قصة سعودية.. كيف حول النصر كارثة "الهروب المفاجئ" إلى انتصار على الهلال؟

على مدى أكثر من 5 عقود، لم يعد ديربي الهلال والنصر مجرد مباراة، بل تاريخ من المواقف المثيرة والأحداث التاريخية التي لا تُمحى من الذاكرة، والتي تسبق أو تعقب لقاءاتهما على مر التاريخ.

"قصة سعودية".. سلسلة يقدمها "كووورة" أسبوعيًا، عن أبرز القصص والمواقف التي تعيشها الرياضة السعودية.. ونستعرض في هذه القصة، حكاية "هروب أجانب النصر".

وقبل الديربي المنتظر بين الهلال والنصر، يوم الجمعة المقبل، على ملعب المملكة آرينا، في قمة الجولة 26 من دوري روشن، نستعرض ذكرى "الهروب الكبير من قلعة العالمي".

وتعود القصة إلى مباراة الفريقين في موسم (2013-2014)، وبالتحديد في الـ25 من تشرين الثانى/نوفمبر 2013، خلال الجولة العاشرة من الدوري.

هروب ثلاثي  

ودخل النصر المباراة على ملعب الهلال، بعدما عاد إلى المنافسة وكانت أولى مهامه لاعتلاء الصدارة هو الفوز على غريمه التقليدي الزعيم حينما، حيث كان يتصدر الفريق الأزرق الترتيب برصيد 22 نقطة وبفارق نقطة عن النصر.

وشارك النصر في الديربي أمام الهلال حينها بدون 3 محترفين برازيليين وهم إيفرتون وباستوس وإيلتون، وهو ما مثل صدمة كبيرة للجماهير التي كانت تنتظر مثل هذه المواجهات.

ورفض الثلاثي البرازيلي اللعب مع النصر، وغادروا معسكر الفريق قبل المباراة؛ لعدم استلام مستحقاتهم المالية.

ووجد الثلاثي هذه الطريقة الأفضل بالنسبة لهم للي ذراع الإدارة، التي اتخذت قرارًا حاسمًا بالتخلص منهم وإبعادهم عن اللقاء، وفقا لتقارير صحفية حينها.

الرغبة في الفوز

وعلى الرغم من أن النصر دخل المباراة بظروف صعبة، إلا أن رغبة الأصفر كانت واضحة حينها، بعدما تقدم بهدف مبكر وتحديداً بعد مرور 7 دقائق عن طريق مهاجمه محمد السهلاوي.

ويعدها عادل الهلال النتيجة عبر نجمه السابق ناصر الشمراني في الدقيقة 76، قبل أن يسجل السهلاوي هدف الفوز عند الدقيقة 90+2 عن طريق ركلة جزاء.

بهذا الفوز نجح النصر في استعادة صدارة الدوري السعودي حينها، من غريمه التقليدي الهلال، بـ24 ﻧﻘﻄﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ظل ﺍﻟﻬﻼﻝ ﺑﻨﻘﺎﻃﻪ السابقة 22 نقطة.

غضب جماهيري

شنت جماهير النصر حينها غضبها بسبب الخروج المفاجيء للثلاثي البرازيلي من معسكر الفريق قبل ساعات من موقعة الهلال.

ووجهت الجماهير اللوم لإدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي بسبب عدم تسوية الحقوق المالية للاعبين، وهو السبب الذي دعا الثلاثي البرازيلي لمغادرة المعسكر بعد أن نكثت الإدارة بوعدها بإيداع راتب شهرين قبل مبارة الهلال.

وعلق حينها عضو شرف النصر سلمان المالك مقللا من غياب الثلاثي البرازيلي، قائلا: "هذا الغياب سيفجر طاقات اللاعبين المحليين وستكون النتيجة صفراء باذن الله".

ورد التون على حسابه على "إكس" (تويتر حينها): "يجب أن تعرف الجماهير أن المشكلة ليست جديدة مدير النادي حاول حلها ولسوء الحظ أن النادي لم يقوم بحلها حتى الآن".

توعد الرئيس

توعد الأمير فيصل بن تركي، بتطبيق العقوبة الإدارية المناسبة بحق الثلاثي البرازيلي، وأوضح أن قصة رفض اللعب في المباراة لم تكن مبررة كونها صدرت ليلة اللقاء.

وأضاف: "لا أحد يستطيع ليّ ذراع الإدارة النصراوية.. نحن قمنا بمنح اللاعبين السعوديين مستحقاتهم وكنا بصدد صرف مستحقات الأجانب التي لم تصل الـ3 أشهر لكنهم لم يتصرفوا كما يجب".

وأشار: "في النصر هناك قواعد ومبادئ ثابتة لا يغيرها ولا يبدلها الزمان، ومررنا قبل المباراة بغياب اللاعبين الأجانب، فقلت (النصر بمن حضر)، وهو كذلك وسيبقي دائماً وأبداً على هذه القاعدة".

هذه الواقعة ستظل محفورة في ذاكرة كرة القدم السعودية، لتؤكد أن ديربي الرياض دائماً ما يحمل المفاجآت، ويبقى أكثر من مجرد مباراة كرة قدم.