EPAترقب عشاق فريق ليفربول الانجليزي لحظة الخلاص من مدربهم بريندان رودجرز بفارغ الصبر، للدرجة التي دفعت البعض منهم إلى تمني الخسارة في كل مباراة من أجل إتخاذ إدارة النادي قرار الإطاحة به .
وجاءت اللحظة الموعودة، وتهللت أسارير عشاق الريدز برحيل رودجرز وقدوم الالماني دائم الإبداع يورغن كلوب، الرجل الذي صنع الأعاجيب رفقة فريقه بوروسيا دورتموند في البوندسليغا ودوري أبطال أوروبا، إضافة إلى نجاحه السابق مع ماينز .
وتوقع الجميع أن تأتي الانتصارات بمجرد أن يخطو كلوب بقدميه على ملعب آنفيلد، ويعود الفريق إلى سابق عهده منافسًا شرسًا يرهب الجميع محليًا وأوروبيًا .
ولكن خاب الأمل مع سلسلة تعادلات ثلاثية حققها كلوب، ولم ينجح في تحقيق أي فوز حتى الآن، تعادلان في البريميرليغ وآخر في الدوري الأوروبي، وأداء لم يتحسن كثيرًا .
ربما يعتبر البعض يورغن كلوب أحد سحرة التدريب في عالم كرة القدم، ولكن من الظلم إصدار الإحكام على رجل لم يكمل على مقعد تدريب الفريق أسابيع قليلة، كلوب تسلم فريقًا محطمًا يقدم عروضًا كارثية، يغيب الترابط عن خطوطه وتنعدم أي لمسة جمالية في الكرة التي يقدمها .
من المؤكد أن المدرب الالماني الشاب يمتلك فلسفة تدريبية رائعة، وفكرًا خططيًا لا يستهان به، استعرض فنونه على ملاعب البوندسليغا، ووصل إلى نهائي دوري الأبطال بعد الإطاحة بقوى كروية كبرى بأقل الإمكانيات، وصدر فريقه العديد من النجوم التي تزهو بها الأندية الأوروبية حاليًا، ولكن الأكيد أنه لا يحمل عصاه سحرية يصنع بها ما يشاء في الوقت الذي يريده .
في رحلة كلوب الماضية على ملعب سيجنال ايدونا بارك، امتلك العديد من الأدوات، كان ابرزها لاعبين على قدر كبير من الموهبة والمهارة والالتزام، كتيبة هجومية تزعمها النجم البولندي روبيرت ليفاندوفيسكي هداف بايرن ميونيخ الحالي، ومن خلف الثنائي الممول الدائم ماركو رويس وماريو غوتزه، ولاعب الوسط الصلب إلكاي جوندوجان، وثنائي الدفاع الحديدي هوميلس وسيبوتيتش .
وبالنظر إلى تشكيلة ليفربول الحالية يتضح الفارق الهائل بين إمكانيات من كان ينفذ فكر كلوب بقميص دورتموند، ونظيره الآن .
لم يأتي الفوز حتى هذه اللحظة للريدز تحت قيادة كلوب، ولكن خاض الفريق 3 مباريات سدد خلالها 62 تسديدة على المرمى محرزًا هدفين فقط، محاسبة المدرب في المقام الأول تأتي في قدراته على خلق الفرص وايجاد توليفة هجومية يصل بها لاعبوه إلى مرمى الخصوم، إضافة إلى بناء جدارًا دفاعيًا صلبًا، وهو ما بدأ كلوب في تحقيقه بالفعل رغم غياب الانتصارات .
أداء الريدز في تقدم مستمر منذ تسلم كلوب المهمة الفنية، ولكن حتى تظهر الثمار سيحتاج هذا المزيد من الوقت، فالرجل يحتاج إلى إستقدام عناصر يمكنه الإعتماد عليها في تنفيذ فلسفته على أرض الملعب، كما أنه لن ينجح في استيعاب البريميرليغ بين عشية وضحاها .
قد يعجبك أيضاً



