
أسقط الثنائي حكيم زياش ونصير مزراوي، سربا من الحمام بحجر واحد خلال مونديال قطر "2022"، بعدما ساهما في حصول المنتخب المغربي على المركز الرابع في أكبر إنجاز لمنتخب عربي وإفريقي بالحدث العالمي.
وتغلب زياش ومزراوي، نجما تشيلسي وبايرن ميونخ على الترتيب، على فترة طويلة من الصراعات مع المدرب السابق البوسني وحيد خليلوزيتش، امتدت إلى 20 شهرا، حيث وصفهما بعدم الانضباط.
إلا أن النسخة التي ظهر بها كل من زياش ومزراوي في المونديال الأخير تحت قيادة المدرب الوطني وليد الركراكي، محت هذه الفترة من ذاكرة الجماهير المغربية ووضعتهما في مكانة خاصة.
كووورة يرصد في التقرير التالي قصة تحول الثنائي العالمي "زياش ومزراوي" إلى أبطال في عيون الجماهير المغربية.
أنا أو هما؟
كان خليلوزيتش صاحب قرار صارم تجاه زياش ومزراوي، حيث رفض ضمهما إلى صفوف المنتخب، خصوصا ضد الأول، حيث أكد في مؤتمرات صحفية عديدة أنه أغلق صفحة الثنائي.
وقال وحيد آنذاك "لن أفعل مثلما فعل المدرب السابق (هيرفي رينارد) وأذهب عند زياش لأعيده، لن أسمح له بلعب دور المنقذ إنه غير منضبط ويتعالى عن المجموعة ولا يمتثل للتعليمات، أما مزراوي فهو لا يختلف عنه كثيرا".
ورغم مرونة وحيد في قصة مزراوي وسفره إلى هولندا من أجل التصالح، إلا أن العداء بقي مستمرا، حيث انضم نصير لمعسكر الأسود عدة مرات، إلا أنه كان حبيسا لدكة البدلاء، ليتأكد فوزي لقجع رئيس اتحاد الكرة المغربي، من استحالة تواجد الجميع في نفس القارب بالمونديال.
انتصار زياش
تحرك اتحاد الكرة صوب زياش ليدفعه إلى التصالح مع وحيد، إلا أن نجم تشيلسي كان حاسما وكتب على حسابه بإنستجرام "لو حضر (خليلوزيتش) لباب بيتي أو تحت شرفتي لن أعود لمنتخب المغرب مادام مدربا له.. لقد كذب علي كثيرا ولن أقبل بذلك".
واستجاب اتحاد الكرة لرغبة زياش ليقرر توجيه الشكر إلى وحيد قبل فترة قصيرة من المونديال، وهو ما سمح بتراجع زياش عن قرار اعتزاله دوليا، وعاد إلى عرين الأسود من أول اتصال للمدرب الجديد وليد الركراكي.
وبالفعل أثبت زياش جدارته بارتداء قميص الأسود خلال البطولة، ورد بمنتهى القوة على خليلوزيتش، فسجل أول أهدافه في شباك كندا، واختير أفضل لاعب من الفيفا في مباراة بلجيكا، بخلاف مساهمته الكبيرة في انتصارات المغرب.
وخرج وليد الركراكي ليبرئ ذمة لاعبه، قائلا "ما سمعته عنه أرعبني، لكن الواقع مخالف تماما لكل ما راج، لا يهمني ما قيل عنه يكفي أنه يقاتل من أجل بلاده، هذا اللاعب رائع جدا".
لفتة إنسانية

ولم يكتف اللاعبان بتقديم أوراق اعتمادهما في مونديال قطر بجودة الأداء، بل كان الرد قويا على المستوى الأخلاقي، بعدما اختتما مشهد البطولة بمبادرة إنسانية رائعة.
وقرر زياش ونصير التبرع بمكافأة المونديال للفقراء واليتامي، إذ حضرا قبل طائرة الأسود التي عادت من قطر بيوم وسهرا على هذا العمل الإحساني بنفسهما، ليكسبا ود وتعاطف وتقدير المغاربة ويضعا وحيد واداعاءاته السابقة في حرج.
قد يعجبك أيضاً





