إعلان
إعلان

قبل قدوم ميسي وبنزيما.. التجربة الصينية جرس إنذار للدوري السعودي

KOOORA
05 يونيو 202307:49
كريستيانو رونالدوAFP

اكتسب الدوري السعودي ضجة تسويقية كبيرة في الأشهر القليلة الماضية في ظل اقترانه بعدد من نجوم الكرة العالمية.

في كانون الثانى/يناير الماضي، كان الحدث التاريخي الأضخم بانضمام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لصفوف النصر السعودي بعد فسخ تعاقده مع مانشستر يونايتد.

وأحدث رونالدو نقلة نوعية كبيرة لأجواء الدوري السعودي، وزاد الاهتمام به إعلاميا على المستوى العالمي، لمتابعة النجم الفائز بالكرة الذهبية 5 مرات.

فتحت هذه الصفقة التاريخية شهية المسؤولين في المملكة على إبرام صفقات أخرى مماثلة ذات أغراض فنية وتسويقية في نفس الوقت.

وتحدثت تقارير عديدة أن السعودية تجهز خطة طويلة الأمد، ترتكز على جذب أساطير الكرة العالمية ضمن حملتها للترويج لملف استضافتها مونديال 2030.

لذا لم يتوقف الطموح عند كريستيانو فقط، بل امتد أيضا لنجوم آخرين مثل ليونيل ميسي، كريم بنزيما، لوكا مودريتش، سيرجيو راموس، بوسكيتس وجوردي ألبا وغيرهم.

وأكدت تقارير صحفية عديدة أن انضمام ميسي لصفوف الهلال السعودي بات وشيكا، بخلاف اتفاق آخر بين اتحاد جدة مع كريم بنزيما.

?i=afp%2f20230603%2f20230603-afp_33gw87v_afp

ويدفع هؤلاء النجوم نحو مغامرة اللعب في الدوري السعودي، عوامل عديدة، في مقدمتها بالطبع، الرواتب الفلكية التي تتجاوز 200 مليون يورو في الموسم.

إلا أن العامل الاقتصادي وراء المشروع السعودي، يدق جرس إنذار مبكر، لأنه يعيد للأذهان تجربة الدوري الصيني للمحترفين، وانهياره بشكل سريع.

في 2002، تأهل منتخب الصين لكأس العالم لأول مرة في تاريخه، ليبدأ اهتمام العملاق الآسيوي بقوة بتطوير كرة القدم كقوة ناعمة وفاعلة وسط النمو الاقتصادي الكبير.

وبالفعل بعد سنوات، وتحديدا في عام 2016، فاجأت الأندية الصينية العالم بعروض مالية مغرية، دفعت بعض النجوم للرحيل عن أوروبا.

ارتكز المشروع الصيني في بدايته على نجوم البرازيل مثل أوسكار وهالك وباولينيو، وانضم إليهم تباعا كارلوس تيفيز، ستيفان الشعراوي، ماريك هامشيك، مروان فيلايني وغيرهم.

وفتحت أندية الصين خزائنها برواتب تعادل 4 أضعاف ما كان يتقاضاه هؤلاء اللاعبون، بخلاف ميزة الإعفاء الضريبي.

لم يقتصر الأمر على اللاعبين فقط، بل التعاقد أيضا مع مدربين بارزين مثل الثنائي الإيطالي مارشيلو ليبي وفابيو كانافارو، وكذلك الإسباني رافائيل بينيتيز.

إلا أن هذه التجربة لم تؤت ثمارها، وانهارت سريعا، وكتبت جائحة كورونا في عام 2020 سطر النهاية، حيث ظهرت المشاكل الاقتصادية، وأعلنت بعض الأندية إفلاسها، وعجز البعض عن سداد رواتب اللاعبين.

?i=riyan2019%2f0g

كما لم ينجح الدوري الصيني على المستويين الفني أو التسويقي، فالمنتخب لم يتأهل مجددا لكأس العالم، وابتعدت الأندية عن منصات التتويج بالبطولات القارية، ولم تهتم المحطات التليفزيونية بشراء حقوق بث المباريات.

لكن هناك فوارق كبيرة بين التجربة الصينية والسعودية، حيث يصب عامل التوقيت في مصلحة المملكة لاقترابه كثيرا من التوقيت الأوروبي، مما سيزيد اهتمام المحطات الإعلامية بإمكانية شراء حقوق بث المباريات، مما يساعد الأندية السعودية على تحقيق مكاسب تسويقية.

كما أن الخليج العربي يعد منطقة جذب سياحي في السنوات الأخيرة، يقصدها العديد من النجوم في مختلف المجالات، ويتزامن ذلك مع مشروع ترفيهي ضخم، تسير فيه المملكة العربية السعودية بخطوات ثابتة على مستوى الرياضة والفن وغيرهما.

بخلاف ذلك، فإن شعبية كرة القدم في السعودية تبقى كبيرة، ومنتخب الأخضر له حضور شبه دائم في كأس العالم خلال آخر 30 عاما منذ أول تأهل في مونديال 1994، والبطولة المحلية تحظى بتنافسية شديدة بين الهلال والنصر والاتحاد والشباب والأهلي.

لذا فإن المبالغ المالية الضخمة التي ستنفق على جذب النجوم للدوري السعودي، تنتظرها روافد أخرى من الإيرادات، ربما تحدث قدرا من التوازن الاقتصادي الذي يجنبها مصير الدوري الصيني.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان