إعلان
إعلان

سلمى .. لا تجففي دموعك !

فوزي حسونة
15 أبريل 201608:05
21

سلمى .. هي حكاية طفلة صغيرة، ذات وجه ملائكي، استطاعت أن تزاحم في ليلة وضحاها نجوم الكرة الأردنية بالشهرة، وباتت أكثر قرباً من نبض الجماهير العاشقة لكرة القدم.

سلمى .. كان لها فعل السحر على أداء الفيصلي عندما أكرم وفادة ضيفه طرابلس اللبناني بثلاثية في كأس الإتحاد الآسيوي.

سلمى.. بدموعها التي غطت وجهها الملائكي، وبحرقتها في البكاء بعد خسارة الفيصلي أمام الجزيرة بالدوري المحلي "صفر-1"، نجحت في تغيير شكل الفريق "360" درجة.

سلمى .. هي وحدها من استفزت بدموعها البريئة وكلماتها الرقيقة حفيظة اللاعبين، ودفعتهم للكشف عن طاقاتهم الكامنة، فأبدعوا وأمتعوا ، وحرثوا الملعب طولاً وعرضاً، كرمالها.

سلمى.. وبالنظر إلى ما صنعته من تغيير ايجابي في أداء فريق ولاعبي الفيصلي بفترة زمنية قياسية، عجز ريدناب ومن قبله ويكلينز أن يفعلاه مع منتخب النشامى، لسبب بسيط يعود لجهلهما بمكامن "القوة الخاصة" التي يمتاز بها اللاعب الأردني.

دموع سلمي دفعتني للعودة إلى الوراء، فهنا أتذكر جيداً كلام المرحوم محمود الجوهري عندما تشرفتُ بإجراء حوار شامل معه لكووورة قبل وفاته بشهور، حيث كشف حينئذ عن أسرار نجاحه في قيادة منتخب الأردن لأول مرة بتاريخ مسيرته لنهائيات كأس آسيا في الصين "2004".

 يومها قال الجوهري بأن السر الأهم يتمثل بأن :" المدرب الذي يريد أن يكتب قصة نجاح حقيقية مع منتخب الأردن، عليه قبل أن يفكر بعمل أي شيء ، الإجتهاد في استخرج كل الطاقات الكامنة من حماس واندفاع وروح قتالية وإصرار من داخل اللاعب الأردني، فلو نجح بذلك، اجتاز60% من مهمته بنجاح، وما تبقى سينحصر في الأمور الفنية والبدنية فقط".

ما سبق يجعلنا نؤكد بأن التراجع الواضح الذي أصاب أداء ونتائج منتخب الأردن في السنوات الأخيرة يتقدم إحدى أسبابه الرئيسة، الإصرار على التعاقد مع مدراء فنيين أجانب، فعائق اللغة وعدم تفهم "الخواجات" لطبيعة وبيئة اللاعب الأردني وكيفية تهيئتهم نفسياً بالشكل الأمثل قبل خوض المواجهات الحاسمة، جعل اللاعب الأردني يظهر بالفترة الماضية بلا حول ولا قوة.

مشكلة لاعبي الكرة الأردنية "نفسية" بالدرجة الأولى، و"سلمى" تستحق أن تتولى مهمة المدير الفني لمنتخب النشامى خلال الفترة المقبلة ، فهي الأدرى بطبيعة اللاعب الأردني، والأقدر على استخراج طاقات العطاء والحماس الإبداع من نفوسهم، وذلك ما ما حصل مع لاعبي الفيصلي بعدما استفزتهم دموع سلمى ، وهزتهم كلماتها.

سلمى .. حماك الله ، وهنيئا لنا بك، فلقد أعدت الفيصلي الذي نريد..بدمعتين وكلمتين.

سلمى .. لا تجففي دموعك بعد، فإخفاقات منتخب النشامى ما تزال تؤلمنا حد البكاء. . وسنبقى نبكي علّهم يحركون ساكناً.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان