دي ماريا.. مسيرة المعاناة تحظى بأفضل ختام

أنهى أنخيل دي ماريا، نجم الأرجنتين، مشواره بقميص منتخب بلاده بأفضل طريقة ممكنة بعدما توج بلقب كوبا أمريكا 2024.

وانتهى مشوار دي ماريا الذي بدأ بمعاناة ومرارة، لكنه ابتسم له في نهايته، ورغم تقدمه في العمر إلا أنه نجح في أن يكون أحد أنجح لاعبي المنتخب في تاريخه بفضل أهدافه التاريخية في النهائيات المختلفة.

نصيحة طبيب

ربنا يبدو الأمر غير عادي ولا يصدق، لكن دي ماريا الذي يعد أحد أفضل اللاعبين الذين ارتدوا قميص الأرجنتين عبر التاريخ، بدأ لعب كرة القدم بناءً على توصية الطبيب.

فكان الصبي الصغير يعيش في منزل متواضع في حي إل تشوراسكو شمال روزاريو، ولا يتمكن والديه من ترويضه، كان يتنقل من مكان إلى آخر ولم يتوقف أبدا.

شعرت والدته ديانا بالقلق عليه فقررت استشارة أحد المتخصصين بسبب فرط نشاط الطفل الصغير، والذي اقترح عليه ممارسة الرياضة، وهنا بدأت فكرة لعب كرة القدم الأمر الذي من شأنه أن يغير حياته.

حياة دي ماريا لم تكن سهلة بل عاش الأمرين في بداياته بعدما بدأ طفولته في مساعدة والديه على تخفيف احتياجاتهم المادية.

وعمل مع والدته وشقيقته على تعبئة الفحم وتسليمه وتوزيعه، ليبدأ ممارسة كرة القدم وسط صعوبات كبيرة حيث كان يتنقل في بداياته رفقة والدته على الدراجة ويسافر 9 كم إلى الملعب. 

نقطة تحول

في أحد الأيام، عاد دي ماريا لمنزله وهو يبكي بعد التدريب وقرر التوقف عن اللعب، كان يبلغ آنذاك 15 عاما وأخبره أحد المدربين أنه جبان لأنه لم يقفز ليضرب الكرة بالرأس أو يقطعها.

وبعد حديث طويل مع والدته أقنعته ليعود، ومنذ ذلك اليوم، كلما بحث عنه أحد في الملعب وجده دائما في صالة الألعاب الرياضية يحاول اكتساب كتلة عضلية لأنه كان نحيفا طوال حياته.

لعنة البطولات الدولية

بدأ دي ماريا مسيرته مع التانجو في عام 2008 بمشاركته في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم، ووصل مع المنتخب إلى كأس العالم 2010 لكنه ودع البطولة من ربع النهائي.

وتجدد الفشل في كوبا أمريكا 2011 بوداع قاس أمام أوروجواي بركلات الترجيح من ربع النهائي.

وفي كأس العالم 2014 لعب أساسيا حتى دور الـ16 وتعرض لإصابة غاب بسببها عن نصف النهائي، ليجلس بديلا في النهائي بالخسارة أمام ألمانيا 1-0 بالوقت الإضافي.

ورغم تألق المنتخب في تلك الفترة ووصوله لعدة نهائيات مختلفة، إلا أن المحاولات باءت بالفشل، فخسر نهائي كوبا أمريكا 2015 أمام تشيلي، وتكرر الأمر في مئوية البطولة 2016 أمام نفس المنافس في المباراة النهائية.

وودع نسخة مونديال 2018 من دور الـ16 بعد الخسارة أمام فرنسا، كما سقط أمام البرازيل في نصف نهائي كوبا أمريكا 2019. 

رجل النهائيات

بدأت كرة القدم تبتسم لمخضرمي التانجو مثل دي ماريا وميسي في عمر متأخر، حيث كسر المنتخب لعنة البطولات الدولية بالفوز بنسخة كوبا أمريكا 2021.

دي ماريا نجح في فك نحس الأرجنتين، بعدما سجل هدف المباراة الوحيد في الفوز على البرازيل بالنهائي الذي أقيم في معقل السامبا بملعب ماراكانا.

وفي كأس الفيناليسما بين بطل الكوبا واليورو، اصطدم بإيطاليا في صيف 2022، في مباراة نجح فيها دي ماريا في تسجيل هدف خلال الفوز 3-0 والتتويج باللقب الثاني.

واستمرت البطولات بعدما ساهم أنخيل في فوز الأرجنتين بكأس العالم، بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح، حيث سجل أنخيل هدفا وصنع آخر.

وأخيرا، أنهى دي ماريا مسيرته الدولية بالطريقة الأفضل وبالشكل الذي يتمناه أي لاعب كرة قدم بفوزه بكوبا أمريكا 2024.