شيفتشنكو العجوز يقود منتخب أوكرانيا "المجهول" في مهمة صعبة بيورو 2012

باستثناء المهاجم المخضرم أندري شيفتشنكو ، لا يضم المنتخب الأوكراني لكرة القدم بين صفوفه أي لاعبين يمكنهم جذب الانتباه في بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) من خلال أسمائهم وشهرتهم.

وتستضيف أوكرانيا فعاليات البطولة بالتنظيم المشترك مع جارتها بولندا في الفترة من الثامن من حزيران/يونيو إلى أول تموز/يوليو المقبلين.

وعلى عكس طموحات الدول المضيفة لهذه البطولات الكبيرة ، تخوض أوكرانيا فعاليات البطولة بمنتخب مجهول لا يضم سوى لاعب واحد فقط من النجوم أصحاب الشهرة العالمية بينما يعتمد الفريق في مجمله على الوجوه الجديدة في ظل اعتزال عدد من اللاعبين القدامى ومعاناة البعض الآخر من الإصابات التي امتدت لفترات طويلة.

وقال المدرب أوليج بلوخين المدير الفني للمنتخب الأوكراني "يتعين علينا أن نستطيع منافسة الجميع.. بشرط أن نكون بحالة جيدة".

وأكد بلوخين مرارا بأنه لا يفضل لاعبا على آخر وليس لديه "لاعبون مفضلون".

ولكن قلة اللاعبين الجاهزين على مقاعد البدلاء وافتقاد الفريق للمهاجمين أصحاب المستوى الدولي المتميز يضع بلوخين في مأزق حقيقي ويحد من خياراته والبدائل المتاحة أمامه قبل يورو 2012 .

وربما يبدو التشكيل الأساسي للمنتخب الأوكراني وخطط لعبه التي قد يطبقها في يورو 2012 أمرا معلوما للجميع.

وقال المحلل الرياضي الأوكراني أرتيوم فرانكو "سنرى فريقا أوكرانيا تقليديا. أبرز أسلحتنا هو الأداء الجماعي وهو ما يحاول فيه بلوخين.. ويبقى السؤال هو (هل سننجح ؟ )... ولكن لا يمكنك استبعاد هذه الاحتمالية".

وأكدت وسائل الإعلام الأوكرانية في بعض تقاريرها على أن منتخبات إنجلترا وفرنسا والسويد ، المنافسة لأوكرانيا في المجموعة الرابعة بالدور الأول ليورو 2012 ، عليها أن تلعب بشكل دفاعي وأن تعتمد على الهجمات المرتدة بشكل متكرر لأن المهارات الفردية التي يتفوقون فيها ستواجه أداء جماعيا.

وأصبح شيفتشنكو /35 عاما/ اللاعب الأوكراني الوحيد المعروف بشكل هائل خارج بلاده.

ولكن فترة التألق الرائع التي قضاها شيفتشنكو في صفوف ميلان الإيطالي انتهت بالفعل قبل سنوات وكانت بدايتها قبل عقد من الزمان كما فاز اللاعب بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في أوروبا.

بل إن وسائل الإعلام الأوكرانية بدأت في إثارة التساؤلات والشكوك عما إذا كان شيفتشنكو سيكون جاهزا ليورو 2012 من الناحية البدنية.

ويلعب شيفتشنكو حاليا في صفوف دينامو كييف الأوكراني حيث يشارك في المباريات كلما سمحت له ظروف الإصابات المتكررة التي يتعرض لها.

ويعتمد بلوخين بشكل متكرر على الدفع بشيفتشنكو بمفرده في خط الهجوم في المواجهات مع المنتخبات القوية.

كما يعتمد بلوخين بشكل عام على خطة اللعب 4/2/3/1 في حالة اللجوء للهجمات المرتدة حيث يؤدي جميع اللاعبين الثلاثة في خط الوسط الواجبات الهجومية الموكلة إليهم.

وبخلاف شيفتشنكو ، يفتقد المنتخب الأوكراني لوجود مهاجم من طراز فريد.

ولذلك يعلق الفريق معظم آماله على لاعب خط الوسط المهاجم الشاب أندري يارمولينكو /22 عاما/ نجم دينامو كييف الواعد والذي قد يصبح أحد مفاجآت البطولة.

ويميل يارمولينكو للعب في الجبهة اليسرى ولكنه يهاجم من الناحية اليمنى ويتميز بالهدوء الشديد في الأداء والتعامل مع المباريات.

ويعتمد بلوخين في مركز صانع اللعب على ألكسندر ألييف /27 عاما/ لاعب خط وسط دينامو كييف والذي صنع بتمريراته المتقنة العديد من الفرص التي ترجمها يارمولينكو إلى أهداف.

وأشار يوري سيومين المدير الفني لفريق دينامو كييف إلى إن مهارات ألييف في تسديد الضربات الحرة تجعل منه أبرز اللاعبين في أوروبا في تسديدها.

ووصف المدربون الذين تعاقبوا على تدريبه بأنه أفضل في الإمكانيات من يارمولينكو ولكنه يتسم بالمزاج العصبي الذي تسبب من قبل في طرده من إحدى مباريات ناديه بسبب الاعتراض والاعتداء على الحكم كما وصفه في مقابلة أجريت معه بعد اللقا بأنه "معزة".

ويمثل أوليه جوسييف /28 عاما/ الطاقة المحركة في صفوف المنتخب الأوكراني حيث يجيد اللعب على كل من طرفي الملعب. ورغم محاولات بلوخين للاستفادة من نشاطه في خط الهجوم مع تغيير خططه الهجومية ، تمثل انطلاقات جوسييف من الناحية اليمنى وتمريرته العرضية التي يرسلها من المنطقة القريبة من الراية الركنية واحدة من أبرز الملامح في أداء المنتخب الأوكراني.

ويضم المنتخب الأوكراني أيضا اللاعب أناتولي تيموشوك لاعب خط الوسط المدافع بفريق بايرن ميونيخ الألماني والذي أصبح اللاعب الوحيد بالمنتخب الأوكراني الذي يشارك بشكل منتظم في التشكيل الأساسي لفريق ناديه من بين اللاعبين المحترفين خارج أوكرانيا.

ويدفع بلوخين بلاعبه تيموشكو في جميع المباريات الرسمية طالما كان خاليا من الإصابات أو الإيقافات.

أما دفاع المنتخب الأوكراني فيعتمد بشكل رئيسي على اللاعبين دميترو تشيجرينسكي /25 عاما/ وتاراس ميخاليك /28 عاما/ .

ويتميز اللاعبان بالخبرة الكبيرة ولكنهما عادا مؤخرا للملاعب بعد فترة طويلة عانيا فيها من الإصابات.

ويمثل تشيجرنسكي عنصرا مهما في خط الدفاع الأوكراني بفضل طول قامته ومهاراته في التعامل مع الكرات العالية وهي المهارات التي افتقدها الفريق في الماضي وكانت نقطة ضعف فيه عبر التاريخ.

ومن المرجح أن يتولى ألكسندر شوفكوفسكي /37 عاما/ حراسة مرمى الفريق خاصة بعدما سقط منافسه الرئيسي ، على هذا المركز ، في اختبار للكشف عن المنشطات.

وكان شوفكوفسكي ، الذي لم يلعب على مستوى الأندية إلا لدينامو كييف ، أحد نجوم المنتخب الأوكراني الذي تألق في بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا حيث صعد مع الفريق لدور الثمانية بعدما تصدى لاثنتين من ضربات الترجيح الأربعة التي سددها المنتخب السويسري في المباراة بين الفريقين بدور الستة عشر للبطولة.

وقال أحد المحررين في صحيفة "كوماندا" الأوكرانية الرياضية البارزة "لدينا الإمكانيات ولكن إصابة وحيدة أو خطأ دفاعي يمكنهما تدمير كل شيء".