Reutersسعى ليفربول الإنجليزي لتعزيز صفوفه الصيف الماضي بهدف استعادة أمجاده تحت قيادة المدرب الألماني يورجن كلوب الذي بدوره امتلك فكرة واضحة عن اللاعبين الذين يرغب في استقطابهم.
أحد اللاعبين الذين راقبهم كلوب في الفترة التي قضاها مدربا لبوروسيا دورتموند في الدوري الألماني كان مدافع أوجسبورج راجنار كلافان، وبالفعل حصل ليفربول على توقيع المدافع لكن الجمهور بدا مستغربا نظرا لأنه لم يسمع بهذا الاسم من قبل.
التقرير التالي الذي نفتتح به سلسلة تقارير من أبرز نجوم كرة القدم في شرق أوروبا حاليا، يستعرض مسيرة هذا اللاعب المجتهد الذي مر بالكثير قبل أن يحظى بفرصة التألق.
المغمور الهادئ
حتى في ألمانيا، لم يتمتع كلافان بصيت كبير، فريقه ليس مرموقا مثل جاره البافاري بايرن ميونيخ، ومشاركته في الدوري الأوروبي الموسم الماضي اعتبرت إنجازا، لذلك فإن انتقاله إلى ليفربول تم بهدوء تام.
لكن سرعان ما بدأ أنصار ليفربول يتعرفون على مدافعهم الإستوني الجديد، وشارك كلافان (31 عاما) في مجموعة من المباريات المؤثرة وقدم مستويات مميزة، إلا أنه سرعان ما عاد إلى مقاعد البدلاء بعدما فضل كلوب عليه ديان لوفرين وجويل ماتيب.
وشارك كلافان في المباراتين الأخيرتين أمام ميدلزبره وإيفرتون وساهم في الحفاظ على شباكه نظيفة في المواجهتين.
أمام إيفرتون، كان كلافان أحد نجوم المباراة، بعدما أحكم السيطرة على البلجيكي لوكاكو، وأبعد برفقة لوفرين كافة الكرات العالية من أمام مرماه.
ويدرك كلافان أن عليه مواصلة القتال لكي يثبت قدميه كأساسي في ليفربول، فهو يأتي في الترتيب الرابع بالنسبة لخيارات كلوب في الدفاع وراء لوفرين وماتيب والبرازيلي لوكاس ليفا.
وربما أدرك كلوب بعد مباراة إيفرتون أن عليه منح لاعبه الإستوني دقائق لعب أكثر، خصوصا وأنه يتمتع بخبرة طويلة كلاعب دولي يملك 116 مباراة.
مسار مختلف عن قدوته
أراد كلافان في صغره أن يصبح لاعبا بارزا في خط الوسط، وكان زين الدين زيدان مثله الأعلى.
المدربون في بلاده وجدوا فيه مقومات المدافع التقليدي بسبب طوله الفارع (1.87 متر)، فلعب مباراته الأولى مع فريق إيلفا وهو في الـ 15 من عمره عام 2001، قبل أن ينتقل إلى تولفيك.
أثار كلافان انتباه المراقبين في إستونيا، وانضم إلى فلورا عام 2003، وفاز معه بلقب الدوري المحلي قبل أن يشد الرحال إلى النرويج ليقضي فترة إعارة قصيرة مع فاليرينجا لم تتكلل بالنجاح، ليختار بعدها هولندا كوجهته المقبلة، فوقع على كشوفات هيراكليس ألميلو الذي قضى معه 4 أعوام قبل أن يلعب مع ألكمار بقيادة المدرب لويس فان جال ويلعب دورا بسيطا في إحراز الفريق للقب الدوري الهولندي موسم 2008-2009.
استغلال الفرصة
أصبح كلافان مع ألكمار أول لاعب إستوني يشارك في دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا، لكنه في المقابل لم ينال ثقة المدربين رونالد كومان ومارتن هار وديك أدفوكات، قبل أن يؤمن جيرتيان فيربيك بقدراته ويمنحه مقعد دائم في التشكيلة الأساسية.
ومع أوجسبورج الذي انتقل إليه صيف عام 2012، ساعد الفريق على احتلال أفضل مركز في تاريخه بالبوندسليجا في موسم 2014-2015، عندما حل في المرتبة الخامسة وتأهل إلى الدوري الأوروبي ليثير إعجاب كلوب مجددا عندما خرج الفريق على يد ليفربول في الدور الثاني.
ودفع ليفربول 5 ملايين يورو لشراء خدمات كلافان الصيف الماضي، مما جعل الأخير أغلى لاعب إستوني في التاريخ، وبالتأكيد فإن كلوب ينظر إلى الصفقة باعتبارها ناجحة لكل المقاييس، ويبقى على اللاعب الحفاظ على موقعه الأساسي في التشكيلة بعد عودة جويل ماتيب من الإصابة.



