتعددت الأخطاء في التمرير والتمركز، بينما اكتفى الفريق بمحاولات فردية من موسى ديابي وكريم بنزيما لم تُثمر عن جديد في الشوط الأول.

ومع انطلاق الشوط الثاني، ظهرت ملامح التحسن في أداء العميد، إذ فرض سيطرته تدريجيًا واستعاد زمام المبادرة، حتى نجح في إدراك التعادل عند الدقيقة 64 برأسية رائعة من أحمد الغامدي، الذي استغل عرضية مثالية من ديابي وأسكن الكرة في الزاوية اليمنى لحارس الفيحاء.

ورغم السيطرة الاتحادية في الدقائق الأخيرة، ضاعت أخطر فرص اللقاء عندما فشل الفرنسي كريم بنزيما في تسجيل هدف الفوز من ركلة جزاء في الدقيقة 88، بعدما تصدى لها حارس الفيحاء ببراعة، ليكتفي الفريقان بتقاسم النقاط.

كونسيساو: لا أملك عصا سحرية

وفي المؤتمر الصحفي بعد المباراة، تحدث سيرجيو كونسيساو بصراحة تعكس إدراكه لصعوبة المهمة، مؤكدًا أن الاتحاد لا يزال في مرحلة بناء جديدة تحتاج إلى الوقت والجهد لإعادة التوازن.

وقال المدرب البرتغالي: "المباراة كانت من جزئين مختلفين، في الشوط الأول تأثرنا بظروف التحضير القصير، وفي الثاني واجهنا فريقًا منظمًا وصعب المراس مثل الفيحاء".

وأضاف: "أضعنا العديد من الفرص السهلة، بما في ذلك ركلة جزاء في وقت حاسم، لدينا ثلاثة لاعبين مختصين بتسديدها، وتم اختيار بنزيما هذه المرة".

وشدد كونسيساو على أن التغيير السريع مستحيل في ظل ضيق الوقت وكثرة المباريات المتقاربة، قائلًا: "أنا هنا منذ أيام قليلة فقط، لا يمكنني إحداث ثورة تكتيكية بين ليلة وضحاها. أركز حاليًا على بناء الثقة بالنفس وتنظيم بعض الجوانب الدفاعية والهجومية".

وختم حديثه برسالة واضحة إلى اللاعبين والجماهير: "بهذا المستوى سنعاني كثيرًا، لكن الاتحاد فريق بطل، وسنعود تدريجيًا إلى الطريق الصحيح إذا واصلنا العمل بجدية وروح جماعية".

بيدرو إيمانويل

بيدرو: نقطة مستحقة أمام بطل كبير

من جانبه، أبدى البرتغالي بيدرو إيمانويل، المدير الفني لفريق الفيحاء، رضاه الكامل عن أداء لاعبيه ونتيجة التعادل أمام منافس قوي مثل الاتحاد، مؤكدًا أن النقطة تعد مكسبًا في ظل ظروف الفريق الحالية.

وقال بيدرو في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء: "واجهنا فريقًا كبيرًا يمتلك أسماء عالمية وخبرة كبيرة. بعد فترة التوقف الدولي عانينا من غياب عدد من اللاعبين بسبب التزاماتهم مع المنتخبات، لذا أعتبر النقطة إيجابية جدًا".

وأشار إلى أنه استغل ظروف الاتحاد الخاصة بتغيير المدرب حديثًا، موضحًا: "قدوم مدرب جديد يعني أنه لم يتعرف بعد على كل تفاصيل فريقه، فقمنا بتحضير خطة تكتيكية محكمة للحد من خطورة مفاتيح اللعب مثل ديابي وبنزيما، ونجحنا في ذلك أغلب فترات اللقاء".

وتطرق بيدرو إلى ركلة الجزاء المثيرة للجدل، قائلًا: "تفاجأنا من قرار احتساب ركلة الجزاء، لأن لاعبنا بن زيّة لمس الكرة أولًا قبل تدخل بنزيما، لكن في النهاية الحكم هو من يقرر ونحن نحترم قراراته".

واختتم تصريحاته برسالة تفاؤل: "جمعنا ثماني نقاط من خمس جولات في دوري قوي وصعب، وهذا مؤشر واضح أننا نسير في الطريق الصحيح، وسنواصل العمل للحفاظ على هذا المستوى".

بداية صعبة ومواعيد نارية تنتظر الاتحاد

ورفع الاتحاد بهذا التعادل رصيده إلى 10 نقاط في المركز الرابع بجدول ترتيب الدوري السعودي، بينما ارتقى الفيحاء إلى المركز التاسع برصيد 8 نقاط، في واحدة من أفضل بداياته في السنوات الأخيرة.

ورغم أن النتيجة لا تُرضي طموحات جماهير العميد، إلا أنها كشفت بوضوح أن الفريق يمر بمرحلة انتقالية تحتاج إلى الصبر، خاصة أن كونسيساو تسلم المهمة رسميًا في 8 أكتوبر الجاري خلفًا للفرنسي لوران بلان، الذي تمت إقالته عقب الخسارة في الكلاسيكو أمام النصر (0-2).

ويبدو أن الأيام المقبلة لن تمنح المدرب الجديد وقتًا للراحة، إذ ينتظر الاتحاد مواجهتان من العيار الثقيل خلال أسبوعين فقط.

ففي الجمعة المقبلة، يستضيف الاتحاد غريمه الهلال في "كلاسيكو الجولة السادسة" على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، في اختبار صعب مبكر سيحدد الكثير من ملامح مشروع كونسيساو مع الفريق.

بعدها، سيتجدد الموعد مع النصر يوم 28 أكتوبر الجاري في دور الـ16 من كأس خادم الحرمين الشريفين على استاد الأول بارك بالرياض، في مواجهة تحمل طابعًا ثأريًا بعدما تفوق العالمي على العميد أكثر من مرة مؤخرًا.

وبين الكلاسيكوين، سيكون على المدرب البرتغالي إعادة ترتيب الأوراق سريعًا، خاصة في الشق الهجومي الذي يعاني من غياب الفاعلية رغم وجود نجوم كبار بحجم بنزيما وديابي وإيغور كورنادو.

كما سيحتاج الاتحاد إلى تحسين أدائه الدفاعي، بعدما استقبلت شباكه أهدافًا سهلة في أكثر من مباراة، وهو ما أشار إليه كونسيساو حين قال: "لا يمكن أن ننافس على الألقاب دون انضباط دفاعي وتنظيم جماعي قوي. نحتاج إلى استعادة روح الفريق التي كانت سر نجاح الاتحاد الموسم الماضي".

ومع تصاعد الضغط الجماهيري والإعلامي، يدرك كونسيساو أن كل مباراة قادمة ستكون بمثابة اختبارٍ لشخصيته وقدرته على التعامل مع الأسماء الكبيرة والظروف الصعبة في واحد من أكثر الأندية جماهيرية في السعودية والمنطقة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان