
حظيت التجربة السعودية، بانتقادات لاذعة في بدايتها بعد استقطاب العديد من نجوم الكرة العالمية، لاسيما من جانب مدربي ومسؤولي اللعبة في إنجلترا وأوروبا، الذين اعتبروا المشروع السعودي خطرا داهما يهدد الدوريات الكبرى.
لكن بمرور الوقت بات مألوفا أن تلقى تجربة تطور الكرة السعودية إشادة من بعض المدربين، بعدما أصبحت واقعًا ملموسًا لا يمكن إنكاره، ولم يعد الأمر مجرد إغراءات مالية ضخمة لنجوم عالميين من أجل ترك أندية القارة العجوز.
وشهد سوق الانتقالات الصيفية للعام الحالي، عدة صفقات من البريميرليج إلى الدوري السعودي، بينما كانت هناك أهداف تعاقدية أخرى على رادار أندية دوري روشن، لكنها لم تكتمل.
عن تجربة الدوري السعودي وتأثيره في الكرة العالمية، تحدث بول ماكارثي الرئيس التنفيذي لرابطة كُتاب كرة القدم بإنجلترا لـ "كووورة"..
أمر واقع
في البداية يؤكد مكارثي أن الكرة السعودية باتت في مستوى عالٍ وتنافس بعض الدوريات الأوروبية، مضيفًا: "ليس غريبا أن نجد الكثير من اللاعبين يُفضلون الانتقال للدوري السعودي، عن الاستمرار مع أنديتهم أو حتى الانتقال أوروبيا".
وأشار إلى أن اعتراف المدربين والمسؤولين بحجم تأثير الكرة السعودية أمرًا ليس مستغربًا في ظل ما شهدته السعودية من تطور مؤخرا.
وواصل قائلا: "يبدو واضحا أن السعودية تستهدف في الأساس اللاعبين الكبار الذين ربما يجدون من المناسب أن يحصلوا على مزايا تعاقدية كبيرة في السنوات الأخيرة من مسيرتهم الاحترافية".
صفقات البريميرليج
تحدث الصحفي الإنجليزي عن صفقات الأندية السعودية من البريميرليج، والمفاوضات مع بعض الأسماء التي لم تكتمل.
وأشار إلى أن انتقال لاعب مثل إيفان توني إلى أهلي جدة، يعد صفقة رابحة للطرفين، حيث سيستفيد النادي السعودي من هداف متميز، كما سيحظى اللاعب بعقد ربما لم يكن ليحصل عليه في إنجلترا.
وأضاف: "توني ليس هدافًا خارقًا مثل هاري كين مثلاً، لكنه يظل لاعبًا رائعًا، كما أنه رحب بالصفقة بسبب امتيازات عقده، بالإضافة إلى أنه بطبيعة الحال يحب دبي وسيتواجد هناك بصفة شبه مستمرة".
وتابع: "توني تحدث إليّ قبل الانتقال للسعودية، وسألني عن رأيي، ونصحته بالذهاب إلى هناك وخوض التجربة".
وحول سؤاله عن توجه الكرة السعودية لجلب مواهب أصغر سنًا مثل جابري فيجا الموسم الماضي، وأنجيلو وويسلي في الموسم الحالي كأبرز الأمثلة، قال مكارثي إنه أمر ملحوظ، وربما تسعى السعودية من خلال ذلك لتحقيق التوازن ما بين اللاعبين الكبار ومن هم أصغر سنًا.
تصريحات كومان
في نفس السياق أيضا يرى بول مكارثي أن تصريحات رونالد كومان مدرب منتخب هولندا التي انتقد فيها ستيفن بيرجوين لانتقاله إلى اتحاد جدة، غير موفقة تماما.
وأضاف رئيس رابطة كُتاب كرة القدم بإنجلترا: "لا أتفق مع هذا النوع من التصريحات أبدا.. ليس من حق أحد أن ينتقد غيره بهذا الطريقة، فكل لاعب أو مدرب حر في اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا بشأن مستقبله".
أما عن موقف كيفن دي بروين وإيدرسون ثنائي مانشستر سيتي من العروض السعودية، وتفضيلهما الاستمرار مع السيتي، فقد أكد الصحفي الإنجليزي أن استمرارهما ربما كان متوقعا في ظل قدرة كل منهما على تقديم المزيد من فريقهما، وحاجة الفريق لكليهما أيضا.
مستقبل صلاح
تطرق مكارثي أيضا للحديث عن مستقبل محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر، في ظل الجدل حول إمكانية رحيله عن الريدز بنهاية عقده الصيف المُقبل.
وقال مكارثي في ذلك: "أعتقد أن صلاح في موقف قوة خلال مفاوضات تجديد العقد مع ليفربول، فهو بدأ الموسم بشكل مميز، سجل وصنع ويقدم مستوى رائعا.. أعتقد أنه لا يجب تصنيفه أو القول بأنه لاعب مصري أو عربي أو أفريقي، فهو النجم العالمي محمد صلاح".
وأضاف: "لا أبالغ إن قلت أنه من بين أفضل 10 لاعبين في تاريخ البريميرليج، وقطعا هو الجناح الأفضل في تاريخ المسابقة".
وأشار إلى أن صلاح ربما يكون أقرب إلى الاستمرار مع ليفربول في الفترة المقبلة.
وواصل: "صحيح أن ليفربول لديه سياسة واضحة بشأن تجديد عقود اللاعبين الذين يتجاوزون 30 عاما، بحيث يتم التجديد لموسم واحد فقط، لكن صلاح ربما يرغب في التجديد لموسمين وليس موسمًا واحدًا فقط".
وأضاف أن إدارة ليفربول تدرك صعوبة الموقف، فلا يتعلق الأمر بصلاح فقط، فهناك أيضا فيرجل فان دايك الذي ينتظر تجديد عقده.
بطل البريميرليج
توقع أيضا بول مكارثي أن تكون المنافسة هذا الموسم على لقب الدوري الإنجليزي ثنائية على غرار سنوات مضت، ولكن ما بين مانشستر سيتي وليفربول.
مكارثي يرى أن السيتي كعادته بنفس القوة والثبات ولديه إيرلينج هالاند الذي يسجل بشكل لا يُصدق وربما يكون قد حسم صراع الهدافين مبكرًا.
وتابع: "ليفربول أيضا مع آرني سلوت يبدو مختلفا ومستعدا للمنافسة بروح جديدة".
وأضاف أن ليفربول مع المدرب يورجن كلوب كان يفتقد الشغف والرغبة في آخر مواسمه، لكنه بات يمتلك دوافع أكبر مع سلوت وحقق بداية مميزة.
وعن آرسنال أكد أنه لا يراه منافسا بالقوة الكافية، كونه لا يمتلك هدافًا يمكنه أن يسجل 20 هدفا في الموسم أو أكثر مثل باقي الأندية المنافسة ومن ثم لن يكون قادرا على مواصلة المشوار.
قد يعجبك أيضاً



