
سار أهلي جدة عكس الكبار، فحقق ما لم يحققوه، وكتب لنفسه تاريخًا جديدًا، بحصد لقب النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا للنخبة، على حساب كاواساكي فرونتال الياباني (2-0)، أمس السبت.
لكن الإنجاز الآسيوي لم يكن وليد اللحظة، بل تحقق بعد سلسلة من القرارات على مدار شهور، بل سنوات، حتى كانت النتيجة النهائية "الأهلي بطل آسيا".
وفي مقدمة تلك القرارات، ما يخص الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني للفريق، ليس فقط بسبب التعاقد معه، ولكن أيضًا بالإبقاء عليه.
وتولى يايسله تدريب "الراقي" قبل بداية موسم 2023-2024، ليقود كتيبة من النجوم، كانت قد وصلت النادي الجداوي للتو.
لكن الأهلي ودع كأس خادم الحرمين الشريفين من ثمن النهائي، على يد أبها، ولم يكن منافسًا على لقب الدوري السعودي، إلا أنه حاز المركز الثالث، المؤهل لدوري أبطال آسيا للنخبة، لتُبقي عليه الإدارة لموسم جديد.
وودع بعدها الفريق السوبر السعودي من نصف النهائي، ثم كأس خادم الحرمين الشريفين من دور الـ32 على يد الجندل، الذي يلعب في دوري يلو، لكن يايسله استمر في منصبه، رغم المطالبات بإقالته.
وبعد شهور من هذا القرار، كان يايسله يحمل كأس دوري أبطال آسيا للنخبة، وهو المدرب الوحيد الذي لم يتم تغييره بين كبار الدوري السعودي، في آخر موسمين.
يأتي هذا في الوقت الذي تعاقب فيه على تدريب الاتحاد: نونو سانتو ومارسيلو جاياردو ولوران بلان. كما تعاقب على النصر: لويس كاسترو وستيفانو بيولي، فيما رحل جورجي جيسوس عن الهلال، في انتظار مدرب جديد.
صفقات متعطشة
وبينما كانت الكثير من أندية الدوري السعودي تركز على أسماء النجوم، فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة، كان الأهلي يبحث عن لاعبين متعطشين لتحقيق النجاح.
فقد ضم "الراقي" المهاجم الإنجليزي إيفان توني، الذي كان يبحث عن حلم جديد، بعد العودة من إيقاف طويل بسبب المراهنات.
وبالفعل، لعب توني دورًا مهمًا مع الأهلي، إذ شارك في كل مباريات دوري الأبطال، هذا الموسم، وسجل 6 أهداف، منها هدف ضد الهلال في نصف النهائي.
كما ضم الأهلي جالينو من بورتو البرتغالي، بعد رؤية ثاقبة من يايسله لاحتياجات الفريق، حتى أنه أخرج البرازيلي روبرتو فيرمينو من قائمة دوري روشن لأجله.
وسجل جالينو هدفًا سهل مهمة الأهلي في المباراة النهائية، مقدمًا إسهامه السابع في 7 مباريات بالبطولة الآسيوية.
حتى ماتيو دامس الذي لم يشارك كثيرًا، كان مليئًا بالرغبة والشغف، وقد انهالت الدموع من عينيه عقب صافرة التتويج، حيث حقق اللقب الأول في مسيرته الكروية.
يايسله صنع مزيجًا بين هؤلاء الشباب، والخبرة التي تجسدت في عدة لاعبين، على رأسهم الإيفواري فرانك كيسيه الذي سجل هدف الأهلي الثاني في النهائي.
الأرض تلعب
"هذه البطولة كان من المفترض أن تُنظم في الرياض، لكن الاتحاد السعودي طلب جدة، ولا فارق بينهما".
بهذه التصريحات خرج الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعد تتويج الأهلي بلقب دوري الأبطال.
والأهلي هو الفريق الوحيد، الذي خاض جميع المباريات الإقصائية على ملعبه (الإنماء)، ولعب 8 لقاءات في جدة، من أصل 13 مواجهة في البطولة بشكل عام، وهو ما ساعده كثيرًا على التتويج باللقب.
58 ألفًا و281 مشجعًا حضروا المباراة النهائية، وهي المواجهة ذات الحضور الجماهيري الأعلى في الأدوار الإقصائية، متفوقةً على مباراة الأهلي والهلال في نصف النهائي، التي بلغ عدد الحاضرين فيها 50 ألفًا و613 مشجعًا.
قد يعجبك أيضاً





