فرصة ذهبية تضع كاستيلس تحت الضغط قبل انطلاق اليورو

عاش كين كاستيلس حارس مرمى فولفسبورج، لفترة طويلة في ظل تيبو كورتوا نجم ريال مدريد، حتى نشب خلافا بين الأخير ومدرب المنتخب البلجيكي دومينيكو تيديسكو.

وحتى مع وجود روبرتو مارتينيز في القيادة الفنية، لم يكن كاستيلس الخيار الثاني في حراسة مرمى "الشياطين الحمر"، بل كان سيمون مينيوليه هو المفضل لسد مكان كورتوا، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أفضل حارس مرمى في العالم.

ومع ذلك، فإن كاستيليس سيحمل الآن، قبيل انطلاق بطولة أمم أوروبا، عبئا هائلا على عاتقه، حيث قال تيديسكو: "سيكون حارس مرمى منتخبنا في بطولة أمم أوروبا".

ومع تبدد الشكوك حول هوية الحارس الذي سيحل محل كورتوا، ستتجه أنظار الكثيرين في بلجيكا إلى كاستيلس الذي وقّع مؤخرا مع نادي القادسية السعودي، براتب أعلى من كورتوا في ريال مدريد (10 ملايين يورو صافية مقابل 7.2 مليون يورو)، وسيكون ثالث بلجيكي أعلى أجرا بعد كيفن دي بروين (13.3 مليون يورو في مانشستر سيتي) ويانيك كاراسكو (12.7 مليون في الشباب السعودي).

خلافات متجددة

يعود الخلاف بين كورتوا وتيديسكو إلى ما قبل إصابة حارس مرمى ريال مدريد في أغسطس/آب الماضي خلال الجولة الأولى من الدوري الإسباني، حين أصيب اللاعب بتمزق الرباط الصليبي الأمامي للركبة اليسرى في ملعب سان ماميس.

وقبل شهرين من ذلك، في بداية مسيرة تيديسكو في تدريب بلجيكا خلفا لروبرتو مارتينيز، تم استدعاء كورتوا لمباراتين ضمن تصفيات بطولة أمم أوروبا، لعب الحارس المباراة الأولى ضد النمسا، ولكن قبل المباراة الثانية ضد إستونيا، غادر المعسكر بسبب الإصابة.

ومع ذلك، قدم تيديسكو رواية علنية أخرى، حين قال إن كورتوا غادر لأنه كان "غاضبا" بعد أن اتخذ قرارا لم يعجب حارس مرمى ريال مدريد: "قررنا معا أن لوكاكو سيكون القائد ضد النمسا وتيبو ضد إستونيا. كان ذلك جيدا للجميع، لكن بعد المباراة ضد النمسا، أراد التحدث معي فجأة وقال إنه سيعود إلى المنزل لأنه كان محبطا".

ورد كورتوا ببيان واتهم تيديسكو بتقديم رواية "غير شفافة وشخصية" لما حدث بعد محادثة خاصة بينهما.

وقال: "في تلك المحادثة لم أطلب منه ميزة شخصية ولكن طلبت منه تفسيرات وقرارات لتجنب مواقف أضرت بنا في الماضي، سعيا دائما للمصلحة العامة. أن تكون قائدا للمنتخب أو لا تكون أمرا لا يجب أن يكون بالهوى أو بقرار عشوائي، يجب أن يكون قراره هو، وهذا ما حاولت إيصاله إليه. للأسف، لم أحقق هدفي".

بعد ذلك بقليل، تعرض كورتوا للإصابة، وفي ديسمبر/كانون أول، اعتذر عن عدم المشاركة في بطولة أمم أوروبا للتركيز على تعافيه. كما اعتذر عن مغادرة معسكر منتخب بلجيكا، مؤكدا أن ذلك كان قرارا خاطئا، رغم أنه لم يشعر بالتقدير من قبل مدربه أو اتحاد كرة القدم البلجيكي عندما غادر المعسكر.

لكن الجدل بينهما لم ينته عند هذا الحد. ففي فبراير/شباط، قال تيديسكو إنه بذل قصارى جهده لإقناع كورتوا بالمشاركة في بطولة أمم أوروبا، ورد عليه كورتوا برسائل وجه تعبيرية وصفه فيها بالكاذب.

فرصة ذهبية

أعادت عودة كورتوا الرائعة إلى ريال مدريد، حيث لعب أربع مباريات جيدة في الدوري ومباراة رائعة ضد بوروسيا دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا، إثارة الجدل حول مشاركة كورتوا في بطولة أمم أوروبا.

ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى أي حل، والآن سيكون كاستيلس هو الحارس المختار للدفاع عن عرين منتخب بلجيكا.

ونشأ كاستيلس في صفوف نادي جينك ولعب مع فولفسبورج لمدة تسع سنوات، بواقع أكثر من 350 مباراة.

ويؤكد تيديسكو على ذلك: "سيلس وكامينسكي حارسي مرمى كبيرين، لكن هناك تفاصيل تجعل كاستيلس هو رقم واحد".

ومع اقترابه من الرحيل عن كرة القدم الأوروبية بعد انتقاله من الدوري الألماني إلى السعودية، تأتي الفرصة الذهبية لكاستيلس وهو في ذروة نضجه.

فلطالما كان كاستيليس يعيش في ظل كورتوا ومينيوليه في المنتخب، وهو معجب بفان دير سار ويدرك حدوده حين قال في مقابلة صحفية في بلده: "أسلوبي لا يتمثل في تقديم عرض مذهل. إنه ببساطة اللعب وتجنب الأخطاء والقيام بكل ما يلزم لصالح الفريق".

والحقيقة هي أنه لم يعد هناك وقت لمزيد من التصريحات والحجج للنقاش حول حراسة مرمى منتخب بلجيكا. فالواقع أن كورتوا ليس في ألمانيا، وسيكون كاستيلس هو حارس مرمى "الشياطين الحمر".

لكن صحيح أيضا أن الضغط سيكون هائلا على لاعب فولفسبورج السابق. فإذا نجح، سيكون بطلا، وإذا أخطأ، قد تكون المقارنات مع حارس مرمى ريال مدريد قاسية.