إعلان
إعلان

رهبة.. عجب؟!

صلاح حيدر
04 يناير 200919:00
haidar
لماذا اهدر قناص الازرق احمد عجب كل هذه الفرص السهلة التي سنحت له في مباراتنا السابقة امام المنتخب العماني الشقيق في تدشين مشوار بطولة كأس خليجي 19، وهل كان من المنطق اشراكه اساسيا في هذه المباراة الافتتاحية الحساسة؟

ربما تتبادر مثل هذه الاسئلة الى اذهان عشاق وجماهير الازرق الذين لم تغب تلك الفرص القاتلة عن كل احاديثهم وتعليقاتهم عن تلك المباراة، نعم نعتقد ان الكويت باسرها رجالا ونساء.. شيبا وشبابا تداولت فيما بين ابنائها ومقيميها احداث وتفاصيل ونتيجة مباراتنا الافتتاحية في السلطنة العزيزة وامام منتخبها وهو ما استدللنا عليه في «الوطن» من خلال الاتصالات الهاتفية التي انهالت علينا منذ انتهاء اللقاء.. وحتى كتابة هذه السطور.

وبدورنا.. وجهنا سؤالا للمتصلين والمتابعين.. ماذا لو لم يشارك احمد عجب في المباراة.. أو لو لم تسنح مثل هذه الفرص.. أو انها اتيحت واهدرت، ترى كيف ستكون وقتها ردود فعل الجماهير والمتابعين والمحبين؟!

وجهنا هذا السؤال للمتصلين دون ان نجد اجابة منطقية أو مقنعة له ولذلك فإننا نجد انفسنا ملزمين بالتمعن.. والتدقيق لنصل في النهاية الى استنتاجات ربما تكون بمثابة اجابات شافية عن هذا التساؤل، فأحمد عجب مهاجم من طراز فريد لا يملك القدرة على هز الشباك واحراز الاهداف فقط وانما هو لاعب يحفظ طريق المرمى عن ظهر غيب ويجيد التحرك والمباغتة واحتلال مواقع مميزة من بين مدافعي الخصم تساعده دائما على مواجهة المرمى وتهديده، كما ان التفاهم والانسجام بين عجب والمهاجم الفذ الآخر بدر المطوع يجب ان يكون دائما ورقة رابحة يستثمرها أي مدرب يقود المنتخب خصوصا اذا كانت ظروف الاستعداد مشابهة لتلك التي عانى منها الازرق في هذه البطولة.

ولو استعدنا بالذاكرة احداث المباراة وتلك الفرص الضائعة فإنا سندرك فورا ان تحركات عجب كانت بمثابة معول هدم لصلابة وتماسك الدفاع العماني، كما ان تفاهمه مع المطوع كان سببا رئيسا في وصولنا للمرمى بأقصر الطرق واسرعها واكثرها دقة وخطورة وبناء على هذه المعطيات فإننا نعتقد ان مشاركة عجب اساسيا في هذه المباراة كانت خطوة موفقة من المدرب محمد ابراهيم لا سيما وان الازرق كان طرفا في مباراة افتتاحية حساسة امام خصم يفوقنا اعدادا وجهوزية وتماسكا.. وعلى ارضه وبين جماهيره المتحمسة والمتعطشة للانتصارات والالقاب.

المشكلة التي لم يستطع لاعبنا احمد عجب التخلص منها تتمثل في اللمسة الاخيرة باتجاه الشباك وفي هذا السياق فإننا نعتقد ان الناحية النفسية والذهنية لعبت دورها الاساسي، فعلى ما يبدو ان عجب كان في ذهنه وعقله بمواجهة مع سمعة ومكانة وصيت الحارس العماني علي الحبسي قبل امكانياته الحقيقية لذلك فإنه كان يرتبك ويتسرع ويخطئ كلما يجد نفسه وجها لوجه امام هذا الحارس العملاق.

هذه الرهبة بين المهاجم والحارس أو العكس ليست من نسج خيالنا وانما هي واقع يدركه لاعبو الكرة جيدا، ولعل ابلغ ما قيل في هذا السياق هو تبرير المهاجم الهولندي الشهير دينيس بيركامب بعدما اهدر ركلة جزاء للارسنال امام مانشستر يونايتد في كأس انجلترا حيث قال: شمايكل حارس يثير الرهبة.. ويبعثر التركيز، نعم.. هذا هو الواقع الكروي.. وتلك هي الرهبة بين المهاجم والحارس.

وان كنا نتحسر ونتألم كلما تذكرنا تلك الفرص الضائعة امام عمان.. أو كلما تذكرنا ضياع فوز ثمين كان في متناول اليد فإن مثل هذه المشاعر الصادقة يجب ألا تدفعنا لخسارة هداف متمكن ومقتدر مثل احمد عجب.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان