Reutersربما يكون من السهل تجاهل نجولو كانتي، ضئيل الجسد، وسط كل النجوم الموجودين في تشكيلة فرنسا بكأس العالم، والتي تتضمن لاعبين تتجاوز قيمة كل منهم 100 مليون دولار مثل بول بوجبا وكيليان مبابي وأنطوان جريزمان.
لكن عندما تلتقي فرنسا مع كرواتيا بعد غد الأحد في نهائي كأس العالم، فإن كانتي سيكون قد ساهم بقدر كبير، إن لم يكن أكثر من زملائه من أصحاب الأسماء الكبيرة، في صناعة هذا النجاح بشهادة جميع منافسي فرنسا في روسيا.
ولا يملك كانتي (27 عاما) مكانة لاعب الوسط الآخر بوجبا، ولا يملك سرعة مبابي، أو قدرة جريزمان على تسجيل الأهداف.
لكن كانتي، وكما يقول بوجبا عنه، يملك "15 رئة" وقدرة فريدة على قراءة الملعب، وهي حقيقة تجعل منه حائطا دفاعيا فرديا مثلما تشهد على ذلك بلجيكا، التي خسرت في الدور قبل النهائي بعدما ساعد لاعب الوسط في احتواء خطورة هجومها الشهير.
وكانت قدرات كانتي، الذي يلعب أمام المدافعين، متوارية بشكل كبير بالنظر إلى أنه حتى 2013 كان يلعب في دوري الدرجة الثانية الفرنسي.
وبدأ نجمه يلمع فقط عقب انتقاله إلى ليستر سيتي في 2015 وعرف العالم اللاعب الذي يسيطر على المنطقة التي تقع أمام دفاع فريقه بطريقة تسمح للاعبي الوسط والمدافعين باللعب بحرية.
ويعود كثير من الفضل في فوز ليستر المفاجئ بالدوري الغنجليزي الممتاز في 2016 إلى تدخلات كانتي، بقدر أهداف جيمي فاردي.
وبنهاية ذلك الموسم كان كانتي يملك سجلا من التدخلات الناجحة أكثر من أي لاعب آخر في الدوري الغنجليزي الممتاز.
لكن اللاعب الفرنسي الذي يبلغ طوله 1.68 متر كان في مرحلة الإحماء فقط، وربما كان انتقاله إلى تشيلسي قد فاجأ البعض وقتها لكن بنهاية موسم 2016-2017 لم يكن هناك شك في أنه من أفضل لاعبي الوسط المدافعين في العالم.
وقال بوجبا أمس الخميس: "كانتي هادئ دائما وخجول للغاية، ونلعب معا بتفاهم واضح، نتحدث مع بعضنا البعض ونتبادل النصائح، تجمعنا علاقة مميزة للغاية وهو شخصية رائعة".
ويمكن لفرنسا أن تفوز بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخها بعد غد الأحد، وبينما قد يكيل الجميع المديح للاعبيها الكبار فإن بوجبا وجريزمان ومبابي يدركون جيدا أن أي لقب لم يكن ليصبح ممكنا لولا جهود كانتي الدؤوبة في وسط الملعب.


