
انتهت رحلة أبوظبي الإماراتي، اليوم السبت، في النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا للسيدات، بعد خسارته من المستضيف هوشي منه سيتي الفيتنامي (4-5) بلقاء دور الربع النهائي.
ويعتبر ممثل الإمارات، أول فريق عربي يصل لذات الدور من أبطال آسيا، بعد رحلة طويلة بدأت من الدور التمهيدي في أغسطس/ آب الماضي، عندما احتل صدارة المجموعة الأولى، بالعاصمة السعودية الرياض، برصيد 9 نقاط.
وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي، خاض أبوظبي الرياضي منافسات دور المجموعات، ليقتنص مركز الوصافة برصيد 5 نقاط في المجموعة الأولى، التي أقيمت بمدينة ووهان الصينية، ليلتحق بالمتصدر إنتشيون ريد اينجلز الكوري الجنوبي إلى دور الربع النهائي.
وحملت رحلة بطل الدوري الإماراتي للسيدات، بقيادة المدربة المصرية سارة حسنين، العديد من الدروس المستفادة التي ستفيد الفريق عند عودته مرة أخرى للنسخة الثانية من المسابقة 2026/2025، وأيضاً بقية الفرق العربية الطامحة لمجاراة فرق شرق آسيا القوية.
* الأجانب ليسوا كل شيء!
اعتمد أبوظبي الرياضي الإماراتي، في لقاء فيتنام الحاسم، على 6 لاعبات أجنبيات، اللاتي شكلن العامود الفقري لكتيبة المصرية سارة حسنين، من الحراسة إلى الهجوم.
في حراسة المرمى البرازيلية جيني بوينو، والمهاجمة اليابانية نانامي سون، والرباعي من غانا، المدافعة ليديا كرامباه، وثلاثي الوسط يوجينيا تيتيه، رشيدة إبراهيم، برينسيلا أدوبيا.
وتمكن صاحب الأرض من استغلال نقطة ضعف الحارسة البرازيلية جيني بوينو (25 عاماً) في عدم قدرتها على تصدي التسديدات القوية من خارج منطقة الجزاء، لتسجل الفيتناميتان باو تشاو تران، نجو تي هونج، هدفي الثالث والرابع بذات الطريقة.
وساهمت قلة الخبرة الدولية عند بقية اللاعبات الأجنبيات في عدم قدرتهن على إنقاذ أبوظبي الإماراتي بالشوط الثاني، بعد أن خرج من الشوط الأول متقدم بثلاثة أهداف نظيفة.
ولم تخض المهاجمة الغانية برينسيلا أدوبيا (26 عاماً) أي مباراة دولية مع منتخب بلادها منذ سنوات، في حين لم يسبق للمهاجمة اليابانية نانامي سون (25 عاماً) الانضمام لمنتخبها من قبل، بالإضافة إلى رحلتها المحلية القصيرة التي بدأت من جيف يونايتد إيتشيهارا الياباني من 2018، ثم مع يونج إيليفانتس من لاوس في 2024.
وسط اعتماد أبوظبي على السداسي الأجنبي بلا خبرة دولية، فاجأ ممثل الإمارات الجميع بإستبعاد المهاجمة النيبالية ريخا بوديل، التي ساهمت بشكل كبير في تأهل الفريق من دوري التمهيدي والمجموعات.
ونجحت النيبالية بوديل (24 عاماً) في إبراز موهبتها بالمباريات السابقة، متسلحة بخبرة اللعب المتواصل مع منتخب بلادها نيبال، حيث حصدت مع منتخبها مركز الوصافة والميدالية الفضية في بطولة غرب آسيا للسيدات 2024 في السعودية.
وكانت نجمة نيبال صاحبة الهدف الحسم لمصلحة أبوظبي الرياضي، ضد صاحب الأرض النصر السعودي، لتنهي المباراة بنتيجة (1-0)، في ختام الدور التمهيدي بأغسطس الماضي، ويكون غيابها عن لقاء هوشي منه سيتي الفيتنامي الحاسم هفوة قاتلة.
* الثقة باللاعبة الإماراتية
وسط اعتماد ممثل الإمارات على اللاعبات الأجنبيات بشكل كبير، غاب عن الفريق أهمية إعطاء المزيد من الثقة للمواهب المحلية في لقاء الحسم، كالإبقاء على المهاجمة الإماراتية نعيمة إبراهيم جمعة (25 عاماً) على مقاعد البدلاء لمصلحة اليابانية نانامي سون.
وعندما شعر أبوظبي الإماراتي بخطر مستضيفه الفيتنامي في منتصف الشوط الثاني، بعد أن بدأ بهز شباكه، قرر إدخال الإماراتية نعيمة بالدقيقة 66، لتتمكن من صناعة الهدف الرابعة في الدقيقة 74 لزميلتها الغانية يوجينيا تيتيه.
وكان يمكن أن تتغير ظروف اللقاء لو شاركت المهاجمة نعيمة منذ بداية اللقاء، حيث كانت لها بصمة كبرى بدور المجموعات في أكتوبر الماضي، عندما سجلت هدفين تاريخيين أمام صاحب الأرض فريق جامعة ووهان جيانجهان الصيني، لينتصر ممثل الإمارات (2-1).
وبسبب عدم اعتماد الفريق على موهوباته الشابات بالمباريات السابقة لصقل موهبتهن وزيادة خبرتهن، لم يستفد أبوظبي الإماراتي من وجود لاعباته المحليات بمقاعد البدلاء، عهود الزركان (16 عاماً)، الحارسة مها البلوشي (20 عاماً)، روان الحمادي (22 عاماً)، شهد الزركان (22 عاماً).
وبسبب عدم إعطاء الموهوبات المحلية فرصة اللعب كأساسية بالمباريات السابقة، لمصلحة الأجنبيات، انعكس سلباً على أداء بعضهن، كالمدافعة غنيمة الزعابي (21 عاماً)، التي دخلت كبديلة بالدقيقة 86، لتسجل بالخطأ في مرماها، عندما أرادت إعادة الكرة برأسها للحارسة، لتتجه كرتها نحو شباك فريقها، وتسجل الخامس بالخطأ لصاحب الأرض.
* تطوير الدوري الإماراتي للسيدات
تقدم أبوظبي الرياضي بثلاثة أهداف في الشوط الأول، ثم تلقي 5 أهداف بالشوط الثاني، يدل على ضعف تنافسية الفريق الذي تأثر من عدم مجاراة الدوري الإماراتي للسيدات لمستوى نمو دوريات دول شرق آسيا.
لا يزال أبوظبي يحتكر لقب الدوري الإماراتي للسيدات 10 سنوات متتالية، حيث يتنافس في المرحلة الثانية من دوري الدرجة الأولى مع 5 فرق ومنها أكاديميات، فريق بنات إف سي، أمباير، بريسشن، أكاديمية مبادرة، أكاديمية جو برو.
وسط غياب الأندية الإماراتية الكبيرة عن مسابقات كرة القدم النسائية، وأبرزهم العين والجزيرة والوحدة والشارقة والوصل، يفقد الدوري الإماراتي للسيدات فرصة النمو لمستوى الاحتراف والتطور الفني، والوصول لمرحلة مجاراة النمو الفني لأندية شرق آسيا.
قد يعجبك أيضاً



