
شتان ما بين أداء فريقنا أمام قطر ومباراة الأمس أمام العراق، ففي مباراة الأمس افتقد فريقنا الانسجام والتجانس، وظلّ سوزا على أسلوبه وهو أمر يرجع إليه، ولكن تبقى النتيجة ورغبة الفوز يهمان الجميع، فقياسا على الأداء لم يكُن فريقنا مرضيا، ولا أعتقد أن سوزا مقتنع به، وأيضا لا يُمكن أن نصبّ جام الغضب على اللاعبين، وأعتقد أنهم يأتمرون بما يُريده سوزا!
مشكلتنا مع سوزا أنه بأسلوبه حقق بطولتين، إلّا أنه ليس في كل مرةٍ تسلم الجرة، فبعد خليجي 24 سقط الأسلوب في التصفيات المزدوجة المؤدية إلى مونديال 2022 وأمم آسيا 2023، حتى صرنا نحتاج إلى الدخول في تصفيات جديدة للوصول إلى آسيا 23، والكل يجزم بأنه ما كان عليه أن يذهب إلى كل هذه التغييرات؛ سواء بدايةً أو أثناء سيرها، فهي تضعف تركيبة الفريق.
في رأيي هذه من المباريات السيئة التي لعبها منتخبنا في عهد سوزا، ولم يستغل الظروف التي عليها الفريق العراقي المتجدد تشكيلا، وأيضا قليل الخبرة لغالبية اللاعبين، وقد ظهر معتمدا على المرتدات، وكان بعضها مزعجا، إلّا أنهم ظهروا مرهقين، وكأنهم يريدون إيصال المباراة إلى النتيجة التي انتهت عليها، وهذا يظهر من قلة اندفاع لاعبي الوسط خلف المهاجمين.
ولا يلام اللاعبون لدينا على ما ظهروا به؛ لأن التغييرات ولّدت عدم الثبات في المستوى، وليس من العدل أن نلوم اللاعبين على عدم التسجيل خلال الضغط الذي قاموا به، باعتبار أنهم لم يخلقوا الفرص لأنفسهم، بل يُمكن القول إنهم أراحوا المدافعين العراقيين في اخراج الكرات من صندوقهم، فهم اكتفوا بإبعادها عن الصندوق، ليستعيدها لاعبونا ثم يعودون إرسالها تاليا إلى ذات الصندوق!
تبقى في الدور التمهيدي جولة؛ لا نعرف كيف سيتفاعل معهما الكابتن سوزا، لأنه يريد أن يبقى أطول فترة، ليس في المجموعة الأولى؛ بل حتى إلى ما هو أبعد من دور الثمانية، وهي قناعةٌ يجب أن تترسخ في نفوس اللاعبين، ويستفيدوا من امكاناتهم الفردية والجماعية، والخبرات المتراكمة لديهم، من دون التقليل من إمكانات العمانيين؛ لأنهم أفضل من العراقيين حتما.
** نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية
قد يعجبك أيضاً



