رجل بايرن ميونخ المناسب

عندما كان بايرن ميونخ يتخبط في البوندسليجا، الموسم الماضي، بدت الضربة في الطريق، لفريق لا يقوى على السير بشكل منتظم في البطولة المحلية، فكيف بدوري أبطال أوروبا.

وبالفعل لم تتأخر هذه الضربة كثيرًا، بل جاءت مبكرة في ثمن النهائي على يد ليفربول، ليودع بايرن البطولة لأول مرة من هذا الدور، منذ عام 2011.

وهو الأمر الذي لا يبدو عصيًا على التكرار في النسخة الجارية، فالضجة التي أحدثها الفوز الكاسح الخادع على توتنهام، لن تكون ذات أثر في تقرير مصير دوري الأبطال، الذي لن يتوج به سوى الفريق الذي يمتلك أقل عدد من نقاط الضعف.

وعند ذكر نقاط الضعف لن نستطيع تجاهل المدرب نيكو كوفاتش، الذي لم يقدم حتى الآن ما يدل على كونه الأجدر بقيادة أحد عمالقة أوروبا، من أي زاوية.

لا أحد يعرف تقريبا ما يميز كوفاتش عن أي مدرب آخر، سوى هونيس ورومينيجه، فهو لا يقدم كرة هجومية مدهشة، ولا أداء دفاعي منيع، ولا تجد له أي ملامح مميزة تذكر.

كما أنه ليس مدربًا جاذبًا للنجوم، مثلما كان حال جوارديولا أو أنشيلوتي على سبيل المثال، وهو ما يعد غريبًا بعض الشيء بالنسبة لأحد فرق النخبة في القارة العجوز.

وفي ظل إستراتيجية بايرن الحالية، القائمة على تطوير المواهب الصغيرة تخفيضًا للإنفاق، في خضم أسواق انتقالات فلكية، يحتاج النادي لمدرب لديه هذه القدرة التي لا يجيدها الكثيرون، حيث يتطلع معظم المديرين الفنيين، ومنهم كوفاتش، للنجم الجاهز، عوضًا عن صناعته.

لكن صانعي النجوم، وإن كانوا قلة، ليسوا منعدمين لحسن الحظ، وقد يجد بايرن أحدهم في الشمال، في هولندا بالتحديد، حيث يعد إريك تين هاج، المدير الفني لأياكس أمستردام، نموذجًا للمدرب القادر على تقديم المواهب للعالم.

وهو ليس بحاجة لإثبات ذلك، فنتائجه مع فريقه تتحدث عن نفسها، علاوةً على السحر الكروي الذي يقدمه أياكس، ومنجم مواهبه الشابة الذي خلب ألباب أوروبا، في الموسم الماضي تحديدًا.

ومع خبرته السابقة في بايرن ميونخ، عندما قاد فريق شباب النادي بين عامي 2013 و2015، يعد تين هاج الرجل المناسب لخلافة كوفاتش، الذي لا يجب أن تطول أيامه، إذا أراد البافاري تدارك موقفه الحالي.

كما يمتلك المدرب الهولندي فكرًَا هجوميًا، يعتمد على الكرة الشاملة، وهو أسلوب مشابه لفلسفة بايرن وعقيدته الكروية، بالإضافة لكونه تشرب الكثير بالتأكيد من جوارديولا، حينما كان الأخير مدربًا للفريق الأول بالنادي الألماني، والذي رغم فشله في جلب لقب دوري الأبطال، إلا أن الكرة الرائعة التي قدمها بايرن معه لن تُنسى.

وقد أرسل تين هاج إشارة خضراء لبايرن مؤخرًا، حينما قال في تصريحات صحفية إنه لا يستبعد العودة لحامل لقب البوندسليجا، إذا تلقى اتصالًا منه.

لكن الإدارة البافارية سيكون عليها ضغط أرقام هاتفه سريعًا، حيث لن يظل مدرب أياكس بمنأى عن أطماع الآخرين، ولا يُستبعد أن يدخل دائرة المرشحين لخلافة فالفيردي في برشلونة، أو جوارديولا في مانشستر سيتي، إذا لم تسر الأمور على ما يرام مع الناديين هذا الموسم.