إعلان
إعلان

كهربا وفضل على السجادة الحمراء

محمد سعيد
01 نوفمبر 202005:25
mohamed-saied

قد يغير الزمن سلوك الناس لكنه لا يغير معادنهم أبدًا، وهكذا هو حال الجيل الجديد من أفراد المنظومة الرياضية في مصر، فعلى السجادة الحمراء المؤدية لمنصة تتويج الأهلي بالدوري، انقطع الشك باليقين لنا أننا في زمن أنصاف اللاعبين بل وأيضًا المسؤولين.

الشاهد في لقطة الشجار المخزية بين محمود كهربا لاعب الأهلي ومحمد فضل عضو اللجنة الخماسية، هو أن الثنائي لا يعرف قيمة مكانته، فالأول يلعب لأحد أكبر الأندية في الشرق الأوسط وقارة إفريقيا وتاريخه يحتاج إلى مجلدات لذكره، والثاني نسي أنه عضو –حتى لو بالتعيين- في أقدم اتحاد محلي لكرة القدم داخل القارة السمراء.

لا أجد تفسيرا للمشهد سوى أن هذا هو النموذج الحالي للاعب والمسؤول في زمننا هذا، فكهربا الذي احترف التظاهر بحب كل قميص يرتديه وتقبيل شعارته، موهبته لا تعينه كثيرًا على كسب القلوب بينما هو أحد أهم محترفي إثارة الجدل على "السوشيال ميديا"، فهذا الملعب يحرز فيه مئات الأهداف وملايين "اللايكات"، لكن في الملعب الحقيقي لم يظهر أي أمارة!

أما فضل الذي حملته منصات "فيس بوك" و"إنستجرام"، بأرقى الأوسمة العلمية في الإدارة والتخطيط، وربما مهدت له الطريق لرئاسة اتحاد الكرة والفيفا مستقبلا لأنه مثقف ويتحدث 3 لغات!، باع لنا الوهم حول قدرته على تحمل المسؤولية وظهر عجزه عن ضبط النفس والتحكم في أعصابه.

المشهد كان عبثيًا، فما الذي يدفع فضل للشجار مع لاعب أو التدخل أصلا في أمور تنظيمية لا تخصه، وكيف لكهربا أن يكون هذا رده على أحد قادة النادي الأهلي وأعضاء اتحاد الكرة في بلده!

هذه الأسئلة إجابتها البسيطة، هي غياب الرقيب أو الكبير، رغم حضوره في المشهد، وتأكدت من ذلك بعد عاصفة الهجوم التي هاجمت نجم الأهلي السابق، من الكتائب الإلكترونية الحمراء، التي حولت فضل من المسؤول المثقف إلى العنصر الفاسد الذي يجب إقصاؤه من الجبلاية.. سبحان مبدل الأحوال!

لكن الصورة ليست سوداء للغاية، ورغم أن الأخطاء دائمًا هي ما تظهر على السطح، إلا أن سيدة مصرية أحرجت هذه الفئة "الباحثة عن الشو"، وراحت تحافظ على ثباتها ودورها المثالي، وهنا أتحدث عن السيدة "ريهام" زوجة اللاعب مؤمن زكريا، شفاه الله وعافاه.

هذه السيدة نموذج يحتذى به في الإخلاص والصبر، مثلها مثل الملايين من نساء مصر، كسبت احترام وقلوب الجميع لمساندتها الدائمة لزوجها في محنته، وأظهرت أن هذه الأمثلة هي التي تستحق "التريند".. وتتشرف السجادة الحمراء بوقوفها عليها متأنقة بالأخلاق الحميدة والصفات الطيبة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان