
تُمثل مباراة الكلاسيكو بين الهلال وأهلي جدة في الدوري السعودي، اختبارا حقيقيا لجوانب فنية وتكتيكية مهمة لدى كل مدرب مع فريقه.
ويلتقي الأهلي والهلال، على ملعب الأخير "المملكة أرينا" مساء اليوم الجمعة، لحساب الجولة 23 من دوري روشن للمحترفين.
وبجانب أهمية المباراة من حيث حسابات المكسب والخسارة، سواء للهلال من أجل تضييق الخناق على الاتحاد المتصدر، أو الأهلي للاقتراب على الأقل من مركزه الموسم الماضي "الثالث" فإن هناك معارك فنية بانتظار كل مدرب.
هجوم شرس
على غرار الموسم الماضي، يسير الهلال على نفس الدرب من حيث الشراسة الهجومية، والنتائج الكبرى من مباراة لأخرى.
فإذا كان الزعيم قد فرط في 15 نقطة كاملة حتى الآن بفضل بعض الهفوات الدفاعية التي أفقدته الفوز في 6 مباريات، ما بين تعادل وخسارة، فإن الزعيم لا يزال يمتلك أفضلية الهجوم الشرس الذي يمكنه من دك أي حصون بلا هوادة.
ويعد الهلال، صاحب أقوى خط هجوم بالبطولة، برصيد 66 هدفا، جاءت عن طريق 13 لاعبا بواقع 5.07 هدف لكل لاعب، لكن المثير هو أن غالبية الأهداف جاءت عن طريق المهاجمين.
وبقدر ما ينتج المدرب البرتغالي المخضرم جورجي جيسوس، لا مركزية واضحة في الأداء، وخصوصا في الأدور الهجومية للأظهرة والمدافعين في الكرات الثابتة واللعب المفتوح، بقدر ما يتركز الجهد الهجومي الأكبر للاعبي الخط الأمامي في مسئولية إحراز الأهداف.
ويفسر ذلك الأمر، التفوق الواضح لماركوس ليوناردو، ومن قبله ميتروفيتش قبل الإصابة، وأيضا سافيتش ومالكوم وسالم الدوسري، وحتى الوافد الجديد كايو سيزار الذي انخرط سريعا في منظومة عمل الهلال ووضع بصماته التهديفية.
ولعل شراسة هجوم الهلال، لا تتعلق فقط بعدد الأهداف، لكن في تنوع الحلول الهجومية للأزرق التي تجعله قادرا على التسجيل من أي وضعية، فالفريق يجيد التعامل مع الكرات العرضية، وأيضا التسديدات البعيدة، وكذلك يُسجل من الضربات الثابتة، حتى الاختراق من العمق أيضًا بتمريرات قصيرة، وظهر ذلك في الفوز 5-1 على الخلود بالجولة الماضية.
ويتميز هجوم الهلال أيضًا بوجود نهم وشغف نحو تسجيل المزيد من الأهداف، فلا يكتفي الفريق بالتقدم بهدف أو ثنائية، وتجد اللاعبون يبحثون دوما عن النتائج الكبرى.
ويصعب هذا الأمر، مهام المنافسين الذين يصطدمون بالهلال في مختلف المناسبات، لكن ماذا إذا كان منافس الهلال صاحب قدرات دفاعية مميزة؟
حصون يايسله
إذا كان الهلال يتفوق هجوميا، فإن الأهلي في المقابل يمتلك الدفاع الأقوى في المسابقة، إلى جانب القادسية، حيث استقبلت شباكه 19 هدفا في 22 مباراة بواقع 0.8 هدف في كل مباراة، وهو معدل جيد إذا ما قورن بباقي الأندية المتنافسة.
واستفاد المدرب الألماني الشاب ماتياس يايسله، من تناغم أداء مدافعيه، لا سيما بعدما وجد ضالته في ثنائية ميريح ديميرال وروجير إيبانيز، الثنائي الأكثر تفاهما هذا الموسم.
وكذلك أنهى يايسله معاناة الأطراف من خلال علي مجرشي، الذي يقدم مستويات شبه ثابتة هذا الموسم، والوافد الجديد البلجيكي ماثيو دامس، الذي يمتاز هو الآخر بمرونة تكتيكية تجعله قادرا على القيام بكل المهام الدفاعية.
وخلال آخر 7 مباريات في الدوري، استقبلت شباك الأهلي 5 أهداف، منها ثلاثية النصر في الكلاسيكو، مما يعني أن الطريق إلى مرمى السنغالي إدوارد ميندي لن يكون مفروشا بالورود أمام لاعبي الهلال.
وتمثل مباراة الكلاسيكو، اختبارا صعبا جديدا لدفاع الأهلي، في كيفية غلق كل المنافذ المؤدية إلى المرمى، ففي كلاسيكو النصر، استفاد العالمي من حلول فردية مميزة لبعض لاعبيه، لا سيما الكولومبي جون دوران.
ولن يختلف الحال كثيرا بالنسبة للهلال، الذي يمتلك لاعبين أصحاب مهارات فردية، لديهم القدرة على ضرب أي تكتل دفاعي مثل سالم الدوسري ومالكوم وكايو، وأيضا ليوناردو، والذي وإن تركز جهده على التسجيل واللعب أمام المرمى، فهو لاعب ذكي أيضًا يعرف كيف يصنع الفرصة لنفسه.
حلول تكتيكية
وإذا ما أراد الهلال، التفوق على الأهلي وتنظيمه الدفاعي، فإن العملاق الأزرق مُطالب بأن يجد الطريق الأسهل لهز الشباك.
ولعل طريقة يايسله، التي ينفذها دائما من ضغط متقدم بداية من توني ومحرز وجالينو وفيجا على دفاعات المنافس، تجعل الزعيم، أمام فرصة من أجل تشكيل خطورة بالكرات الطولية في عمق الدفاع، التي تعتمد على سرعات كايو ومالكوم وسالم الدوسري.
ذلك الأمر قد يجعل الهلال أمام فرصة لتجنب الاصطدام بمصدر القوة الدفاعي لدى الأهلي، وهو غلق الأطراف، وعلى الرغم من أن نقطة أفضلية الهلال تأتي عادة من الكرات العرضية، إلا أن جيسوس ربما يلجأ لتنويع الحلول، لكي يحقق الأفضلية على دفاع الأهلي، الذي يعيبه أحيانا عدم التعامل الجيد مع الكرات في العمق، عكس الأطراف التي يؤمنها بشكل جيد.
أما إيقاف يايسله لأسلحة جيسوس، فيتطلب إبعاد الهلال عن مناطق صناعة الخطورة قدر الإمكان، بحيث لا يترك لاعبي الأزرق، يتسلمون الكرة بأريحية في الثلث الهجومي، وإلا سيدفع ثمن ذلك، مثلما حدث ضد النصر.



