إعلان
إعلان

صداع وهمي.. هل أخطأ الهلال بضم ثيو هيرنانديز؟

أحمد منسي
11 يوليو 202510:36
Theo HernandezKooora

في بعض الأحيان يكون الانشغال بالبحث عن حل لمشكلة مزعومة سببًا في إيجادها من الأساس، بعد أن كان لا وجود لها.

ينطبق الأمر على ما يعيشه نادي الهلال في آخر موسمين ونصف، تحديدًا في ظل بحثه الدائم عن التدعيم في مركز الظهير الأيسر، رغم عدم حاجته المُلحة له، أو ربما عدم الحاجة له من الأساس.

ملايين في الهواء

أنفق الهلال حوالي 76 مليون يورو على مركز الظهير الأيسر في آخر موسمين ونصف، أي ما يساوي 333.5 مليون ريال تقريبًا.

والغريب أن إدارة "الزعيم" أنفقت تلك الأموال لعلاج مشكلة لم تكن موجودة من الأساس، حتى خلقت لنفسها صداعًا حقيقيًا.

في يناير/كانون الثاني 2024، انضم البرازيلي رينان لودي من مارسيليا مقابل 23 مليون يورو، وتم تسجيله في قائمة الفريق بدلًا من مواطنه المُصاب نيمار دا سيلفا الذي كان يلعب كجناح.

وبسبب هذا التعاقد، أصبح الهلال يملك في مركز الظهير الأيسر 3 لاعبين، وهم لودي وياسر الشهراني وسعد الناصر، بالإضافة إلى سعود عبد الحميد ومحمد البريك، القادرين على شغل هذا المركز عند الحاجة.

ولم يقدم لودي المستوى المطلوب، فلجأ "الزعيم" إلى الحل الوطني، وضم متعب الحربي من الشباب في صيف 2024 مقابل 28 مليون يورو، ليكون أغلى لاعب سعودي.

صداع وهمي

مع انضمام متعب الحربي، كانت كل الأنباء تؤكد الاستغناء عن لودي، في ظل ضعف مردوده وكثرة إصاباته، ولكن هذا لم يحدث.

بقي لودي فأصبح في حوزة الهلال 3 لاعبين في مركز الظهير الأيسر مجددًا، وهم الظهير البرازيلي ومتعب الحربي وياسر الشهراني.

غير أن لودي أظهر مستويات مميزة، واستعاد جزءًا من بريقه مع أتلتيكو مدريد، لا سيما في كأس العالم للأندية 2025 التي كان أحد أبرز نجوم الفريق فيها.

في المقابل، خفت نجم متعب الحربي الذي تحول إلى لاعب بديل يشارك فقط عند الحاجة، حتى إن لاعب الوسط ناصر الدوسري كان يلعب قبله أحيانًا.

رينان لودي

وبدلًا من أن يثبت الهلال لودي كظهير أيسر أساسي، ومتعب الحربي كبديل، مع وجود بدائل من مراكز أخرى مثل ناصر الدوسري وخليفة الدوسري، عاد لإنفاق الأموال.

وذهب "الزعيم" لتعاقد مع الفرنسي ثيو هيرنانديز قادما من ميلان مقابل 25 مليون يورو، مع منحه راتبًا مرتفعًا تبلغ قيمته 20 مليون يورو سنويًا.

أزمة حقيقية

لا خلاف على إمكانيات ثيو هيرنانديز، وقدرته الفائقة على المستوى الهجومي، وهو أبرز ما يحتاجه المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي عند الاعتماد على 3 مدافعين.

غير أن التعاقد مع ثيو أدخل الهلال في أزمة حقيقية، وأصبح مُطالبًا بتحديد موقف لودي بعد تألقه، حيث أصبح وجوده عبئًا إضافيًا على الفريق.

بالتأكيد لن يعتمد الهلال على لاعبين أجنبيين في مركز واحد، بحيث يكون أحدهما أساسيًا والآخر بديلًا، غير أن لودي أوجد لنفسه في مركز آخر في مونديال الأندية، باللعب كمدافع ثالث.

كوليبالي

ولكن حتى في هذه الحالة، فإن الهلال سيكون لديه مدافعين أجنبيين، في ظل وجود السنغالي كاليدو كوليبالي، ولو اضطر لمثل هذا الأمر، فسيكون من الأفضل العثور على مدافع حقيقي، وليس ظهيرًا تم توظيفه في هذا المركز بشكل اضطراري.

فقه الأولويات

بقاء لودي بعد التعاقد مع ثيو هيرنانديز، سواءً تم توظيفه كظهير أيسر أو مدافع ثالث، سيحرم النادي من مقعد أجنبي هو في أشد الحاجة إليه في أكثر من مركز.

ويبحث الهلال عن مهاجم أجنبي بالفعل، وقد يحتاج لجناح أجنبي حال رحيل مالكوم، في ظل سوء مستوى كايو سيزار في مونديال الأندية، كما قد يكون بحاجة لضم جناح أيسر آخر مع سالم الدوسري.

وسط الملعب قد يكون من التدعيمات التي يشترطها إنزاجي، لا سيما وأن الهلال قد ارتبط اسمه بالكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، نجم النصر.

حتى في حراسة المرمى، يحتاج الهلال لحارس بديل مع المغربي ياسين بونو بعد رحيل محمد العويس إلى العلا في الصيف الجاري.

كل هذه الصفقات ستحتاج أموالًا، وبعضها قد يحتاج لمقعد أجنبي، وكلاهما استولى عليهما ثيو هيرنانديز، وهو ما يعقد موقف الهلال.

ضغوط إضافية

تلك الأمور جميعها ستزيد من الضغوط التي سيتعرض لها ثيو هيرنانديز في فترته الأولى مع الهلال.

ولن تقبل جماهير الهلال بأداءٍ أقل مما قدمه لودي في فترته الأخيرة، لا سيما في ظل الصخب الذي صاحب الصفقة.

ما سيصعب الأمر بشكل أكبر على الظهير الفرنسي أن بدايته مع الفريق ستكون في بطولة رسمية، وذلك في كأس السوبر السعودي.

ثيو هيرنانديزAFP

وقد شُوهد ثيو وهو يفقد صوابه في مباراة ميلان وفينورد بالملحق المؤهل لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ليتعرض للطرد ويتسبب في إقصاء فريقه من المسابقة.

وسيكون على الظهير الفرنسي تلافي حدوث مثل هذا المشهد، في ظل الضغوط التي من المتوقع أن تحاصره في انطلاقة رحلته مع "الزعيم" السعودي.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان