Reutersيبقى الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب المغرب، من أقوى المرشحين للفوز بجائزة أفضل مدرب عربي، التي يقدمها كووورة بشراكة مع (جلوب سوكر)، للنجاحات التي حققها عام 2017.
وكانت هذه السنة التي نستعد لتوديعها مميزة للكرة المغربية، حيث كانت بصمة المدرب الفرنسي حاضرة.
والأكيد أن المنافسة ستكون شرسة لرينارد، على جائزة كووورة، أمام الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر، والهولندي بيرت فان مارفيك مدرب السعودية، والتونسي نبيل معلول مدرب منتخب تونس.
ورغم أن مشوار رينارد كلاعب، لم يكن ناصعًا، إلا أنه استطاع كتابه اسمه بأحرف من ذهب كمدرب، خاصة في القارة الأفريقية.
لاعب مغمور
لم ينجح رينارد في التوقيع على مشوار جيد كلاعب، حيث بدأه عام 1990 ولعب بأندية تنتمي لقسم الهواة بفرنسا، واقتصرت تجاربه على أندية كانيس وفالوريس ودراجينيان، الذي كان آخر فريق يلعب له رينارد، ليسدل الستار على مشواره القصير وغير المتألق كلاعب، سنة 1998.
إنهاء مسيرته مبكرًا فتح له المجال ليدخل عالم التدرييب، فكانت أول تجربة له، مع الفريق الذي أنهى معه مشواره كلاعب (دراجانيان)، الذي ينتمي للهواة، وذلك سنة 1999، وواصل رينارد مشواره كمدرب مع أندية غير معروفة، منها كامبريدج يونايتد الإنجليزي وسون نام الفيتنامي.
نجاح باهر في أفريقيا
عرف رينارد تحولا في مشواره التدريبي، عندما قرر دخول مغامرته المجهولة في إفريقيا، ودرب منتخب زامبيا عام 2008 ، ثم أنجولا 2010، ونادي اتحاد الجزائر، قبل أن يقرر العودة لتدريب منتخب زامبيا 2011، وكان هذا المنتخب مفتاح تألقه مع القارة السمراء، عندما فاز معه بكأس أمم أفريقيا 2012.
وأكد رينارد أنه فعلا مدرب ناجح بأفريقيا بالتخصص، حيث آثر بعد تجربة زمبيا، العودة لفرنسا ليواصل تألقه على صعيد الأندية، فدرب سوشو، لكن هذه التجربة لم يكتب لها النجاح، فعاد مجددًا لمعشوقته القارة السمراء، ليحقق إنجازًا جديدًا عندما فاز مع كوت ديفوار ببطولة أفريقيا 2015، ثم عاد إلى فرنسا لقيادة ليل، لكنها تجربة لم تلق النجاح المُنتظر.
منافس شرس على جائزة كووورة
حقق رينارد أحد الأهداف التي لطالما دغدغت مشاعره، وكان يتمنى تحقيقها، ألا وهي تدريب المنتخب المغربي، الذي تعاقد معه وهو يسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف.
الإنجازات التي حققها رينارد سنة 2017، تجعل منه منافسًا شرسًا على جائزة كووورة، أولها أنه تجاوز عقدة الدور الأول في كأس أمم أفريقيا، والتي طاردت أسود أطلس 13 سنة، منذ دورة 2004 بتونس، التي كانت آخر نسخة يتجاوز فيها المنتخب المغربي الدور الأول.
قدم رينارد وكتيبته مستويات جيدة، وأكد المدرب الفرنسي أنه استطاع تغيير الشيء الكثير في المنتخب المغربي، وقدم إشارات أنه يستعد لتكوين منتخب مغربي قوي.
ورغم أن المنتخب المغربي، ودع دور الثمانية لكأس الأمم بالخسارة أمام مصر بهدف دون رد، إلا أن تجاوز الأسود الدور الأول، كان نقطة مهمة في هذه المشاركة التي اعتبرت ناجحة.
العودة للعالمية
كان التأهل إلى مونديال روسيا من أكبر الإنجازات التي حققها رينارد مع الكرة المغربية، التي انتظرت 20 سنة قبل تحقيق هذا الهدف الذي طال انتظاره.
وفشل كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب المغربي في العقدين الأخيرين، قبل أن ينجح رينارد في تحقيق حلم المغاربة، حيث يعتبر تأهل الأسود للمونديال، من النقاط التي تجعل حظوظ رينارد وافرة للفوز بجائزة كووورة.
أرقام استثنائية
حقق المنتخب المغربي مع رينارد سنة 2017 رقمًا تاريخيًا، بعد أن دخل سجلات الأرقام العالمية، وبقى المنتخب الوحيد الذي لم تستقبل مرماه أي هدف، في مرحلة المجموعات، رغم أنه نافس منتخبات كبيرة بحجم كوت ديفوار ومالي والجابون.
وسجل منتخب المغرب 11 هدفًا في دور المجموعات، وقدم مستويات رائعة، على غرار فوزه على مالي بسداسية نظيفة، وعلى الجابون بثلاثية نظيفة، وكذا الانتصار على كوت ديفوار بعقر داره بهدفين دون رد، وهي المباراة التي أقيمت بالجولة الأخيرة، التي رفعت الأسود إلى المونديال.
ولم تأت هذه الأرقام بمحض الصدفة، بل نتيجة العمل التكتيكي الكبير الذي قام به منذ أن التحق بالمنتخب المغربي، ففي ظرف 18 شهرًا، تمكن رينارد ترك بصمة ناصعة، وقام بثورة كبيرة، حيث تبقى أرقام وإنجازات سنة 2017 خالدة في أذهان المغاربة.
قد يعجبك أيضاً



