رادولوفيتش .. #تحية

قد يكون من المُفيد التوقف "فنياً" عند ما قدمه رجال منتخب لبنان الكروي من أداء صلب أمام المنافس الكوري الجنوبي "المُتمرس" في سيوول، رغم "مرارة" الخسارة التي وقعت قبل ثمانين ثانية فقط من إطلاق الحكم لصافرة النهاية.

والحق يُقال إن المدرب رادولوفيتش نجح بامتياز في "غرس" الروح القتالية في نفوس اللاعبين الذين أخرجوا كل ما في جَعبتهم الفنية واللياقية في المباراة أمام "الشمشون" متسلحين بعزيمة وقوة وإصرار على مقارعة أفضل منتخبات القارة على أرضه وبين جماهيره..وهذا إن دل على شيء فهو يدل على "ذكاء" رادولوفيتش الذي يتعامل مع "القماشة" المتوفرة لديه من اللاعبين بأفضل طريقة ممكنة مبتعداً عن المبالغة في الطرح والطموحات .. بل ظهر كمن يتبع سياسة "الخطوة – خطوة" على طريق الوصول إلى منتخب قوي قادر المنافسة في الاستحقاقات القارية المقبلة .

صحيح إن المنتخب لعب المباراة أمام كوريا وهو تحت وطأة الضغط النفسي "المزعج" والناتج عن عدم وضوح مصير شطب نتائج الكويت من المجموعة السابعة، الذي من شأنه أن يغّير في معادلة "التأهل" إلى التصفيات المونديالية مباشرة عبر الدخول في عداد منتخبات "أفضل مركز ثاني"، لكن اللاعبين - رغم ذلك - ظهروا متماسكين، متضامنين، صامدين، في وجه الهجمات المكوكية لأصحاب الارض، بل إن بعضهم تفوق على نفسه مثل الحارس مهدي خليل الذي عاد بنا بالذاكرة إلى زمن علي فقيه وأحمد الصقر ..

ولعل ما كان لافتاً أيضا كلام كابتن المنتخب رضا عنتر الذي قال إن من يختبر وتيرة الأداء الميداني، يدرك مدى الضغط الذي مارسه الكوريون علينا ورباطة الجأش التي تحلّى بها اللاعبون ودفاعهم والمستميت وعطائهم حتى النهاية .

وبصرف النظر عن "القرار المنتظر والمؤجل" بشأن موضوع منتخب الكويت ،فإن منتخب لبنان مدعو غداً أمام مينمار إلى تقديم أوراق اعتماده الفنية مرة جديدة لتحقيق الفوز والظفر بالنقاط الثلاث التي ستدعم موقفه في الصراع "الغامض" على التأهل إلى التصفيات المونديالية .. وإن كنت اعتبر أن ما وصلنا إليه من حضور فني جيد يمكن التأسيس عليه للمنافسة بقوة على التأهل إلى كأس آسيا المقبلة في الإمارات عام 2019 خصوصاً بعدما أصبحت فرصة التأهل "أسهل" برفع عدد المنتخبات المتأهلة إلى 24 .

حسن الختام :

تبقى الكلمة الأخيرة للجماهيراللبنانية المدعّوة الثلاثاء لمواكبة المنتخب بكثافة في صيدا.. وتقديم نموذج "ناجح" للوعود التي تم الالتزام بها أمام القوى الأمنية بالتشجيع الحضاري والابتعاد عن الشغب "لفظياً" .. و"عملياً".