
ومن الحب ما قتل، مقولة طبقتها كرة القدم وسحرها بأكثر من سيناريو مثل وفاة مشجع حزنا على خسارة فريقه، أو اندفاع أعداد كبيرة لدخول المدرجات مما يسفر عن دهس ضحايا تحت الأقدام، أو اندلاع معركة بين جماهير فريقين ينتج عنها خسارة إنسان لحياته من فرط التعصب الشديد للفريق الذي يؤيده.
إلا أن نسخة كأس العالم التي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، التصقت بها مأساة إنسانية ستظل عالقة بأذهان عشاق كرة القدم، وسيذكرها المؤرخون مع انطلاق المونديال كل 4 سنوات.
وفي سلسلة تقارير "طرائف وغرائب المونديال" يتناول كووورة في الحلقة الثالثة جريمة، راح ضحيتها أحد اللاعبين الذين شاركوا في مونديال 1994، بسبب هدف سجله بالخطأ في مرماه.
إنه أندريس إسكوبار، مدافع منتخب كولومبيا، صاحب القميص رقم 2، الذي سجل هدفًا بالخطأ في مرماه لصالح المنتخب الأمريكي في اللقاء الذي انتهى بفوز الأخير 1-2، وساهم كثيرا في خروج كولومبيا من الدور الأول.
عرف إسكوبار بين زملائه بلقب "الجنتلمان" في ظل أناقته الشديدة واهتمامه بمظهره، وكذلك أسلوبه الهادئ والسلس داخل المستطيل الأخضر، رغم أنه يشغل مركزا حساسا في قلب الدفاع.
وطوال مسيرته مع المنتخب الكولومبي لم يسجل إسكوبار سوى هدفين فقط، الأول عام 1989 والثاني الذي أهداه للمنتخب الأمريكي، ودفعه حياته ثمنا له فيما بعد.
ففي 2 يوليو 1994، وبعد 5 أيام من وداع منتخب كولومبيا، نشرت وسائل الإعلام نبأ مفزعًا بتعرض أندريس إسكوبار للقتل على يد 3 مسلحين، قيل أن أحدهم كان يعمل سائقا لأحد رجال المافيا وتجارة المواد المخدرة في أمريكا اللاتينية، وكان يراهن على فوز كولومبيا في مباراة أمريكا.
ونقلت وسائل الإعلام عن شهود عيان أن المسلحين أطلقوا 6 رصاصات على جسد المدافع الكولومبي، وأحدهم يهتف بكلمة "هدف" بنفس طريقة معلق المباراة على هدف إسكوبار في مرمى منتخب بلاده.
وترك الجناة المدافع الكولومبي غارقا في دمائه، وفشلت محاولات الأطباء في إسعافه حيث توفي بعد 45 دقيقة من نقله للمستشفى.
وفي اليوم التالي لهذه الفاجعة، اضطرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لتقديم اعتذار رسمي بسبب سخرية أحد محلليها من إمكانية تكرار هذه الواقعة، إذا أخطأ أحد لاعبي الأرجنتين في مباراة رومانيا بدور الـ16.
قد يعجبك أيضاً



