Getty Imagesتغزل ديدييه ديشامب، مدرب منتخب فرنسا، في لاعبه نجولو كانتي، نجم اتحاد جدة، بعدما استعان به خلال فترة التوقف الدولي الحالية.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي ينضم فيها كانتي لمنتخب فرنسا، بعد غياب عام كامل، حيث تعود آخر مشاركة له إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
ويستعد المنتخب الفرنسي لمواجهتي أوكرانيا وأذربيجان في الجولتين الأخيرتين من التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026.
إشادة كبيرة
قال ديشامب، خلال المؤتمر الصحفي التقديمي لمباراة أوكرانيا، اليوم الأربعاء: "كانتي لا يتغير أبدًا، فهو مبتسم بشكل دائم، ولاعب رائع، وما يزال في أفضل حالاته".
وأضاف: "كانتي يشارك باستمرار مع اتحاد جدة في الدوري السعودي وبطولة آسيا، ويقدم مستويات جيدة، لذا قررت الاستعانة به".
وتابع: "كانتي يمتلك الخبرة الكافية على المشاركة في العديد من المباريات مع النادي والمنتخب، فهو في أفضل حالاته كما ذكرت".
ماذا قدم كانتي بقميص فرنسا؟
سبق أن شارك كانتي بقميص منتخب فرنسا في 62 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها هدفين وقدم تمريرتين حاسمتين.
وتوج النجم الفرنسي بلقب كأس العالم 2018 في روسيا، بعد التفوق على كرواتيا في المباراة النهائية (4-2).
دور بارز
في كل مرة يرتدي فيها نجولو كانتي قميص المنتخب الفرنسي، يبدو وكأن توازن الفريق يعود إلى مكانه الطبيعي، فاللاعب الهادئ خارج الملعب، يتحوّل داخله إلى دينامو لا يهدأ.
يجمع كانتي بين الطاقة اللامتناهية والانضباط التكتيكي والذكاء الميداني، ما جعله أحد الأعمدة التي لا يمكن الاستغناء عنها في كتيبة "الديوك".
ومنذ ظهوره الأول مع فرنسا، فرض كانتي نفسه كأحد أفضل لاعبي الارتكاز في العالم، بفضل قدرته المذهلة على قطع الكرات واستعادتها دون ارتكاب أخطاء، إضافة إلى تمريراته البسيطة والفعالة التي تحافظ على نسق اللعب وتمنح زملاءه الثقة في البناء الهجومي.
وليس كانتي اللاعب الذي يسرق الأضواء بالأهداف أو المهارات، بل ذاك الذي يصنع الفارق في التفاصيل الصغيرة، في اللحظة التي تسبق الخطر بثانية واحدة.
ويُدرك المدرب ديدييه ديشامب جيدًا أن وجود كانتي في وسط الميدان يمنحه توازنًا دفاعيًا لا يقدّره إلا من يفتقده، فحين غاب نجولو عن المنتخب لفترات بسبب الإصابات، بدا الوسط الفرنسي هشًّا في الضغط والافتكاك، وهو ما انعكس على الأداء العام للفريق.
ومع عودته، تحوّل الإيقاع مجددًا؛ إذ يُغلق المساحات أمام الخصوم، ويمنح الحرية للاعبين الهجوميين مثل مبابي وغيره للتحرك دون القلق من فقدان التوازن الدفاعي.
وتكمن أهمية كانتي أيضًا في قدرته على تغطية مساحات شاسعة بسرعة خارقة، ما يسمح لفرنسا باللعب بخط دفاع متقدم دون خوف من الكرات المرتدة.
كما أن انسجامه الكبير مع زميله أوريلين تشواميني أو رابيو يجعل من الوسط الفرنسي أكثر صلابة ومرونة، قادرًا على مجاراة المنتخبات الكبرى بدنيًا وتكتيكيًا في آنٍ واحد.
ولا يمكن تجاهل الجانب القيادي الهادئ الذي يتمتع به كانتي؛ فهو لا يرفع صوته ولا يبحث عن العناوين، لكنه يلهم من حوله بمجهوده الصامت وإخلاصه النادر، وجوده في التشكيلة يمنح اللاعبين إحساسًا بالثقة والاستقرار، وكأن الفريق يطمئن بوجوده في قلب المعركة
ومع اقتراب بطولات كبرى جديدة، يظل كانتي هو الضمانة الذهبية لفرنسا في معارك الوسط، لاعب لا يتكرر، يجسد الفكرة البسيطة لكرة القدم الحديثة، أن النجاح لا يصنعه البريق وحده، بل العمل المستمر، والتضحية في صمت.
وحين يتحدث الجميع عن النجوم الذين يسجلون ويحتفلون، يبقى كانتي هو النجم الذي يجعلهم جميعًا قادرين على ذلك.
تشكيل فرنسا المتوقع
مايك مانيان، جوليس كوندي، دايوت أوباميكانو، ويليام ساليبا، لوكاس ديني أو ثيو هيرنانديز، نجولو كانتي، مانو كونيه، وفي الهجوم ريان شرقي بمركز صانع الألعاب أمامه أوليسيه يمينا وبرادلي باركولا يسارا، وكيليان مبابي كرأس حربة.
ويستعد ديشامب (57 عاما) لإنهاء مشواره الطويل مع الديوك بانتهاء مباريات الفريق في كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
من جانبه، فتح المدير الفني لمنتخب فرنسا، الباب أمام إمكانية العمل مدربا لأحد فرق الدوري السعودي للمحترفين "روشن".
وكشفت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن نادي اتحاد جدة الذي يضم بين صفوفه الثنائي الفرنسي المخضرم، كريم بنزيما ونجولو كانتي، مهتم بشدة بالتعاقد مع المدير الفني للديوك، ديديه ديشامب.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن مدرب المنتخب الفرنسي لا يزال يركز على مهامه مع المنتخب الوطني، وسيقرر مستقبله بعد كأس العالم المقبلة 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
ونقلت أن ديديه ديشامب، أثار التكهنات مجددا بشأن وجهته خلال مقابلة مع برنامج "تيلي فوت"، المذاع عبر قناة TF1، على هامش الإعلان عن قائمة المنتخب الفرنسي يوم الخميس الماضي، لشهر نوفمبر/ تشرين أول الجاري.
وأشار البرنامج إلى أن مدرب المنتخب الفرنسي قال "لقد تلقيت بعض الاتصالات (من أندية سعودية)، ولكن لن أذكر أسماء، لكنهم يعرفون وضعي".
وأضاف البرنامج الفرنسي: "بمجرد اتخاذي قرارًا، ولن أتراجع عنه، هذا واضح، سأكون متفرغًا بعد المواعيد النهائية المحددة، ولا أستبعد أي شيء".
ويعمل ديديه ديشامب مديرا فنيا لمنتخب فرنسا منذ صيف 2012 خلفا لزميله لوران بلان الفائز معه كلاعب بلقب كأس العالم 1998 التي استضافتها بلاده.



