
يعد سفيان رحيمي، أفضل العناصر الناشئة التي نجحت في ظرف وجيز بفرض مكانتها داخل صفوف الرجاء، الذي يعج بالنجوم والأسماء الرنانة، وحتى داخل المنتخب المحلي ويطرق باب الأسود بقوة.
عامان فقط كانا كافيان، ليصبح رحيمي ابن حامل الأمتعة داخل الرجاء، قطعة أساسية بالفريق بل وصنع إنجازاته وألقابه بأهدافه الحاسمة التي أكسبته تقديرا وحب أكبر من طرف أنصار النادي.
كووورة يستعرض في تقريره التالي، كيف تحول رحيمي من لاعب ناشئ وجامع للكرات داخل الرجاء للاعب فذ يهدد عرش نجوم الفريق.
نشأة رجاوية

نشأ سفيان رحيمي داخل بيت رجاوي خالص، فوالده هو محمد يوعردي الذي ارتبط بالرجاء لأكثر من 5 عقود حاملا للأمتعة ومرافقا لرحلة ألقابه المحلية والقارية.
وكان حلم والد سفيان رحيمي على الدوام هو أن يصبح نجله في يوم من الأيام لاعبا بالفريق.
رأى رحيمي النور داخل بيت يتواجد في قلب مركب الرجاء وفتح عينيه وهو صغير السن على النادي ونجومه الكبار وهم يتمرنون، فاختار أن يتحول لحامل الكرات، فيقوم بجمعها ساعة التدريب وخلال مباريات الفريق نهاية كل أسبوع.
أفضل صفقة

قبل عامين أصر جمال فتحي، المدير الرياضي السابق للرجاء، على أن يوقع سفيان رحيمي عقدا احترافيا مع الفريق، وهنا كشف رحيمي لكووورة "كان أمرا أشبه بالحلم أو الخيال، لم أصدق الحكاية ولم أتوقعها بالمرة".
وأضاف "دارت من حولي الأرض وأيقنت أن فرصة العمر قد حانت وينبغي القبض عليها وعدم تركها تفلت مني".
لم تكن تكلفة رحيمي كبيرة، كونه ابن النادي وبدأ بـ25 ألف دولار فقط كمكافأة سنوية، ثم تضاعفت بعد ظهوره القوي وما لبث أن دعاه مجلس إدارة الفريق لتجديد عقده.
وتم تجديد عقد رحيمي بقيمة فاقت 100 ألف دولار، خوفا من رحيله وانقضاض الفرق عليه بعد تألقه اللافت، فكان من أفضل الصفقات التي أنجزها النادي في آخر المواسم.
إنجاز الكونفيدرالية

لن ينسى سفيان رحيمي، نهائي الكونفيدرالية 2018، حيث حمل له هذا الموعد حدثا سعيدا يمثل ولادة جديدة كما يقول لكووررة، بعدما سجل ثنائية في مرمى فيتا كلوب الكونغولي، خلال مباراة الذهاب من أصل الثلاثية التي فاز بها ناديه والتي مهدت له التتويج باللقب.
هدفان يعدان أغلى ذكريات رحيمي مع الرجاء، وبهما كسب العديد من الجوائز الفردية كأفضل لاعب للعام بالمغرب وكذلك أفضل لاعب بصفوف الرجاء.
ويقول رحيمي عن هذا اللقاء "لعبت المباراة بحذاء عليه توقيع أول أحرف لوالدي ووالدتي ووعدتهما بالتسجيل وأن أهديهما اللقب ولم يخب ظني، وكم كانت فرحتي كبيرة وأنا أحمل كأس الكونفيدرالية رفقة والدي، فقد تحول الحلم لواقع".
نجم يهدد عرش النجوم

اليوم أصبح رحيمي وبعد عامين فقط على ظهوره الأول رفقة الرجاء، ورغم سنه الصغير من نجوم الصف الأول بالنادي.
وكسب رحيمي حب الأنصار بفضل إنجازاته وأرقامه المتميزة، فقد سجل بالديربي في مرمي الوداد ومن يسجل في هذه المباريات يصبح محبوبا ومدللا للمدرجات في عرف أنصار الناديين.
كما أصبح أول لاعب يسجل هدف الانتصار لفريق مغربي بالملاعب الكونغولية، بعدما سجل في مرمى فيتا كلوب هذا العام في نسخة دوري الأبطال.
كل هذا مكنه من كسب مكانته التي أصبحت تهدد اليوم شعبية متولي والحافيظي وبنحليب.
المدربون المتعاقبون على الرجاء، يعتبرون رحيمي قطعة أساسية في تشكيلة الفريق، ليتحول جامع الكرات لنجم ساطع يتوقع له المتتبعون شأنا عظيما مع منتخب الأسود.


قد يعجبك أيضاً



