.jpg?quality=60&auto=webp&format=pjpg&width=1400)
غاب عن ملاعب كرة القدم الأردنية، بلا سابق إنذار، سألت عنه جماهير الوحدات طويلاً، فكان الجواب: "هاجر إلى أمريكا!".
حدث ذلك في موسم "1996-1997"، حيث نزل هذا الخبر كالصاعقة على قلوب جماهير الوحدات التي استبشرت فيه الخير لتعزيز القدرات الهجومية لفريقها، كيف لا وهو هدّاف من الطراز الرفيع.
ابراهيم عبد الهادي، هدّاف الكرة الأردنية، ووصيف هدافي العرب، الذي انتقل في موسم (1996) من نادي الجليل إلى الوحدات في صفقة أسعدت جماهير الأخير، قضى مع فريقه الجديد أربعة شهور فقط، ثم اضطر لاتخاذ القرار الصعب، نعم الرحيل بلا عودة.
عبد الهادي (46 عاماً) والذي يقضي حالياً إجازة في الأردن حيث انتقل حاليًا من أمريكا إلى رومانيا، تركناه ليبوح بكل الأسرار، ويزيل الغموض الذي اكتنف مسيرته الكروية، عبر حوار حصري مع كووورة، إليكم تفاصيله:
*منذ موسم (1996) وجماهير الوحدات تتسائل، لماذا هجر ابراهيم عبد الهادي نادي الوحدات؟.
منذ سنوات وأنا أتعرضُ لذات السؤال من جماهير الوحدات، والحقيقة أنني أمضيتً السنوات الطويلة الماضية بين أمريكا ودول أوروبا بعدما اكتفيتُ باللعب لأربعة شهور مع الوحدات.
بصراحة تلقيتُ عرضاً مغرياً من الفيصلي أثناء دخول الوحدات والرمثا والأهلي في مفاوضتي، ولكن تدخل المرحوم سليم حمدان، ووكيل أعمالي شحادة شريف حيث احترمتُ رغبتهما بالانضمام لنادي الوحدات فضلاً عن حبي لهذا النادي، وفعلاً انتقلت للوحدات في شهر (12) من العام (1996).
شاركت مع الوحدات في بطولة الأندية العربية وكأس الأردن، ولكنني قررتُ وبعد أربعة شهور الرحيل، شعرتُ بأن بعض اللاعبين لا يرغب بوجودي في الوحدات، ربما خشي على نفسه الجلوس على دكة الإحتياط، فشعرتُ بأنهم يقصدون تجنب تمرير الكرة لي، وصبرت قليلاً لكن بعدما وصلت لمرحلة الضيق قررت الهجرة إلى أمريكا، حيث كنت قبل التوقيع للوحدات بسنوات أمتلك بطاقة إقامة في أمريكا.
*وأين دور مدرب الوحدات في ذلك الوقت، ولا سيما أنك تعتبر مكسباً للفريق؟
كان يومها مدرب الوحدات محمد مصطفى ومساعده ابراهيم سعدية والأخير شعر بما شعرتُ به وحاول لفت انتباه اللاعبين إلى أن ابراهيم عبد الهادي أصبح لاعباً في الوحدات ويجب التعاون معه داخل الملعب، لكن لم تثمر المحاولات للأسف.
*حبك للوحدات لم يجد التقدير؟
أعشق الوحدات بطريقة لا تصدق، وأذكر موقفاً حدث معي حينما صعد الجليل إلى دوري الدرجة الأولى "الممتازة"، حيث واجهنا الوحدات على ملعب البترا، ويومها تقدم الوحدات في الشوط الأول "صفر-2"، وفي الشوط الثاني تسلمتُ الكرة من منطقة جزاء فريقي وراوغت كل لاعبي الوحدات وأحرزتُ هدفاً بمرمى عثمان برهومة وتم استبدال الأخير بناصر غندور وسجلت بالأخير بعد دقائق من مشاركته هدف التعادل.
في هذه المباراة والنتيجة تشير إلى التعادل "2-2" لاحت لي العديد من الفرص وكان بإمكاني تسجيل "5" أهداف لكن حبي للوحدات دفعني للتمرير لزملائي بدلاً من التسجيل فانتهت يومها المباراة بالتعادل "2-2".
*هل ما زلت تحرص على متابعة مبارايات الوحدات؟
أنا في غربة منذ سنوات، ولهذا فإن الوقت لا يسمح، لكنني أكتفي بمتابعة نتائج الفريق فقط.
*ما رأيك بأداء فريق الوحدات هذا الموسم؟
أبارك للوحدات اللقب قبل كل شيء، فهو يبقى لقباً بغض النظر عن كيفية الفوز فيه، الوحدات يعيش حالياً في قمة التراجع، وأنصح لاعبيه الحاليين بالبحث عن مهنة أخرى غير كرة القدم، في حال واصلوا الظهور بذات الأداء، لأن الانتماء والحب فقط من يدفع اللاعب لتقديم كل ما يملك داخل الملعب.
المال لا يصنع لاعباً، التفكير بالمال فقط يفقد اللاعب التفكير بتطوير مستواه وتقديم الأفضل، فهو يخشى على نفسه الإصابة، فيكون لعبه "تجارياً".
*كيف كان الانتماء في وقتكم؟
أتذكر بأنني لم أكن أمتلك ثمن حذاء رياضي، وكان لديّ مباراة مهمة، قمتُ باستئجار حذاء صديقي مقابل مبلغ قليل من المال لأضمن مشاركتي في المباراة، ولهذا أتمنى من لاعبي الوحدات إعادة حساباتهم جيداً.
*بعدما هاجرت إلى أمريكا، هل مارست كرة القدم؟
نعم ،احترفت في فرق لوس انجلوس النادي الذي لعب فيه بيكهام ثم انتقلت إلى نادي رشمنت كيكرز وايد فاير ولعبنا مباراة ضد فريق نيويورك مترشنارز وواجهت اللاعب الشهير دوندوني الذي كان لاعباً معه.
وهل تمتلك الشهادات التدريبية؟
بكل تأكيد فلقد حصلت على شهادات تدريبية من الإتحاد الأوروبي، والآن أسعى للحصول على شهادة التدريب " A " بعدما حصلت على شهادتي التدريب " B ، C ".
*ألم يسبق لك الانضمام لصفوف المنتخب الأردني؟
تشرفتُ بالانتساب للمنتخب الوطني بقيادة الكابتن عزت حمزة، وهو مدرب يمتلك الخبرة، ولكنه لم يعطيني الفرصة وشعرتُ بقمة الظلم.
*هل حصلت على جائزة مالية بعد فوزك بجائزة هداف الدوري؟
سجلت في دوري الدرجة الأولى "الممتازة" مع فريق الجليل بموسم "1995-1996" "18" هدفاً، متقدما على صاحب المركز الثاني بسام الخطيب بفارق "5" أهداف وعلى جريس تادرس الذي كان ثالثاً، وكان الهداف يحصل بالعادة على جائزة مالية من الإتحاد الأردني قدرها "1000" دينار أردني، وبعدما توجت بلقب الهداف تم الغاء الجائزة المالية ولا أعرف ما السبب.
*أهدافك الـ "18" قادتك للتتويج وصيفاً لهدافي العرب؟
نعم سجلت "18" هدفا في "18" مباراة، لكن أيضاً ظلمتُ حينما تم تتويجي وصيفاً للعرب، فقد تم منح اللقب ولأول مرة بتاريخ هذه الجائزة لمهاجم العربي القطري آنذاك النيجيري اوبكيري كونه سجل "16" هدفاً ب "16" مباراة، ولم يسبق أن تم منح هذه الجائزة لهداف غير عربي، حتى الصحف علقت على هذه الحادثة الغريبة، حيث كنت الأحق بالتتويج هدافاً للعرب.
*ماذا تعلمت من الغربة؟
قد تستغربون، أجيد طبخ كافة أنواع المأكولات الإيطالية حيث أن وكيل اعمالي في أمريكا هو لبناني امريكي وصاحب عدة مطاعم في ولاية جورجيا ولقد تعلمتُ منه فن الطبخ الإيطالي خلال فترة توقف مواسم كرة القدم، كما أنني أجيد الآن بطلاقة الحديث باللغات الإنجليزية والرومانية إلى جانب العربية.
*كلمة أخيرة؟
أشكر جماهير الوحدات الغالية على قلبي، فهي كثيراً ما تسأل عني رغم أنني لعبتًُ للفريق لمدة "4" شهور، وأتمنى أن التقى بها كمدرب للوحدات في السنوات القريبة..jpg?format=pjpg&quality=60&auto=webp&width=380)
.jpg?format=pjpg&quality=60&auto=webp&width=380)
قد يعجبك أيضاً



