يعتبر سليمان السلمان نجما محبوبا لعشاق كرة القدم الأردنية لما يتصف به من دماثة الخلق وتسلحه بموهبة جديرة بالتقدير، ولعل "دموعه" التي سقطت يوم خرج المنتخب الأردني من نهائيات كأس آسيا التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة عام (2011)، لم تجف بعد، فإنتماءه وأداءه الرجولي جعله من أبرز نجوم كرة القدم الأردنية في العصر الحديث.
وشكل قرار المدير الفني للمنتخب الأردني العراقي عدنان حمد بإستبعاد سليمان السلمان من قائمة منتخب الأردن قبل المشاركة ببطولة غرب آسيا السابعة والمقرر افتتاحها في الكويت غدا السبت، مفاجأة مدوية للمتابعين وبخاصة أن حمد سيكون بحاجة لعناصر الخبرة في تشكيلة معظمها من الوجوه الشابة.
كووورة قام بالإلتقاء بالسلمان في حوار موسع حمل في فحواه العديد من التفاصيل التي تتعلق بوجهة نظر اللاعب من قرار الإستبعاد، مثلما تحدث فيه عن طموحاته قبل ظهور فريقه الرمثا لأول مرة بكأس الإتحاد الآسيوي، وإليكم نص الحوار:
بداية كيف استقبلت قرار الجهاز الفني بإستبعادك من تشكيلة منتخب الأردن بعد سنوات استطعت فيها المحافظة على مكانك مع "النشامى"؟
بالتأكيد القرار كان مزعجا بالنسبة لي، وحزنت كثيرا لأن كل لاعب يطمح لتمثيل منتخب الوطن إلى أكبر وقت ممكن.احترم وجهة نظر المدير الفني للمنتخب عدنان حمد الذي اعتبره صاحب فضل على سلمان السلمان.
أعتقد بأن الكابتن عدنان حمد يريد منح الوجوه الشابة فرصة المشاركة في بطولة غرب آسيا بهدف الوقوف على قدراتها وبما يخدم تطلعات المنتخب في قادم الأيام، ولهذا فإنني احترم القرار فما يهمنا أولا وأخيرا مصلحة المنتخب الوطني سواء كنت معه أو خارج صفوفه.
هل نفهم من ذلك بأنك غير غاضب من حمد بعد القرار؟
الكابتن عدنان حمد صاحب فضل عليّ حيث منحني فرصة الإنطلاق لعالم النجومية وهو صاحب البصمة على تطور أدائي ولا أنكر البتة بأنني استفدت كثيرا من خبرته وتعليماته، كما أؤكد مجددا على احترامي لقراره.
مشاركة الرمثا لأول مرة بالنسخة المقبلة لكأس الإتحاد الآسيوي، ماذا يعني لك ذلك؟
في البداية، فريق الرمثا هو من وضع اسم الكرة الأردنية على الخارطة الآسيوية عندما شارك في بداية التسعينيات في بطولة الأندية الآسيوية وفيها حقق ظهورا مشرفا ما يزال راسخا في أذهان الجميع.
وبالنسبة لمشاركة الفريق في كأس الإتحاد الآسيوي، فهي مشاركة مستحقة ففريق الرمثا نجح في إثبات تواجده في الموسم الماضي وتوج وصيفا للدوري بعدما خسر المباراة الفاصلة لحسم اللقب أمام الفيصلي.
أنا وزملائي اللاعبين ننتظر اللحظة التي سنظهر فيها في هذه البطولة ذات المستوى المتميز، حيث نسعى لنكون رقما صعبا في البطولة.
وكيف تقييم حظوظكم بالتأهل آسيويا، فلقد وقع الرمثا في مجموعة صعبة نسبيا؟
مجموعتنا تضم فرق القادسية الكويتي والشرطة السوري ورافشان الطاجكستاني، ونعتقد بأن القادسية الكويتي يعتبر من أكثر الفرق التي ستنافسنا على صدارة المجموعة فهو يحتل حاليا المركز الثاني في الدوري الكويتي، أما بالنسبة لفريق الشرطة السوري فالجميع يدرك الظروف التي تمر بها الفرق السورية، وبخصوص فريق رافشان الطاجكستاني فهو غامض ولا بد أن نتوخى الحذر حينما نقابله.
مجلس الإدارة يعمل بصمت وعازم على تدعيم صفوف الفريق بلاعبين يساهمون في تغطية بعض المراكز التي تعاني الضعف، وأعتقد بأننا نمتلك القدرة على التأهل بل والمنافسة على اللقب، فالروح القتالية التي يتمتع بها زملائي اللاعبين وعشقهم للتحدي واسعاد الجماهير سيشكل دافعا حقيقيا لتتويج الطموحات والآمال، ففريق الرمثا الحالي تم بناؤه منذ خمس سنوات والتجانس بين اللاعبين وتفاهمهم معا داخل الملعب هو سر العودة القوية للرمثا.
الموسم الماضي ظهرتم في مستوى باهر، لكن الموسم الحالي هنالك انخفاض ملموس بالأداء والنتائج، بماذا تعلق؟
أوافقكم الرأي بأن فريق الرمثا عانى من بداية متعثرة مع بداية الموسم الحالي، فالفريق افتقد لبعض لاعبيه يتقدمهم حمزة الدردور المحترف بصفوف نجران السعودي حيث نتمنى له كل التوفيق، لكن اللقاءات الأخيرة شهدت عودة نسبية لفريق الرمثا، وما نعاني منه فقط سوء توفيق في بعض المباريات، ونعد جمهورنا الوفي بأن نظهر بالصورة المأمولة بمرحلة اياب دوري المحترفين.
كيف تقيم تجربتك الإحترافية مع الوحدة السعودي والمحرق البحريني؟
تجربتي مع الفريقين ناجحة ولله الحمد، فمع الوحدة السعودي استفدت كثيرا حيث اكتسبت الخبرة اللازمة والإحتكاك الذي عاد على مستواي بالإيجاب، ووصلت مع فريق الوحدة السعودي لنهائي كأس الملك وهو لم يصل للنهائي منذ نحو أربعين عاما.
مثلما أفتخر بعلاقتي مع إدارة الوحدة السعودي التي أبدت الرغبة بتجديد عقدي لكن هبوط الفريق بعدما لازمه سوء الطالع قاد الإدارة لإنهاء كافة عقود اللاعبين المحترفين حيث تنص التعليمات هناك إلى فسخ كافة العقود في حال هبوط الفريق.
ومع المحرق البحريني كانت تجربة جميلة في حياتي الكروية أعتز بها كل الإعتزار، حيث وصلت معه لنهائي أبطال الخليج وحصلنا على وصيف الدوري وظفرنا بلقب الكأس، لكنني وبسبب المنتخب اضطررت لفسخ عقدي مع المحرق قبل انتهائ عقدي بنحو (25) يوما حيث كان منتخب الأردن يستعد للمشاركة في التصفيات النهائية والمؤهلة لكأس العالم.
عدت للرمثا الموسم الحالي، هل من عروض احترافية جديدة تلقيتها؟
تلقيت عرضين من البحرين والكويت، ولكن أعلنها بصراحة بأنني لن احترف هذا الموسم وسأبقى مع فريق الرمثا فهو النادي الذي لم يقصر معي ومنحني فرصة الإحتراف مرتين وجاء الوقت لأرد له الجميل من خلال تمثيله بكأس الإتحاد الآسيوي، ولهذا فإنني سأبقى هنا حبا في الرمثا وعشقا لجماهيره المخلصة.
بعيدا عن المجاملة، هل فرصة منتخب الأردن بتصفيات المونديال قائمة؟
في البداية فإن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، المهمة صعبة، وأملنا الوحيد في تجديد آمال المنافسة على المركز الثاني سيكون من خلال بذل كل جهد ممكن للفوز على المتصدر اليابان في عمان، ففي حال فزنا في هذه المباراة فإن الطموحات ستتوسع.
كثيرون توقعوا بأننا سنخسر أمام استراليا بقسوة، لكننا فزنا (2-1)، ولهذا فإن كرة القدم تقبل كافة الإحتمالات، وعلينا أن نتمسك بحظوظنا ما دامت الأماني ممكنة.
بمن تأثرت من اللاعبين؟
تأثرت بمراد الحوراني النجم السابق للرمثا والمنتخب، وفيصل ابراهيم النجم السابق للوحدات والمنتخب.
من هم أصحاب الفضل عليك من المدربين؟
عدنان حمد، بلال اللحام، خالد الشقراوي.
من هم أكثر اللاعبين قربا لقلبك؟
مصعب اللحام، عبدالله ذيب، حسن عبد الفتاح، أنس حجي، رائد النواطير.
برأيك، من هو أفضل لاعب على مستوى كرة القدم الأردنية في الوقت الحالي؟
حسن عبد الفتاح.
من هو منتخبك المفضل عالميا، ونجمك المفضل عالميا، وفريقك المفضل؟
أحب منتخب هولندا، وأعشق لاعب ميلان الإيطالي نيستا، وفريقي المفضل يوفنتوس وفالنسيا.
كلمة أخيرة توجهها لجماهير الرمثا؟
أقول لهم بقمة الصراحة، في هذا الموسم وتحديدا في بداية الموسم لم نكن بحجم المسؤولية، ولكن نعدكم بأننا سنستعيد رحلة الألق التي دشنها الفريق الموسم الماضي، وسنسعى بكل طاقتنا لإسعادكم محليا وآسيويا، فأنتم الجمهور الوفي الذي يساندنا في السراء والضراء ولكم مني المحبة والتقدير.
