
تلك السيناريوهات تزيد من تعلق الجماهير بها، بحبس الأنفاس حتى اللحظات الأخيرة، ومنح السعادة لملايين بعد أن تملكهم اليأس، وقتلت أحلام آخرين، بعدما بلغت رؤوسهم عنان السماء.
موقف معقد
في الجولة الأخيرة من البريميرليج، يتنافس قطبا مانشستر (اليونايتد والسيتي) على الظفر بلقب، يريد الشياطين الحمر، الحفاظ عليه للموسم الثاني على التوالي ويعيش أعظم فترات تاريخه، تحت قيادة فيرجسون، بعدما تجاوز غريمه الأزلي ليفربول في عدد ألقاب الدوري الإنجليزي (19 لقبا).
في المقابل، المان سيتي بثوبه الجديد، لم يتذوق من قبل طعم التتويج بلقب الدوري الإنجليزي بمسماه الحديث "البريميرليج"، بينما كانت آخر ألقابه في المسابقة بشكل عام قبل 44 عاما.
وصل السيتي المحطة الأخيرة، وهو متصدر الترتيب برصيد 86 نقطة، بفارق الأهداف عن اليونايتد، لمواجهة على أرضه أمام كوينز بارك رينجرز، الذي يصارع للبقاء.
ودخل السيتي، ثالث الموسم الماضي، المباراة، محملا بضغوط هائلة، فلم يفز بالدوري الإنجليزي سوى مرتين، آخرهما قبل 44 سنة، كما يواجه بعض الشكوك حول جدوى مشروع الإدارة التي أنفقت نحو 1.6 مليار دولار، لشراء لاعبين من طراز عالمي.
بدأت الأحداث سريعا، ففي تمام الثانية ظهرا بتوقيت إنجلترا، انطلقت المباراتان بتزامن واحد حبس الأنفاس في كل أرجاء مانشستر، ليبدأ السيتي في طوفان هجومي على ضيفه دون جدوى.
وبعد 20 دقيقة، تلقت الجماهير الزرقاء، صدمة من خارج المدينة، بعدما علمت بتسجيل واين روني الهدف الأول لليونايتد في سندرلاند، بينما لا تزال النتيجة سلبية في ملعب الاتحاد.
القلق الذي انتاب جماهير يونايتد، إثر البطاقة الحمراء لم يدم طويلا، ففي الدقيقة 66 تمكن كوينز بارك رينجرز من تسجيل الهدف الثاني، عبر جيمي ماكي، لتزداد الإثارة على الجانبين.
الحلم يتحقق
في ملعب الاتحاد انتهى الوقت الأصلي، وبدأت الدموع تتساقط من أعين جماهير السيتي، بينما تصاعد الأمل بين لاعبيه.
وبدأ هذا الأمل يتزايد في الدقيقة 92، عندما نفذ ديفيد سيلفا، الركنية الأخيرة، ليقابلها الدولي البوسني إدين دجيكو برأسه، مسجلا التعادل، وتدب الحياة من جديد في نصف المدينة الأزرق.
وفي ثوان توقف الزمن، ودب الأدرينالين في نفوس 11 لاعبا يرتدون القميص السماوي، ومر أجويرو بالكرة ليمررها إلى بالوتيلي، الذي استخدم كل قدراته الفنية في أن يحولها بلمسة رائعة إلى الكون أجويرو، ليصوب الأخير صاروخية من داخل المنطقة (90+4) وتسكن كرته الشباك، معلنا فوز السيتي بالبريميرليج الثالث في تاريخه.
"مستحيل .. مستحيل.. الحلم يتحقق.. ما حدث كان كابوسا من كوينز بارك رينجرز، لكن الآن السيتي بطلا للبريميرليج في الثواني الأخيرة".. تعليق فارس عوض عن هذه اللحظات الخالدة.
قد يعجبك أيضاً



