قصة كووورة: انتقام شيطان مانشستر يقضي على حفيد الفايكنج

المشهد الأول:

الزمان: 27 سبتمبر/ أيلول 1997

المكان: ملعب إيلاند رود – مقاطعة يوركشاير – إنجلترا

ليدز يونايتد يستضيف مانشستر يونايتد تحت قيادة مدربه الأسكتلندي أليكس فيرجسون، ضمن منافسات الجولة التاسعة من الدوري الإنجليزي الممتاز.

هجمة للشياطين الحمر والكرة تصل إلى حدود منطقة الجزاء، لينطلق روي كين صوبها، بينما يقاطعه النرويجي آلف إينج هالاند ويصل إليها قبله.

اللاعب الأيرلندي لم يجد بُدا سوى مد قدمه لعرقلة لاعب ليدز، ليسقط الثنائي على الأرض بعد الالتحام، بينما ينهض الأخير ركضًا نحو كين المُلقى على الأرض، ليعنفه بعد تلك المخالفة.

وجد هالاند الفتى الأيرلندي يتلوى على الأرض، ليدرك أنه يدعي الإصابة للنجاة من عقوبة حكم المباراة، بعدما قام بعرقلته عن عمد، ليصرخ في وجهه أثناء سقوطه أرضًا "انهض.. دعك من هذا الهراء، لا تدعي الإصابة".

لم يستطع كين الرد عليه أثناء صراخه من شدة الألم، ليدخل الجهاز الطبي لمحاولة علاجه، إلا أنه تبين خطورة إصابة اللاعب الأيرلندي، ليتم حمله إلى خارج الملعب.

انتهت المباراة بخسارة المان يونايتد بهدف دون رد، لكن الساعات التالية أوضحت مدى قوة إصابة كين، الذي تعرض بالفعل لقطع في الأربطة الداخلية للركبة، ليتبين عدم صحة إدعاء هالاند بتحايل نجم الشياطين على الحكم.

إصابة كين القوية أجبرته على الابتعاد عن الملاعب لقرابة عام، أمضاه في العلاج ومحاولة التعافي من تلك الإصابة اللعينة، حتى عاد بعد غياب طويل.

المشهد الثاني

الزمان: 21 أبريل/ نيسان 2001

المكان: ملعب أولد ترافورد – مدينة مانشستر

لقاء يتجدد بين مانشستر يونايتد وجاره السيتي في مباراة ديربي المدينة، في حضرة روي كين وهالاند، الذي يقضي أول مواسمه بقميص الفريق السماوي بعد رحيله عن ليدز.

الدقيقة 84 تشهد تسجيل مانشستر سيتي هدف التعادل، لتصبح النتيجة (1-1) قبل دقائق على انتهاء الوقت الأصلي للمباراة.

بعد دقيقة واحدة، تصل الكرة إلى هالاند ليمرر الكرة إلى زميله، لكن في تلك اللحظة ركض كين نحوه وعينه على ركبة النرويجي اليمنى، موجهًا ضربة عنيفة بقدمه نحوها.

تلك الضربة أطاحت بهالاند أرضًا من قوتها، ليشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه كين دون تردد، بينما كان الأخير منشغلًا عند خروجه من الملعب بأمر آخر.

اللاعب الأيرلندي لم يغادر الملعب صامتًا، بل ذهب إلى هالاند، المُلقى على الأرض وصرخ بجوار أذنيه "انهض.. دعك من هذا الهراء.. لا تدعي الإصابة".

تلك الكلمات المكررة التي وجهها هالاند له أثناء سقوطه قبل 4 سنوات، لم ينسها كين، وأراد رد الدين للاعب النرويجي بإذاقته من ذات الكأس، بضربة موجهة للركبة، كما أصيب آنذاك، وكلمات مشابهة للتي قيلت له أثناء تألمه من إصابته واتهامه بالتحايل.

ورغم إكمال هالاند للمباراة ومشاركته بعدها في لقاء آخر، إلا أنه لم يستطع الظهور كثيرًا مع فريقه، بعدما تسببت تلك الضربة في ابتعاده عن الملاعب لفترة طويلة، ومن ثم الاعتزال بعد عامين.

المشهد الثالث

أصدر روي كين كتابًا بعنوان "الشوط الثاني" يحكي سيرته الذاتية عام 2002، تضمن حديثه عن تلك الحادثة الشهيرة، التي صُنفت كأحد أعنف المخالفات في تاريخ كرة القدم.

ذلك الكتاب فتح أبواب الجحيم على كين، بينما كان لا يزال لاعبًا ضمن صفوف مانشستر يونايتد، بعدما اعترف بتعمده توجيه تلك الركلة العنيفة لهالاند.

"كنت قد انتظرت تلك اللحظات طيلة سنوات.. حسنًا، خذ هذه الركلة ولا تحاول اتهامي بإدعاء الإصابة مرة أخرى".

كلمات أفصح بها كين عما كان بداخله لحظة ذلك التدخل العنيف، الذي أراد الانتقام به من توجيه اتهام كاذب له والتسبب في إصابته قبلها بـ4 سنوات، ليذيق عدوه من ذات الكأس.

لكن ذلك الاعتراف دفع الاتحاد الإنجليزي لفتح تحقيق في تلك الواقعة، مما أدى لإيقاف كين مجددًا لمدة 5 مباريات، رغم مرور فترة طويلة، مع تغريمه 150 ألف جنيه إسترليني.

ورغم محاولة كين إنكار اعترافه في الكتاب واتهام مؤلفه بكتابة تلك الكلمات بطريقة خاطئة، إلا أنه عاد وظهر في مقابلة لاحقة، قال خلالها "لقد ندمت على الكثير من الأمور طوال مسيرتي، لكن تدخلي على هالاند ليس واحدًا منها".