
يستعد المنتخب العراقي لخوض واحدة من أهم مبارياته في السنوات الأخيرة، عندما يلتقي نظيره الإماراتي الثلاثاء المقبل، في مواجهة الإياب من الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026 .
وقبل ساعات من انطلاق التحضيرات النهائية، تلقّى الجهاز الفني للمنتخب العراقي، بقيادة المدرب الأسترالي جراهام أرنولد، ضربة موجعة تمثلت في إصابة المهاجم علي الحمادي لاعب لوتون تاون الإنجليزي، أحد أبرز نجوم الفريق خلال الفترة الماضية، وغيابه رسميًا عن المواجهة المصيرية، ما استدعى استدعاء المهاجم عمار محسن ليكون بديلًا له في القائمة الرسمية.
وكان علي الحمادي قد تعرّض لإصابة في العضلة الأمامية خلال المواجهة الأولى أمام منتخب الإمارات، والتي جرت يوم أمس ضمن ذهاب الملحق الآسيوي.
وسجل الحمادي هدف العراق في لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادل بهدف لكل منهما أمس الخميس في الإمارات.
وبعد خضوعه للفحوصات الطبية اللازمة، تبيّن أن الإصابة تستدعي راحة وعلاجًا يمنعانه من المشاركة في مباراة الإياب، ما جعل الجهاز الفني في موقف صعب، خاصة أن الحمادي يُعد أحد أهم الأسلحة الهجومية للمنتخب العراقي لما يملكه من سرعة ومهارة وقدرة على التسجيل وصناعة الفرص.
وأصدرت إدارة المنتخب العراقي بيانًا رسميًا أعلنت فيه تفاصيل الإصابة، مؤكدة أن اللاعب شعر بآلام قوية في الفخذ خلال الشوط الثاني من المباراة، ليتم إخضاعه مباشرة لفحص أولي أظهر وجود مشكلة عضلية تتطلب مزيدًا من التدقيق.
وبالفعل، تم إرسال اللاعب لإجراء فحوصات تصويرية متقدمة، والتي أثبتت حاجته للراحة والتأهيل، وقررت اللجنة الطبية بناءً على ذلك استبعاده من مباراة الإياب حرصًا على سلامته ومنعًا لتفاقم الإصابة.
وتُعد إصابة الحمادي ضربة كبيرة للمنتخب العراقي، خصوصًا أن اللاعب كان يعيش واحدة من أفضل فتراته مع المنتخب، ونجح في الفترة الأخيرة في تسجيل وصناعة عدد من الأهداف، إلى جانب تأثيره الكبير داخل الملعب بالحركة والضغط العالي والمرونة التكتيكية.
وكان الجهاز الفني يعوّل عليه كثيرًا في مباراة الإياب لتحقيق نتيجة إيجابية وإحياء آمال العراق في الوصول إلى المونديال.
وفي ظل هذا الغياب المؤثر، قرر جراهام أرنولد التحرك سريعًا لتعويض الفراغ الهجومي، حيث استدعى المهاجم عمار محسن ليكون جزءًا من القائمة الرسمية للمباراة المرتقبة.
ويُعد عمار محسن صاحب الـ 27 عاما من المهاجمين المميزين الذين أثبتوا قدراتهم في الدوري السويدي مع فريق براجي خلال الفترة الماضية، ويمتلك خامات هجومية جيدة تتمثل في السرعة والتمركز الجيد داخل منطقة الجزاء إلى جانب قدرته على اللعب كمهاجم صريح أو جناح هجومي، ما يمنح الجهاز الفني خيارات تكتيكية متنوعة.
وأكد أرنولد، في تصريحات صحفية، أن استدعاء عمار محسن يأتي بناءً على تقييم فني دقيق واحتياج فعلي لعنصر هجومي قادر على ملء الفراغ الذي تركه الحمادي.
وأضاف المدرب أن المنتخب العراقي يمتلك مجموعة من اللاعبين المميزين القادرين على تعويض أي غياب، وأن الروح القتالية لدى اللاعبين ستكون العامل الحاسم في مباراة الثلاثاء.
كما وجّه أرنولد رسالة خاصة إلى الجماهير العراقية، مؤكدًا أن الفريق ما زال يمتلك الفرصة للعودة في مباراة الإياب، وأن ما يحتاجه اللاعبون هو الدعم والثقة من الجمهور.
وأشار إلى أن كرة القدم تعرف دائمًا بالمتغيرات والمفاجآت، وأن المنتخب العراقي قادر على صناعة الفارق رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها في الفترة الأخيرة.
من جانب آخر، لاقى قرار استدعاء عمار محسن ترحيبًا واسعًا من الجماهير العراقية عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ عبّر عدد كبير من المشجعين عن دعمهم الكامل للمهاجم، متمنين له التوفيق في الظهور الأول له في مباراة حاسمة بهذا الحجم.
كما عبّر كثير من المشجعين عن حزنهم لإصابة الحمادي، متمنين له الشفاء العاجل والعودة سريعًا لقيادة الخط الأمامي للمنتخب.
ويواصل منتخب العراق استعداداته في معسكره الحالي قبل السفر إلى الإمارات لخوض المباراة الحاسمة، وسط اهتمام كبير من الشارع الرياضي الذي يأمل في رؤية المنتخب يحجز مقعده في كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه بعد المشاركة التاريخية في مونديال 1986.
ويعمل الجهاز الفني على دراسة نقاط قوة وضعف المنتخب الإماراتي، مع التركيز على تعويض الغيابات وتطوير الجوانب الهجومية التي تراجع تأثيرها في مباراة الذهاب.
ومع اقتراب موعد الحسم، تبدو الروح داخل معسكر المنتخب العراقي عالية، خاصة مع رغبة اللاعبين في تقديم أداء قوي يعكس إمكانياتهم الحقيقية، ورد الاعتبار بعد مواجهة الذهاب.
ويأمل الجهاز الفني أن يكون استدعاء عمار محسن إضافة جديدة تمنح الهجوم العراقي زخمًا وحيوية، في محاولة لقلب الطاولة وتحقيق نتيجة تُعيد آمال الفريق في الوصول إلى المونديال.
وبين إصابة الحمادي وطموح عمار محسن، تقف الجماهير العراقية على أعتاب مباراة مصيرية، تحمل آمال الملايين وتختبر قدرة المنتخب على تجاوز الظروف وتحقيق حلم طال انتظاره.
قد يعجبك أيضاً



