إعلان
إعلان

عندما ينتصر الرعاة على كريستيانو رونالدو

ريان الجدعاني
17 يونيو 202119:25
riyan
استحق السيد مارتن كالين، مدير بطولة كأس أمم أوروبا 2020، نجومية هذا الأسبوع من منافسات البطولة، بعد أن وضع النقاط على الحروف عبر البيان الرسمي للجنته التي وقفت بكل شجاعة بوجه اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أراد الاستفادة من شهرته في نشر ثقافة الفوضى وعدم احترام مبادئ (الاستثمار الرياضي).

لن أعيد على العزيزات والأعزاء القُراء سرد تفاصيل تصرف كريستيانو مع شركة كوكاكولا في إحدى المؤتمرات الصحفية بالبطولة، لأن تصرفه الفوضوي أخذ حيزاً كبيراً غير مستحق من الإعلام العربي والعالمي، ليتجاهل الإعلام للأسف الشديد انتهاك اللاعب لمبادئ (الاستثمار الرياضي) والتي تشكل الذراع القوية لتنمية كرة القدم في قارة أوروبا وفي مختلف دول العالم، وشركة كوكاكولا هي إحدى أذرع القوى لمنظومة (الاقتصاد الرياضي).

في بيان السيد كالين القوي، أكد بقوله: "الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا يفرض غرامة على اللاعب، بل على الاتحاد الوطني المشارك بالبطولة، لدينا لوائح موقعة من قبل الاتحادات المشاركة، لقد ذكرناهم بالتزاماتهم".

قرصة الإذن التي طبقها السيد كالين ضد كريستيانو رونالدو، عبر تهديد اتحاده الكروي بالغرامة، ستعيد حسابات بعض اللاعبين الذين يعتقدون بأنهم أكبر من شركات الرعاية والشراكات الاستثمارية، وأيضاً ستضع نهاية لزمن فوضى اللاعبين الذين يرتدون شعار "المثاليات وقيم المجتمع" لمحاربة الشركات التي تخدم منظومة كرة القدم والاتحادات القارية، فإيقاف عبث هؤلاء اللاعبين هو الطريق الصحيح نحو استدامة اقتصادية لمنظومة كرة القدم العالمية.

في معلومة قيمة نشرتها الزميلة قناة (اقتصاد الشرق) عبر حسابها في تويتر، وأنقلها حرفياً، كتبت فيه: "شركتا كوكاكولا وهينيكن من بين 12 راعياً من الدرجة الأولى للبطولة، مما يساهم في إجمالي إيرادات تبلغ 2.4 مليار دولار، كما يحصل اللاعبون أيضاً بشكل غير مباشر على أموال من الدخل التجاري لليورو 2020 من خلال اتحاداتهم وأنديتهم نظير المشاركة".

وبخصوص شركة هينيكن، والتي بالتأكيد كمسلمين لدينا موقف صارم ضدها لأنها شركة كحول، فأن السيد كالين أعطى عذرا للاعب الفرنسي المسلم بول بوجبا، قائلاً: "هناك تفهم للاعبين الذين فعلوا التصرف ذاته لأسباب دينية، إذا كان تصرفهم بسبب ذلك لن يحتاجوا لوجود زجاجة في المكان نفسه".

من هنا نكتشف أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ليست مؤسسة دكتاتورية كما صورها البعض عمداً من أجل الدفاع عن تصرف كريستيانو، بل هي مؤسسة عريقة تجيد التفريق بين حساسية المسلمين من شركة للكحول ولاعب يريد أن يصفي حساباته مع شركة دون احترام لعقود دُفعت بالملايين من أجل تواجد علامتها التجارية في بطولة قارية يشاهدها الملايين حول العالم.

فالملايين التي تدفعها شركة كوكاكولا، وأيضاً شركة هينيكن التي لدينا تحفظات منها، تساهم بشكل كبير في دفع عجلة تطوير قطاع الناشئين والشباب وكرة القدم النسائية بقارة أوروبا، كما نحن "عرب آسيا" عندما احتفلنا كثيراً بدخول الشركة العريقة (نيوم) في رعاية مسابقات قارة آسيا، ومنها مسابقة دوري أبطال آسيا وكأس آسيا للسيدات، لأننا نعرف حجم مدينة المستقبل في المملكة العربية السعودية، مدينة نيوم، والتي سيكون لها تأثير استثماري عظيم على مستقبل كرة القدم الآسيوية.

بالتأكيد انتصار كوكاكولا على كريستيانو رونالدو مهم بالنسبة لكل من يحب كرة القدم ومستقبلها، لأن جائحة كورونا جعلتنا نتعلم أكبر درس وهي عدم محاربة رجال الأعمال وسيدات الأعمال كما كان يحدث في الماضي بجهل فكري للأسف الشديد، لأن الأغلبية كانوا يعيشون تحت تأثير الشعار المضحك "كرة القدم للفقراء!"، حيث قدمت كورونا للجميع درساً قاسياً مفاده.. إذا غاب المال غابت كرة القدم للأبد!!

ختاماً،،
من واجبنا الدفاع عن مبادئ (الاستثمار الرياضي) كجمهور وإعلام وأندية واتحادات وطنية وقارية، لأن بوجودها ستخلق الوظائف لكلا الجنسين، وأيضاً ستخلق اقتصاداً واعداً لخزينة أوطاننا، فكرة القدم أصبحت (صناعة)، ولهذا السبب انتصرت كوكاكولا على شعارات كريستيانو رونالدو المثالية.
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان