
بينما يراود الأمل منتخبات قطر والبرتغال وكولومبيا لترك بصمة جديدة في تاريخ مشاركاتها ببطولات كأس العالم لكرة القدم للشباب (تحت 20 عاما) ، سيكون هدف المنتخب السنغالي هو تحسس طريقه وخطواته الأولى في هذه البطولة.
وتمتلك منتخبات البرتغال وقطر وكولومبيا خبرة سابقة كبيرة بالبطولة بل إنها تركت بصمة رائعة في تاريخ مونديال الشباب مما يصعب من مهمة المنتخب السنغالي الذي ظلمته القرعة بوقوعه في مواجهة هذه الفرق الثلاثة في المجموعة الثالثة بالدور الأول للبطولة.
وينتظر أن يشتعل الصراع بين المنتخبات الثلاثة (البرتغال وكولومبيا وقطر) على التأهل من هذه المجموعة للدور الثاني (دور الستة عشر) وإن كانت الفرصة سانحة لعبورهم جميعا إلى دور الستة عشر على حساب المنتخب السنغالي.
ولكن المنتخب السنغالي قد يفجر واحدة من مفاجآت البطولة مستغلا غياب الضغوط عن لاعبيه في أول مشاركة له بالبطولة فيما تلاحق التوقعات الكبيرة لاعبي المنتخبات الأخرى بالمجموعة.
وتصب معظم الترشيحات في هذه المجموعة في صالح المنتخب البرتغالي الذي يبدو الأقرب لصدارة المجموعة في ضوء خبرته الهائلة بمونديال الشباب حيث توج باللقب مرتين سابقتين في 1989 و1991 كما أحرز المركز الثاني في 2011 والمركز الثالث في 1995 .
وإلى جانب الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها المنتخب البرتغالي في مونديال الشباب ، وجه الفريق إنذارا مبكرا لجميع منافسيه في البطولة المرتقبة عبر مسيرته في التصفيات حيث حقق ثلاثة انتصارات متتالية في بطولة أوروبا للشباب (تحت 19 عاما) ليضمن العبور للمربع الذهبي وبالتالي التأهل إلى مونديال الشباب.
وفي المربع الذهبي للبطولة الأوروبية ، فاز الفريق على المنتخب الصربي بركلات الترجيح ثم خسر النهائي أمام نظيره الألماني.
وفيما غابت البرتغال عن منصات التتويج بألقاب كأس العالم وكأس أوروبا على مستوى المنتخب الأول ، يبدو المنتخب البرتغالي مرشحا في كثير من الفعاليات على مستوى منتخب الشباب.
ولا يختلف الحال في البطولة المرتقبة بنيوزيلندا حيث يمتلك الفريق العديد من مقومات الفوز باللقب خاصة فيما يتعلق بقوة خط الهجوم بقيادة ماركوس لوبيز الذي احترف في سن مبكرة بنادي مانشستر سيتي الإنجليزي قبل انتقاله لفريق ليل الفرنسي.
كما يتمتع الفريق بالقدرة على التصدي المبكر لهجمات منافسيه في ظل وجود خط وسط قوي ومحور ارتكاز رائع يتمثل في اللاعب توماس بودشتافسكي.
كما أن الفريق سيخوض البطولة بقيادة المدرب الوطني هيليو سوزا الذي كان حاضرا كلاعب مع الفريق الفائز باللقب في 1989 ويسعى إلى التتويج باللقب مجددا ولكن من مقاعد الجهاز الفني.
ولكن مسيرة المنتخب البرتغالي في الدور الأول لمونديال الشباب لن تكون سهلة على الاطلاق في ظل وجود منتخبين لديهما ترشيحات هائلة أيضا هما قطر وكولومبيا المنافسين الرئيسيين للبرتغال في المجموعة الثالثة.
ويتطلع كل من الفريقين إلى أن يكون الحصان الأسود للبطولة الحالية في ظل نتائجهما في الآونة الأخيرة.
وفاجأ المنتخب القطري (العنابي) الجميع بمستواه الرائع في بطولة كأس آسيا للشباب (تحت 19 عاما) التي استضافتها ميانمار في العام الماضي وتوج الفريق بلقب البطولة الأسيوية للمرة الأولى في تاريخها ليؤكد تغير خريطة كرة القدم الأسيوية على مستوى الشباب.
وشق الفريق طريقه نحو اللقب الأسيوي دون التعرض لأي هزيمة حيث حقق انتصارين وتعادلا واحدا وتصدر مجموعته في الدور الأول قبل الفوز الكبير على الصين في دور الثمانية ثم على منتخب ميانمار صاحب الأرض في المربع الذهبي قبل أن يتوج بطلا بالفوز 1-صفر على كوريا الشمالية في النهائي.
ويشارك شباب العنابي في مونديال الشباب للمرة الثالثة فقط ولكنه يتطلع إلى استعادة أمجاد الماضي حيث كانت مشاركته الأولى في أقصى جنوب شرق العالم أـيضا وبالتحديد في أستراليا عام 1981 وشق الفريق طريقه بنجاح إلى المباراة النهائية على حساب منتخبات كبيرة ذات خبرة هائلة ولكنه سقط في النهائي أمام منتخب ألمانيا الغربية فيما خرج الفريق من دور الستة عشر في مشاركته الثانية بالمونديال وكانت في 1995 على ارضه.
وعلى عكس الحال في المنتخب الأول لقطر والذي يعتمد على مجموعة من اللاعبين الذين ينشطون في الدوري المحلي ، يعتمد منتخب الشباب على عدد من المحترفين بأندية أوروبا مما يمنح الأمل للفريق في القدرة على المنافسة والتقدم إلى الأدوار النهائية في مونديال الشباب.
ويبرز من هؤلاء اللاعبين أحمد السعدي مهاجم الفريق والفائز بلقب هداف كأس آسيا للشباب برصيد خمسة أهداف.
ويلعب السعدي بجوار أكثر من لاعب من المنتخب القطري الشاب في فريق يوبين البلجيكي حيث يلعب إلى جواره المهاجم الآخر فهد علي ولاعب الوسط المتألق أحمد معين.
وفي المقابل ، لم يكن المنتخب الكولومبي بالتأكيد يتمنى الوقوع في هذه المجموعة لاسيما بعد تجربة الفريق في بطولة أمريكا الجنوبية للشباب مطلع العام الحالي حيث واجه الفريق صعوبات في مجموعته بالمرحلة الأولى من المسابقة وتأهل بصعوبة إلى المرحلة الثانية الحاسمة.
وأنهى المنتخب الكولومبي مشاركته في البطولة القارية باحتلال المركز الثاني رغم الصعوبات التي واجهها في مجموعته بالمرحلة الأولى والتي كانت في غاية الصعوبة حيث خسر فيها مباراتين وفاز في مثلهما واحتل المركز الثالث في مجموعته بينما لم يتعرض لأي هزيمة في المرحلة الحاسمة حيث فاز في مباراتين وتعادل في ثلاث ليفوز بمركز الوصيف بعدما كان بطلا للقارة في 2013 .
ويتميز المنتخب الكولومبي بقوة خط دفاعه رغم بدايته المهتزة في البطولة القارية حيث استقبلت شباكه خمسة أهداف في تسع مباريات بالبطولة كما يتمتع بقوة هجومه مما يدل على أن هذه المجموعة قد تشهد مجموعة كبيرة من الأهداف لتميز المنتخبات الثلاثة بقوة الهجوم والمهارات العالية.
ويتمتع المنتخب الكولومبي بقدرته على السيطرة على مجريات اللعب بفضل مهارات لاعبيه خاصة في الاستحواذ على الكرة.
كما يتمتع الفريق بخبرة مدربه كارلوس بيسيس الذي قاد الفريق للمونديال للمرة الثالثة حيث سبق وأن قاده للنهائيات في 1993 بأستراليا لكنه لم يخض معه النهائيات وكانت المرة الثانية في 2013 بتركيا لكنه خرج مع الفريق من دور الستة عشر وهو ما يسعى لتغييره في النسخة الجديدة التي يحلم فيها بتحقيق إنجاز يفوق الإنجاز الأكبر للفريق في مونديال الشباب وهو الفوز بالمركز الثالث في بطولة 2003 بالإمارات.
وتظل المفاجأة هي الأمل الوحيد للمنتخب السنغالي في هذه المجموعة الصعبة مثلما كان تأهله للنهائيات مفاجأة بعد بدايته المتعثرة للغاية في بطولة أفريقيا للشباب والمؤهلة لهذا المونديال.
ولكن الفريق يمتلك أيضا خط هجوم قوي بقيادة إبراهيم وادجي وسيدي سار مما يجعله مرشحا أيضا لتفجير المفاجأة في هذه المجموعة.

قد يعجبك أيضاً



