
ترك الأسطورة الأرجنتيني، دييجو أرماندو مارادونا، خلفه إرثا كبيرا عامرة بإثارة الجدل على مر العصور.
وخطف مارادونا الأضواء بسحره وألاعيبه داخل الملعب، كما كان مادة دسمة لوسائل الإعلام بتصرفاته خارج حدود الملعب.
لا ينسى الكثيرون هدفه الشهير بيده في مرمى إنجلترا بمونديال المكسيك 1986 الذي تحول إلى أيقونة مميزة في تاريخ كأس العالم.
وشارك الأسطورة الراحل في كأس العالم 4 مرات أعوام 1982 و1986 و1990 و1994، نال شرف التتويج به في المكسيك، وكاد أن يلامس الكأس الذهبية في إيطاليا، بينما كانت النهاية مأساوية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويستعرض كووورة في حلقة جديدة من سلسلة قصة من المونديال ماذا حدث لمارادونا في مونديال 1994 بأمريكا.
اكتفى مارادونا بالمشاركة في مباراتين بهذه النسخة، حيث شارك في فوز عريض على اليونان (4-0) ثم انتصار صعب أمام نيجيريا (2-1) قبل أن يتم استبعاده من البطولة لثبوت تعاطيه عقاقير طبية منشطة.
القصة لم تبدأ في أمريكا بل تعود لـ 3 سنوات للوراء، عندما تم إيقاف مارادونا عن اللعب في إيطاليا لمدة 15 شهرا بسبب ثبوت تعاطيه الكوكايين بعد مباراة بين نابولي وباري.
تدهورت مسيرة مارادونا، فقد شغفه بكرة القدم، حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لعب بصفوف إشبيلية الإسباني ثم نيوويلز أولد بويز.
بلغت الإثارة ذروتها بتعثر منتخب الأرجنتين في مشوار التصفيات المؤهلة لمونديال 1994، وتم استدعاء مارادونا في عودة استثنائية لأيقونة التانجو، ليساعد منتخب بلاده في عبور عقبة أستراليا في الملحق.
إقامة كأس العالم في الولايات المتحدة كانت أيضا خطوة استثنائية، لكون كرة القدم ليست اللعبة الشعبية الأولى، لذا تحرك كبار المسؤولين باللجنة المنظمة للبطولة لضمان تواجد أيقونة بحجم مارادونا.

نقلت تقارير صحفية حينها أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سمح لمارادونا بتناول عقاقير محظورة تساعده على التخلص من الدهون سعيا للتخلص من وزنه الزائد من أجل لحاقه بالمونديال.
نجحت المحاولات وظهر مارادونا في مونديال 1994، بل وسجل هدفا تسبب في صدام بينه وبين مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
صرخ مارادونا في وجه الكاميرا، احتفالا بهدف في اليونان بطريقة أثارت الشكوك، حيث لوحظ أن عينيه جاحظتان.
خضع النجم الأرجنتيني لتحليل فحص المنشطات في المباراة التالية ضد نيجيريا حيث غادر الملعب رفقة طبيبة، وهو يضحك دون أن يبالي، ولم يكن يتخيل أن النتيجة ستكون طرده من كأس العالم بسبب ثبوت تعاطيه مواد منشطة.
نفى "فيفا" ما تردد حينها بأنهم سمحوا لمارادونا بتناول عقاقير منشطة لمساعدته على تخفيض وزنه، ليرد النجم الأرجنتيني وسط الضجة المثارة بتصريح شهير "غدروا بي.. وبتروا ساقي".


