
عندما سقط جدار برلين بشكل مفاجئ في التاسع من تشرين ثان/نوفمبر 1989، كان واضحا أن كل شيء في ألمانيا الشرقية سيتغير.
وانطبق ذلك على كرة القدم أيضًا، رغم أن هذا لم يكن مرجحًا في الانطباعات الأولى للكثيرين في هذه الليلة التاريخية التي مر عليها 30 عاما.
فبعد ذلك الحدث التاريخي، سرعان ما حلت أندية محترفة مكان أندية ألمانيا الشرقية والفرق التي كانت تمثل القطاعات الصناعية المختلفة، عبر ألمانيا الموحدة، وهو ما منح اللاعبين دفعة قوية.
وحل النسر، وهو شعار ألمانيا الموحدة، مكان شعار ألمانيا الشرقية، على قميص المنتخب الذي يستدعى له أفضل اللاعبين.
وقال المهاجم السابق أولف كيرشتن "شكل ذلك ضربة حظ لكل من قفز حينها إلى البوندسليجا".
وكان كيرشتن ضمن الجيل الأول الذي عاش ذلك التغيير، إلى جانب أندرياس ثوم وماتياس سامر وتوماس دول، حيث انطلقوا من دوري ألمانيا الشرقية إلى الغرب وواصلوا التقدم حتى انضموا إلى المنتخب الجديد.
وأضاف كيرشتن أن المنتخب الممثل لألمانيا الموحدة، كان ينافس دائما على البطولات، عكس ما كان عليه الحال قبلها.
وفي كأس العالم 1974، تأهل منتخب ألمانيا الشرقية إلى النهائيات التي استضافتها ألمانيا الغربية، وشهدت البطولة مباراة تاريخية بين منتخبي ألمانيا الشرقية والغربية، انتهت بفوز ألمانيا الشرقية بهدف نظيف في دور المجموعات.
لكن منتخب ألمانيا الغربية، الذي كان يضم حينها فرانز بيكنباور، كان قد حسم بالفعل تأهله للدور الثاني وواصل المشوار حتى توج بلقب البطولة.
وبعدها بنحو 16 عاما، كان بيكنباور مدربا لمنتخب ألمانيا الغربية وقاده للتتويج بلقب كأس العالم 1990.
وبعدها بأشهر قليلة توحدت ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، لينضم كيرشتن وسامر وثوم ودول إلى المنتخب الممثل لألمانيا الموحدة، والذي كان بالفعل أفضل فريق كرة قدم في ذلك الوقت.
وتوقع بيكنباور أن المنتخب الألماني الجديد سيواصل تفوقه الهائل وهيمنته لفترة طويلة، وهو ما شكل مسؤولية على عاتق بيرتي فوجتس الذي تولى تدريب الفريق خلفا له.
وقال فوجتس "الأمور كانت تسير بشكل إيجابي للغاية بالنسبة للاعبين، لكن الوضع كان مختلفا مع المسؤولين".
وتابع "كنا حاملي اللقب وأرادوا إقناعي بدمج 4 أو 5 لاعبين من ألمانيا الشرقية. وكان هذا ليس ممكنا".
وجاء اللقب التالي للمنتخب الألماني في يورو 1996 في وجود سامر، لكن الفريق لم يكن يضم من لاعبي ألمانيا الشرقية حينها سوى شتيفان فرويند ورينيه شنايدر إلى جانب سامر.
وشهد منتخب ألمانيا الموحدة مشاركة إجمالي 38 لاعبا من ألمانيا الشرقية وكل المناطق التي أدمجت ضمن جمهورية ألمانيا الاتحادية، ومن بينهم مايكل بالاك.
وقال بالاك "بعد سقوط الحائط، قمت على الفور بشراء كل مجلات كرة القدم".
وكان بالاك في الثالثة عشر من عمره وبدأ مسيرته التي شهدت انضمامه إلى فرق كيمنترز وكايزر سلاوترن وباير ليفركوزن وبايرن ميونخ وتشيلسي.
أما توني كروس الذي ولد بعد 56 يوما من سقوط الحائط، فقد توج مع المنتخب الألماني بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل، ليكون أول لاعب من ألمانيا الشرقية يحقق هذا الإنجاز.
وقال كروس "هل أنا الوحيد حقا؟ هكذا ربما أصبح الأخير أيضا".
وتراجعت مساهمات لاعبي ألمانيا الشرقية في المنتخب الألماني منذ عام 2002.
وقال إدوارد جاير المدير الفني لمنتخب ألمانيا الشرقية السابق "أغلبية اللاعبين لم ينضموا إلى قطاعات الناشئين في ألمانيا الشرقية، وإنما جرى استقطابهم بالفعل من قبل الأندية القوية ماليا في الغرب وذلك في أعمار 12 أو 14 عاما".
ويرى كروس أن انتمائه لألمانيا الشرقية لم يكن له أي دور بارز في مسيرته الحافلة.
وقال "لست قريبا للغاية من هذا الموضوع. لست مرتبطا بتلك الفترة مثلما ارتبط بها والداي".
وهناك لاعبون آخرون من ألمانيا الشرقية مثلوا المنتخب الألماني، لكن أسمائهم لا تحضر في الذاكرة بنفس القوة، ومنهم على سبيل المثال توماس رايتر ويورج بومي وبيرند هوبش وهايكر جيربر وماركو إنجلهارت.
قد يعجبك أيضاً





