"لن نضيع 30 عاماً أخرى في التعامل مع الأفكار المتطرفة،
"لن نضيع 30 عاماً أخرى في التعامل مع الأفكار المتطرفة، فستتوفر سيارات ذاتية القيادة، وطائرات بدون طيار، ستكون إحدى وسائل النقل في مشروع نيوم، وسوف نخطط للمدينة بأفكار المستقبل، والبداية من الصفر يمنح المشروع ميزة كبيرة"، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله.
قبل يومين أعلن معهد إعداد القادة، التابع لوزارة الرياضة السعودية، عن توقيع اتفاقية شراكة مع شركة نيوم، تهدف لتفعيل النشاط الرياضي في مدينة الاحلام والتي سترى النور بمشيئة الله في 2030.
بحسب الاتفاقية، سيكون المعهد مستشاراً لمشاريع نيوم الرياضية والتي ستعتمد على 6 قواعد وهي، تنفيذ خططها في تفعيل دور النشاط الرياضي، وتأسيس أول فريق رياضي تجاري في نيوم، والمساهمة في تنظيم البطولات والمسابقات، وإنشاء عدد من المرافق الرياضية.
بالإضافة إلى تأسيس أكاديمية نيوم الرياضية لفئة الناشئين، والمشاركة في المنافسات المحلية والدولية، حيث ستكون هذه المشاريع متاحة لكلا الجنسين الحالمين لتحقيق النجاحات الرياضية محلياً وعالمياً، أي الحالمين الذين يريدون أن يضعوا بصمة عالمية مختلفة عن التقليدية، بصمة تغير وجه الرياضة العالمية.
شخصياً، متفائل بهذه الشراكة لأنني أثق بعمل معهد إعداد القادة، حيث عملت منذ تأسيسها على تأهيل الكوادر الإدارية المؤهلة لخدمة الرياضة الوطنية من كلا الجنسين، بجانب استمرارها في تنظيم البطولات للفئات السنية بطابع عالمي، مثل كأس القادة للناشئين التي جمعت الأندية السعودية بالأندية الأوروبية، لتخلق تنوعاً رياضياً وثقافياً وفكرياً لجيل النشء.
الدمج بين التنوع الرياضي والثقافي والفكري هو أهم منتج يمكن لمدينة الاحلام نيوم وشريكها معهد إعداد القادة تقديمه للعالم، فالعالم الآن في حاجة ماسة إلى رياضة تخرج عن الفكر التقليدي، أي فكرة الفوز والخسارة، إلى فكرة تنقل اللاعبين والمدربين والإداريين والجمهور إلى رحاب أوسع، رحاب ينتمي لروح الانتماء الوطني والإنساني والذي يؤمن بالتعايش والسلام والتسامح، لتكون نيوم نقطة التقاء لهذه المبادئ العظيمة مع وجود التنافس الرياضي الشريف بطعم العالمية.
على سبيل المثال، إقامة كأس نيوم للمنتخبات النسائية، والتي تجمع مثلاً أقوى المنتخبات العربية النسائية كالأردن والجزائر والمغرب والبحرين، مع وجود صاحب الأرض السعودية، ليتنافسوا مع أقوى المنتخبات النسائية عالمياً كالولايات المتحدة وهولندا وفرنسا والبرازيل واليابان وألمانيا وكندا وأستراليا.
في هذه المسابقة يمكننا خلق الأهداف الثلاث (رياضي – ثقافي – فكري)، فالتنافس الرياضي بين المنتخبات سيفيد في تطور المنتخبات العربية باحتكاكها مع المنتخبات العالمية، أما عن الفائدة الثقافية والفكرية فأنها تكمن في وجود اللاعبات بمختلف ثقافتهن وأديانهن بمكان واحد طوال أيام منافسات البطولة، وهذا التواجد إذا تم تطعيمه بورش العمل الفكرية التي تدعو للتقارب والتعايش ومحاربة التطرف، فأننا سنصنع أجيال عربية تؤمن بالروح الوطنية مع النظرة الواسعة والعميقة نحو العالمية رياضياً وثقافياً وفكرياً.
البعض قد يرى كلامي حول الفكر والثقافة في الرياضة مبالغ نوعاً ما، ولكن لا يعلم البعض أن الوصول إلى العالمية لا يعتمد فقط على المستوى الفني والبدني، بل يعتمد على العقل، فالعقل الذي يحتوي على الأفكار الظلامية والتشدد ونقصان الولاء الوطني لا يمكنه النجاح رياضياً، حتى لو امتلك قدرات ليونيل ميسي وكرستيانو رونالدو، لأن حلم الفوز بكأس العالم رجالاً ونساءً يحتاج أولاً إلى عقول نيرة وحالمة مستعدة لاستقبال العالم بعزة وفخر بلا تردد أو خوف.
ختاماً، كما قال حفظه الله الأمير محمد بن سلمان آل سعود في حفل إعلان إطلاق مدينة نيوم في 2017: "إن المشروع سيهدف إلى التعايش مع العالم، وسنقضي على بقايا التطرف، كما نعود للإسلام الوسطي المنفتح على العالم، سنجمع المبدعين والموهوبين من كل العالم لصنع شيئاً مختلفاً، الفرص خيالية في نيوم، نريد أن نحجز مكاناً في المستقبل".