
بالطبع، كان رمضان صبحي يعلم تمام العلم أنه مقبل على حرب حامية الوطيس، عندما اتخذ قراره بتفضيل عرض بيراميدز على الأهلي.. لكنه اختار الأصلح والأنسب له ماديًا ومعنويًا، وله كل الحق في ذلك.
رمضان لم يختر الخروج من الباب الصغير، لكنه اختار أن يبدأ مرحلة جديدة في مسيرته كأي لاعب محترف في العالم، بالمشاركة في تجربة بيراميدز الذي سيتحول بدءًا من الموسم الجديد، إلى عملاق للكرة المصرية، وفقًا للسيناريو المرسوم.
وأمام المقابل المادي الضخم الذي سيحصل عليه من ناديه الجديد، وجد رمضان في اللحظة الأولى منذ إعلان انتقاله لبيراميدز، هجمات لا تتوقف لكنه على عكس توقع الجميع تعامل بمنتهى العقلانية، حتى في المؤتمر الصحفي لتقديمه كان هادئًا ويتحدث بأريحية كبيرة، وهذا كله يحسب له ولمسؤولي بيراميدز من قبله.
رمضان الذي يواجه اتهامات بالخيانة وتمنيات بالإصابة والفشل لمجرد اختياره اللعب بقميص نادٍ آخر غير الأهلي، هو أهم لاعب في مستقبل الكرة المصرية ويحمل على عاتقه مهمة يجب أن يسانده الجميع فيها وهي حلم المنتخب الأولمبي بتحقيق أول ميدالية أولمبية للفراعنة في طوكيو.
وبالنظر إلى الصورة كاملة، نجد أنه في بيراميدز سيجد كل سبل النجاح، نعم لن يكون خارج دائرة الهجوم والضغط الدائم، لكنه سيشعر بأجواء هادئة ومناخ مستقر داخل النادي "الأغنى في مصر"، وربما الأكثر احترافية بالنظر إلى حروب الشوارع ووصلات السباب بين مسؤولي القطبين.
على المستوى الفني، رمضان هو اللاعب الأفضل في مركزه داخل مصر، ولا يحتاج شهادة أحد في ذلك، وسيجد معه مجموعة من أفضل اللاعبين يتقدمهم السعيد وعمر جابر وإيريك تراوري وقريبا أحمد فتحي وإكرامي، والقائمة مفتوحة لميركاتو ناري متوقع لبيراميدز.
أعتقد أن رمضان سيجد طريقه للأمجاد مجددا مع بيراميدز، وليس كما يشاع أنه خسر الكثير برحيله عن الأهلي، ففي السنوات الأخيرة فرض الاحتراف نفسه وتحطمت هذه العبارات التي "ربما كانت صحيحة في الماضي".
لكن تجربة عصام الحضري مع سيون السويسري وعودته للدوري المصري ليلعب في عدة أندية وعودته لمنتخب مصر ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه بالمشاركة في كأس العالم كأكبر لاعب سنًا في تاريخ البطولة، يجب أن تكون دليلا لرمضان ليستكمل طريقه نحو تحقيق الإنجازات مع ناديه الجديد وبالطبع منتخب مصر.
إبراهيم سعيد أيضًا رغم رحيله عن الأهلي إلى غريمه الأزلي الزمالك، ربما لم يجد الإنجازات في ناديه الجديد لكنه نجح في فرض موهبته ووجد الإنجاز الأكبر بالانضمام إلى منتخب مصر، بعدما كان محرمًا عليه، وحقق مع كتيبة المعلم لقب كأس الأمم الإفريقية 2006 و2008.
أما الدليل الأكبر فحدث ولا حرج عن التوأم حسام وإبراهيم حسن، الذي تحول إلى أسطورة داخل القلعة البيضاء، وأصبحت على عاتقهم قلعة البطولات في الفترة الذهبية منذ 2000 وحتى 2004.
هذه الحالات ليست استثنائية، لكنها حالات للاعبين أفذاذ لم يهزموا أمام غضب الجماهير والأقلام المسمومة، بل صنعوا المجد بعزيمة الأبطال.. وهكذا يجب أن يكون رمضان.
قد يعجبك أيضاً



