إعلان
إعلان

فوضى تكتيكية

علي الباشا
04 ديسمبر 202102:02
444

شتان‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أداء‭ ‬فريقنا‭ ‬أمام‭ ‬قطر‭ ‬ومباراة‭ ‬الأمس‭ ‬أمام‭ ‬العراق،‭ ‬ففي‭ ‬مباراة‭ ‬الأمس‭ ‬افتقد‭ ‬فريقنا‭ ‬الانسجام‭ ‬والتجانس،‭ ‬وظلّ‭ ‬سوزا‭ ‬على‭ ‬أسلوبه‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يرجع‭ ‬إليه،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬النتيجة‭ ‬ورغبة‭ ‬الفوز‭ ‬يهمان‭ ‬الجميع،‭ ‬فقياسا‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬لم‭ ‬يكُن‭ ‬فريقنا‭ ‬مرضيا،‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬سوزا‭ ‬مقتنع‭ ‬به،‭ ‬وأيضا‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬نصبّ‭ ‬جام‭ ‬الغضب‭ ‬على‭ ‬اللاعبين،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنهم‭ ‬يأتمرون‭ ‬بما‭ ‬يُريده‭ ‬سوزا‭!‬

مشكلتنا‭ ‬مع‭ ‬سوزا‭ ‬أنه‭ ‬بأسلوبه‭ ‬حقق‭ ‬بطولتين،‭ ‬إلّا‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرةٍ‭ ‬تسلم‭ ‬الجرة،‭ ‬فبعد‭ ‬خليجي‭ ‬24‭ ‬سقط‭ ‬الأسلوب‭ ‬في‭ ‬التصفيات‭ ‬المزدوجة‭ ‬المؤدية‭ ‬إلى‭ ‬مونديال‭ ‬2022‭ ‬وأمم‭ ‬آسيا‭ ‬2023،‭ ‬حتى‭ ‬صرنا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬تصفيات‭ ‬جديدة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬آسيا‭ ‬23،‭ ‬والكل‭ ‬يجزم‭ ‬بأنه‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات؛‭ ‬سواء‭ ‬بدايةً‭ ‬أو‭ ‬أثناء‭ ‬سيرها،‭ ‬فهي‭ ‬تضعف‭ ‬تركيبة‭ ‬الفريق‭.‬

 في‭ ‬رأيي‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬المباريات‭ ‬السيئة‭ ‬التي‭ ‬لعبها‭ ‬منتخبنا‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬سوزا،‭ ‬ولم‭ ‬يستغل‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬عليها‭ ‬الفريق‭ ‬العراقي‭ ‬المتجدد‭ ‬تشكيلا،‭ ‬وأيضا‭ ‬قليل‭ ‬الخبرة‭ ‬لغالبية‭ ‬اللاعبين،‭ ‬وقد‭ ‬ظهر‭ ‬معتمدا‭ ‬على‭ ‬المرتدات،‭ ‬وكان‭ ‬بعضها‭ ‬مزعجا،‭ ‬إلّا‭ ‬أنهم‭ ‬ظهروا‭ ‬مرهقين،‭ ‬وكأنهم‭ ‬يريدون‭ ‬إيصال‭ ‬المباراة‭ ‬إلى‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬انتهت‭ ‬عليها،‭ ‬وهذا‭ ‬يظهر‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬اندفاع‭ ‬لاعبي‭ ‬الوسط‭ ‬خلف‭ ‬المهاجمين‭.‬

ولا‭ ‬يلام‭ ‬اللاعبون‭ ‬لدينا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ظهروا‭ ‬به؛‭ ‬لأن‭ ‬التغييرات‭ ‬ولّدت‭ ‬عدم‭ ‬الثبات‭ ‬في‭ ‬المستوى،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬العدل‭ ‬أن‭ ‬نلوم‭ ‬اللاعبين‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التسجيل‭ ‬خلال‭ ‬الضغط‭ ‬الذي‭ ‬قاموا‭ ‬به،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يخلقوا‭ ‬الفرص‭ ‬لأنفسهم،‭ ‬بل‭ ‬يُمكن‭ ‬القول‭ ‬إنهم‭ ‬أراحوا‭ ‬المدافعين‭ ‬العراقيين‭ ‬في‭ ‬اخراج‭ ‬الكرات‭ ‬من‭ ‬صندوقهم،‭ ‬فهم‭ ‬اكتفوا‭ ‬بإبعادها‭ ‬عن‭ ‬الصندوق،‭ ‬ليستعيدها‭ ‬لاعبونا‭ ‬ثم‭ ‬يعودون‭ ‬إرسالها‭ ‬تاليا‭ ‬إلى‭ ‬ذات‭ ‬الصندوق‭!‬

تبقى‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬التمهيدي‭ ‬جولة؛‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬سيتفاعل‭ ‬معهما‭ ‬الكابتن‭ ‬سوزا،‭ ‬لأنه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬أطول‭ ‬فترة،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬الأولى؛‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الثمانية،‭ ‬وهي‭ ‬قناعةٌ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تترسخ‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬اللاعبين،‭ ‬ويستفيدوا‭ ‬من‭ ‬امكاناتهم‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية،‭ ‬والخبرات‭ ‬المتراكمة‭ ‬لديهم،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬العمانيين؛‭ ‬لأنهم‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬حتما‭.‬

** نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان