سارة حسنين في حوار لكووورة: البطولة الآسيوية أثبتت قدرتنا على المنافسة.. وهذه الدروس المستفادة

نجحت المدربة المصرية سارة حسنين، في كتابة التاريخ خلال شهر مارس/آذار الماضي، عندما أصبح فريقها أبوظبي الرياضي الإماراتي، الفريق العربي الوحيد الذي يصل لربع نهائي النسخة الأولى لمسابقة دوري أبطال آسيا للسيدات 2025/2024.

وتوقف مشوار ممثل الإمارات في ذلك الدور بعد خسارته بصعوبة من صاحب الأرض والجمهور فريق هوشي منه سيتي الفيتنامي (4-5)، إلا أن الرحلة الآسيوية الأولى لأبوظبي أظهرت مستقبل كرة القدم النسائية بالإمارات بقيادة المدربة سارة حسنين، التي كانت شاهدة على بداية نهضة الفريق النسائي منذ أكثر من 10 سنوات، لتحتكر مع فريقها الحالي لقب الدوري الإماراتي للسيدات على مدى تلك السنوات.

وفي حوار خاص مع "كووورة"، تحدثت المدربة سارة حسنين عن تلك الرحلة الآسيوية، وعن المكاسب التي حققتها تلك المشاركة لمصلحة كرة القدم النسائية بالإمارات، بالإضافة إلى تحدثها عن حظوظ منتخب الإمارات الذي وقع بالمجموعة الخامسة من التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا للسيدات 2026 في أستراليا، مع منتخبات فيتنام وغوام وجزر المالديف.

وجاء نص الحوار كالتالي:

*ماذا عن الرحلة التاريخية لنادي أبوظبي الرياضي الإماراتي في النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا للسيدات؟

مشاركة نادي أبوظبي الرياضي في النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا للسيدات كانت لحظة فارقة في تاريخ كرة القدم النسائية في الإمارات، لقد خضنا تحديات كبيرة منذ الأدوار التمهيدية وحتى ربع النهائي، وواجهنا فرقًا قوية من مختلف أنحاء القارة.

لقد كانت تجربة مليئة باللحظات المميزة، وأثبتنا خلالها أن كرة القدم النسائية الإماراتية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات القارية.

*ما هي عوامل القوة التي ساعدت أبوظبي على تحقيق الانتصارات من الدور التمهيدي إلى ربع النهائي؟

أهم عوامل النجاح كانت روح الفريق، فقد كانت اللاعبات بحاجة للمشاركة في منافسة كبيرة مثل دوري أبطال آسيا، فنحن ومنذ العام 2005 ونحن نعمل على تطوير كرة القدم النسائية وتطوير اللاعبات وتجهيزهن للمشاركة في بطولات ومنافسات دولية، نتنافس فيها مع فرق من دول مختلفة.

وأيضًا الروح القتالية للاعبات، والعمل الجماعي داخل وخارج الملعب، بالإضافة إلى التخطيط الفني والانضباط التكتيكي، كما ساهمت التحضيرات المكثفة قبل البطولة والدعم الإداري الكبير في تحقيق الأداء القوي.

لم يكن الأمر سهلاً، لكن إيماننا بقدراتنا والرغبة في تمثيل الإمارات بأفضل صورة كانا دافعًا كبيرًا لنا.

*ما هي الفوائد التي حققها أبوظبي من مشاركته الآسيوية الأولى، وكيف ستعود بالنفع على الكرة النسائية في الإمارات؟

هذه المشاركة ساهمت في تسليط الضوء على كرة القدم النسائية في الإمارات، وإثبات أن لدينا الإمكانيات للمنافسة على المستوى القاري، كما منحت اللاعبات خبرة كبيرة في مواجهة مدارس كروية مختلفة، مما سيساعد على تطوير مستواهن.

نأمل أن تكون هذه المشاركة نقطة انطلاق نحو المزيد من النجاحات، سواء على مستوى الأندية أو المنتخب الوطني.

*من وجهة نظرك.. ما الدروس المستفادة من رحلة النسخة الآسيوية الأولى؟

أهم الدروس التي تعلمناها هي أهمية الاستعداد البدني والذهني لمثل هذه البطولات، وضرورة الاحتكاك المستمر مع الفرق القوية لرفع المستوى الفني، إلى جانب تعزيز العمل على الجوانب التكتيكية والتكيف السريع مع مختلف أساليب اللعب.

*بحكم خبرتك بالملاعب الإماراتية.. كيف تطور أداء اللاعبة الإماراتية وما مدى قدرتها على مقارعة اللاعبات الآسيويات؟

هناك تطور واضح في أداء اللاعبة الإماراتية من حيث الجوانب البدنية والفنية، وهو ما ظهر خلال البطولة الآسيوية، كما تحتاج اللاعبات إلى المزيد من الاحتكاك الدولي، بالإضافة إلى زيادة عدد المباريات التنافسية محليًا، مما سيساعدهن على مواجهة التحديات الآسيوية بثقة أكبر.

*ماذا تحتاج كرة القدم النسائية في الإمارات حتى تصل لمستوى يقود أنديتها للقب دوري أبطال آسيا؟

تحتاج الى الاستثمار في تطوير الفئات العمرية، وزيادة عدد البطولات المحلية لرفع مستوى التنافسية، كما أن توفير دعم أكبر من الأندية واتحادات الكرة، سواء من حيث الإمكانيات الفنية أو التسويقية، سيعزز من فرص الأندية الإماراتية في تحقيق إنجازات قارية.

*بعد قرعة تصفيات كأس آسيا للسيدات 2026.. ما هي حظوظ تأهل منتخب الإمارات إلى النهائيات في أستراليا؟

على حسب القرعة فإن المجموعة التي وقع فيها المنتخب تبين أن هناك فرصة كبيرة للمنتخب من أجل التأهل للمرحلة التالية، فقد أصبح لدى اللاعبات الخبرة، وأن المنتخب حاليًا يقوم بالاستعداد للمنافسة، حيث تم العمل على تطوير المنظومة الفنية للمنتخب، كما تم زيادة المعسكرات التدريبية والمباريات الودية أمام منتخبات قوية.

*ماذا يحتاج منتخب الإمارات حتى يحقق حلم التأهل إلى كأس العالم للسيدات؟

يحتاج المنتخب إلى إستراتيجية طويلة المدى تشمل تطوير اللاعبات الناشئات، ورفع مستوى الدوري المحلي من خلال اشتراك الأندية الكبيرة في الدوري ليصبح أكثر تنافسية، إلى جانب تعزيز فرص الاحتراف الخارجي للاعبات الموهوبات. كما أن خوض مباريات قوية بشكل منتظم سيجعل المنتخب أكثر جاهزية للتحديات الكبرى.

*كونكِ مدربة قديرة من مصر.. ما رأيك بمستوى كرة القدم النسائية في مصر؟ 

كرة القدم النسائية في مصر تشهد تطورًا كبيرًا، لكنها بحاجة إلى المزيد من الدعم والتطوير على جميع المستويات، كما أن دخول أندية كبيرة مثل الأهلي والزمالك إلى الدوري يمنح المسابقة زخمًا إعلاميًا وجماهيريًا، وهو أمر ضروري لرفع مستوى المنافسة وتطوير اللاعبات، واستمرار الاستثمار في الكرة النسائية سيجعلها أكثر احترافية خلال السنوات المقبلة.

*ما هي طموحاتك المستقبلية؟

أسعى إلى المساهمة في تطوير كرة القدم النسائية على مستوى المنطقة العربية، سواء من خلال التدريب أو المشاركة في بناء مشاريع رياضية تخدم الأجيال المقبلة، كما أتطلع إلى تحقيق المزيد من الإنجازات والمنافسة على الألقاب المحلية والقارية.

*كلمة أخيرة في ختام الحوار

أشكر كل من دعم مسيرة فريق سيدات نادي أبوظبي الرياضي منذ نشأته، وكل من ساهم ودعم مشوارنا في دوري أبطال آسيا، وأؤكد أن لدينا إمكانيات كبيرة يمكن استغلالها للوصول إلى مستويات أعلى.

كما أوجه رسالة لكل فتاة تحلم بأن تكون لاعبة كرة قدم: لا تتوقفي عن السعي لتحقيق أحلامك، فالمستقبل أمامك، والعمل الجاد هو مفتاح النجاح.