إعلان
إعلان

فوضى وتهديد.. كيف أربك ترامب ترتيبات مونديال 2026؟

AFP
04 ديسمبر 202509:14
US-POLITICS-TRUMPGetty Images

لا يُعدّ تنظيم كأس العالم مهمة سهلة، لكن حين يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو المضيف الرئيسي، تصبح الصورة أشد تعقيدًا. ففي غضون ستة أشهر فقط، تستعد الولايات المتحدة، إلى جانب المكسيك وكندا، لاحتضان النسخة الأضخم في تاريخ البطولة.

ورغم أن الاستضافة المشتركة كان يُفترض أن تعكس تنسيقًا عالي المستوى بين الدول الثلاث، فإن سياسات ترامب المثيرة للجدل أثارت غضب جيرانه، وخلقت توترات سياسية وتنظيمية، وهددت حتى بنقل بعض المباريات، فضلًا عن القيود الصارمة على منح التأشيرات.

قيود السفر

من المتوقع أن يتدفق مئات الآلاف من المشجعين الأجانب إلى دول الاستضافة، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تحتضن 82 مباراة من أصل 104.

إلا أن هؤلاء سيصلون إلى بلد يقوده رئيس جعل من مكافحة الهجرة محورًا لولايته الثانية، عبر حملات مداهمة واسعة وترحيل مثير للجدل، ترافقه إجراءات أكثر تشددًا يومًا بعد يوم.

وبعد حادثة إطلاق النار التي ارتكبها مواطن أفغاني قرب البيت الأبيض وأسفرت عن مقتل عنصر في الحرس الوطني، أعلن ترامب نيته “تجميد الهجرة بشكل دائم من جميع دول العالم الثالث”.

ومنذ يونيو، فرضت الإدارة الأميركية قيود سفر على 19 دولة، بينها هايتي وإيران، وهما دولتان مشاركتان في كأس العالم. كما تم تجميد جميع قرارات اللجوء لأجل غير مسمّى.

وكانت إيران قد لوّحت بمقاطعة قرعة كأس العالم التي تُجرى في واشنطن احتجاجًا على رفض إصدار التأشيرات لعدد من أعضاء وفدها، قبل أن تتراجع عن قرارها لاحقًا.

التدقيق في التأشيرات

عادةً ما يتطلب الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة أسابيع أو أشهر، لكن ترامب أعلن مؤخرًا آلية خاصة لتسريع الإجراءات لحاملي تذاكر مباريات المونديال، مع منحهم أولوية في مواعيد المقابلات القنصلية.

ومع ذلك، شدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على أن "التذكرة ليست تأشيرة دخول"، موضحًا أنها تمنح موعدًا سريعًا فقط، بينما يظل صاحبها خاضعًا للإجراءات نفسها من تدقيق وفحص أمني.

Donald Trump Gianni Infantino 2025 FIFA Club World CupGetty Images

تهديدات بنقل المباريات

لوّح ترامب مرارًا بإمكانية نقل مباريات كأس العالم من عدة مدن تسيطر عليها حكومات ديمقراطية، بحجة المخاوف الأمنية. ومن بين المدن المهددة: "بوسطن (تستضيف 7 مباريات)، سان فرانسيسكو (6 مباريات)، سياتل (6 مباريات)، لوس أنجليس (8 مباريات)".

ويمثل نقل المباريات كابوسًا تنظيميًا حقيقيًا للفيفا، وللمشجعين الذين حجزوا رحلاتهم وإقاماتهم مسبقًا. كما أن العقود مع المدن المضيفة لا يمكن فسخها إلا في حال حدوث كوارث كبرى مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية أو أعمال الشغب، رغم وجود مساحة محدودة لإعادة جدولة بعض المباريات.

وتزداد حالة عدم اليقين بسبب نشر ترامب قوات الحرس الوطني في عدد من هذه المدن خلال العام، رغم اعتراض حكوماتها المحلية، بدعوى مكافحة الجريمة والنشاطات اليسارية.

كما أدت مداهمات سلطات الهجرة في مدن مثل لوس أنجليس، حيث وعد ترامب بتشديد ملاحقة المهاجرين غير النظاميين، إلى خلق توتر واسع وشعور بالخوف في المجتمعات اللاتينية. ومن المرجح استمرار هذه الحملات حتى موعد البطولة، وربما خلالها.

توتر مع الجيران

لم توفر استضافة كأس العالم أي امتيازات سياسية لكندا والمكسيك، إذ استمرت سياسات ترامب الخارجية في نهجها المتوتر تجاه الحلفاء والخصوم على حد سواء.

فقد فرض رسوماً جمركية مرتفعة على منتجات من البلدين، ولوّح بضم كندا، كما لم يستبعد توجيه ضربات جوية للمكسيك في إطار حملته ضد عصابات المخدرات.

هذه التوترات ستضاعف التحديات التي تواجه أول مونديال يُقام في ثلاث دول، وبمشاركة 48 منتخبًا، في نسخة تُعد الأضخم والأكثر تعقيدًا من الناحية اللوجستية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان