Juventus.comأعلن لوتشيانو سباليتي، المدير الفني الجديد لنادي يوفنتوس، عن قائمته الأولى منذ توليه المسؤولية رسميًا يوم الخميس الماضي، استعدادًا لخوض أولى مبارياته مع البيانكونيري أمام كريمونيزي، مساء السبت، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإيطالي.
وشهدت القائمة مفاجأتين بارزتين، تمثّلتا في استبعاد الجناح التركي كينان يلدز والمدافع الإنجليزي لويد كيلي، بسبب معاناتهما من مشكلات بدنية مختلفة، رغم أهميتهما في التشكيلة الأساسية للفريق.
جاء تعيين سباليتي على رأس الجهاز الفني ليوفنتوس ليخلف المدرب الكرواتي إيجور تودور، الذي أُقيل بعد سلسلة من النتائج السلبية، إذ فشل في تحقيق أي فوز خلال ثماني مباريات متتالية في جميع المسابقات، وخسر آخر ثلاث مواجهات على التوالي دون تسجيل أي هدف، لتصل الأمور إلى طريق مسدود دفع إدارة النادي للتحرك بسرعة.
ووقّع سباليتي عقدًا مبدئيًا يمتد حتى صيف 2026، على أن يُعاد تقييم التجربة بنهاية الموسم الجاري، في محاولة لإعادة الانضباط والطموح إلى فريق فقد الكثير من شخصيته في الأسابيع الأخيرة. ووصل المدرب المخضرم إلى مركز تدريبات كونتيناسا يوم الجمعة، حيث قاد أول حصة تدريبية له قبل التوجه مباشرة إلى كريمونا لخوض المباراة المنتظرة أمام كريمونيزي.
واختار سباليتي قائمة مكونة من 22 لاعبًا لمباراته الأولى، وجاءت على النحو التالي:
حراسة المرمى: ميشيل دي جريجوريو، ماتيا بيرين.
الدفاع: جاتي، كالولو، روجاني، جواو ماريو، كامبياسو، روحي، سكاليا، بيدرو فيليبي.
الوسط: لوكاتيلي، كوبمينرز، أدزيتش، كوستيتش، تورام، ميريتي، ماكيني.
الهجوم: كونسيساو، فلاهوفيتش، زيجروفا، أوبيندا، جوناثان ديفيد.
EPA
راحة إجبارية.. وموقف الدفاع
يُعد استبعاد النجم التركي الشاب كينان يلدز من أبرز القرارات التي أثارت الانتباه، إذ يعاني اللاعب من التهاب في وتر الرضفة بالساق اليسرى، وهو ما تسبب له بآلام متكررة خلال الأسابيع الماضية. ورغم أنه شارك بكامل اللقاء أمام أودينيزي الأربعاء الماضي وساهم في الفوز 3-1، فإن الجهاز الطبي أوصى بمنحه راحة قصيرة لتفادي تفاقم الإصابة.
وكان يلدز قد غاب عن آخر مباراة تحت قيادة تودور أمام لاتسيو، والتي خسرها الفريق 0-1، قبل أن يعود بقوة أمام أودينيزي. لكن سباليتي فضّل إراحته مؤقتًا حتى يستعيد جاهزيته التامة، لا سيما وأن الفريق مقبل على جدول مزدحم في الأسابيع المقبلة.
بدوره، سيغيب المدافع الإنجليزي لويد كيلي عن مواجهة كريمونيزي بسبب آلام في الظهر، غير أن الفحوص الطبية أكدت أن إصابته ليست خطيرة، ومن المتوقع عودته إلى التدريبات الجماعية خلال أيام قليلة. ويُنتظر أن يعتمد سباليتي على الثنائي روجاني وكالولو في قلب الدفاع، في ظل الغيابات المحدودة في الخط الخلفي.
حصيلة تودور مع البيانكونيري
تسلم إيجور تودور مهمة تدريب يوفنتوس في مارس/آذار الماضي خلفًا لتياجو موتا، ونجح في قيادة الفريق إلى المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا، ما دفع الإدارة لتمديد عقده حتى صيف 2027. غير أن بدايته في الموسم الحالي كانت كارثية، إذ خاض الفريق معه 24 مباراة فاز في 10 منها فقط، مقابل 8 تعادلات و6 هزائم.
ويحتل يوفنتوس حاليًا المركز الثامن في جدول ترتيب الدوري الإيطالي، مبتعدًا بتسع نقاط عن المتصدر نابولي، كما جمع نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات له في مرحلة المجموعات من دوري أبطال أوروبا، ليضع نفسه في موقف صعب على المستويين المحلي والأوروبي.
تودور، الذي ارتدى قميص السيدة العجوز لاعبًا بين عامي 1998 و2007، يُعد أحد أبناء النادي المخلصين، إذ توج معه بلقب الدوري الإيطالي مرتين، وشارك في نهائي دوري الأبطال عام 2003، وبقي في صفوفه حتى بعد هبوطه إلى الدرجة الثانية إثر فضيحة “كالتشيوبولي” الشهيرة. ومع ذلك، فإن فشله في إعادة الفريق إلى طريق الانتصارات جعل رحيله أمرًا لا مفر منه.
EPA
سباليتي: “نحو إعادة اليوفي إلى مكانه الطبيعي”
يعرف لوتشيانو سباليتي تمامًا حجم التحدي في مهمته الجديدة. فالمدرب الإيطالي البالغ من العمر 65 عامًا يُعد أحد أبرز الأسماء في تاريخ الكالتشيو الحديث، وصاحب بصمة فنية واضحة في أسلوب اللعب والتنظيم التكتيكي. وكانت أبرز محطاته مع نابولي، الذي قاده موسم 2022-2023 إلى لقب الدوري الإيطالي بعد غياب دام 33 عامًا، ليحفر اسمه في الذاكرة الرياضية الإيطالية.
وخلال تقديمه الرسمي في تورينو، لم يُخف سباليتي حماسه الكبير لتولي المهمة، إذ قال: "يوفنتوس نادٍ كبير بطموحات ضخمة. علينا أن نؤمن بقدرتنا على العودة سريعًا إلى سباق اللقب. هذا ما تحدثت به مع اللاعبين: يجب أن تكون طموحاتنا أعلى ما يمكن، وأن نؤمن بقدرتنا على المنافسة حتى النهاية."
وأضاف المدرب المخضرم بنبرة حازمة: "نحن ما زلنا في الجولة التاسعة فقط، ولا شيء حُسم بعد. سأبذل كل ما بوسعي لتقديم كرة قدم قوية ومنظمة. أنا رجل عجوز ربما، لكنني لا أفتقر إلى الحماس أو الرغبة في العمل. لدي احترام كبير لهؤلاء اللاعبين، وأثق أنهم قادرون على استعادة بريق النادي."
فلسفة سباليتي: التنظيم قبل الأسماء
تحدث سباليتي أيضًا عن الأزمة الهجومية التي يعاني منها الفريق في الأسابيع الأخيرة، مؤكدًا أن الحل لا يكمن فقط في عودة المهاجمين للتسجيل، بل في تحسين التنظيم الجماعي، حيث قال: "الأهداف مهمة لأنها تحسم المباريات، لكن الطريق إليها يبدأ من الفريق كله، من الدفاع إلى الهجوم. كرة القدم الحديثة لا تعتمد على نجم واحد، بل على مجموعة تعرف ما يجب فعله في كل لحظة."
ويُنتظر أن يُدخل سباليتي تغييرات تكتيكية تدريجية على أسلوب لعب الفريق، مع الاعتماد على التمرير السريع والاستحواذ المنضبط، وهي السمة التي اشتهرت بها فرقه السابقة، خاصة نابولي وروما وإنتر ميلان.
وبينما يترقب جمهور يوفنتوس أول ظهور لفريقهم تحت قيادة المدرب الجديد، يأمل الجميع أن تكون مواجهة كريمونيزي هي بداية صفحة جديدة في تاريخ النادي العريق، وصفحة تعيد "السيدة العجوز" إلى مكانها الطبيعي بين كبار أوروبا.





