إعلان
إعلان

ديربي المغرب تاريخ حافل بالصراع والمنافسة المثيرة

KOOORA
19 ديسمبر 201505:30
أرشيفية

"لا صوت يعلو على صوت الديربي بالمغرب"، فحين يحين موعد الديربي لا حديث و لا نقاش ينصب على غير هذا الحدث الكروي الكبير و الذي يحظى بمتابعة إعلامية كبيرة حتى خارج المغرب،و هو الأمر الذي تضاعف بالسنوات الأخيرة و السبب هو الإحتفالية التي أصبح يقدمها أنصار الناديين و اللوحات الفنية المميزة و الرائعة التي يوقعون عليها بالمدرجات، و التي كانت محط دراسة من مواقع مختصة و وسائل إعلام أجنبية ( ألمانية و إيطالية و تركية ) واكبت الحدث باهتمام بالغ.

الديربي المغربي الذي يصل هذه السنة محطته 119 و يخلد سنته أل 60 مر من محطات مد و جزر تفاوت خلالها المردود الفني و الحصيلة الرقمية،و التي لم تكن تتشابه، بين دربيات بلغت الذروة و أخرى كانت للنسيان.

الرجاء نشأ من رحم الوداد

ما يميز الوداد و الرجاء كونهما خرجا من نفس الرحم و كان مؤسسهما هو نفسه،الراحل العفاني الشهير في الأوساط الكروية و الرياضية المغربية بلقب" الأب جيكو"

فقد حدث ذات يوم و بالضبط أواخر خمسينيات القرن المنصرم أن غضب الأب جيكو من الوداديين و شعر ببعض التنكر لما أسداه لهذا النادي الذي كان قد أسسه و ارتبط به لسنوات، ليقرر في لحظة غضب و انفعال إنشاء ناد منافس بنفس المدينة و سماه ب" الرجاء البيضاوي".

و ارتبطت في ذاكرة المغاربة عبارة شهيرة للأب جيكو بعد هذا القرار موجها خطابه للوداديين" سأنشئ لكم ناديا يتقاسم معكم اوكسجين وهواء الدار البيضاء".

في حين ردد بعض الوداديين  اللزمة الشهيرة" غضب الأب جيكو في 5 دقائق ليتسبب لنا في معاناة عمرها 50 سنة" في إحالة على المنافسة الشرسة التي فرضها الرجاء على الوداد الذي سبقه للظهور و الألقاب أيضا.

دربيات خالدة بنكهة الإثارة

من المفارقات المثيرة في مسار الديربي كون الأول منه انتهى لفائدة الرجاء حديث العهد و النشأة بفضل الهدف الشهير للاعب الوجدي في مرمى الحارس السوبيس و يومها كان الوداد مجربا و مدججا بالنجوم و فريقا مرعبا لمنافسيه.
كما كان الأب جيكو مؤسس الوداد هو من قاد الرجاء لتحقيق الإنتصار بهذا الديربي الإفتتاحي.

و لم يشهد ديربي نهاية سبعينيات القرن المنصرم نهايته و هو الديربي الذي مازال الجدل مثار بشأنه ليومنا هذا، من خلال قفشات ودادية سخرت من انسحاب الرجاء و الذي جاء احتجاجا على ركلة جزاء وصفوها بالكاريكاتورية و الخيالية للحكم حجان ضد حارسهم مخلص.

والمثير أنه من كان وراء قرار انسحاب الرجاء هو المدرب الحالي للمنتخب المحلي المغربي محمد فاخر بسبب تقدم لاعب الرجاء السابق بتشو للتسديد بمرمى فريقه.

و برز ديربي أواخر التسعينيات و كان مدرب الرجاء هو محمد فاخر و الذي يحفل سجله برقمين كبيرين كونه المدرب الوحيد الذي قاد الرجاء لأكبر انتصار في تاريخ الدربيات ب ( 5-1) في مباراة جرت شهر رمضان بمسابقة كأس العرش و عاد سنة 2012 ليهزم الوداد في ذات المسابقة ب (3-1).

وخسرالوداد دربيا بالقلم بعدما هزم الرجاء بثلاثية و السبب إشراكه للاعب أيت العريق غير المؤهل قانونيا، كما ظل دربي قاد الوداد للقب بعد صاروخ سدده لاعبه اللويسي من الدربيات الخالدة و كان ذلك سنة 2006 و عرف بدربي تسونامي.

أسر فرقها هوى الديربي

ما يميز دربي المغرب هو مشاهد الإحتفالية بالمدرجات غير أن هذه الّإحتفالية تمتد لتشمل محيط الأسر المغربية و البيضاوية على وجه الخصوص، بسبب الطقوس الإستثنائية التي ترافق متابعته.

أسر فرقها هوى و عشق أحد الغريمين و كثيرا ما تسببت نتيجته في خصومات و سجال يمتد لفترة طويلة، إذ تم تقديم نماذج لزوج ودادي و زوجة رجاوية أو العكس دون الحديث عن اختلاف مذهب العشق بين أبناء نفس الأسرة بكل الإثارة التي يخلفها هذا الإختلاف .

رؤوس طارت بسببه

الخسارة في الديربي لا تشبه باقي الهزائم و الإنتصار كذلك يرفع صاحبه للعالي و عدد من نجوم الفريقين ظلت أسماؤهم محفورة بالذاكرة لسنوات طويلة بسبب إنجازاتهم بالدربي.

المدربون أكثر من يتوجسون من الديربي لأنه المباراة المفصلية التي قد تكون سببا في خروج صاحبها نهائيا من قلعة النادي المنهزم و الأمر حدث قبل 6 سنوات من الآن مع مدرب المنتخب المغربي الحالي الزاكي بادو، إذ أن خسارته من الرجاء بهدف لصفر 3 جولات قبل النهاية كانت سببا في رحيله.

المفارقة أن الزاكي رحل و حل فخر الدين مكانه و في نهاية المطاف الوداد هو من توج باللقب بخدمة و مساعدة من نادي الجيش الملكي في مباراة هزم فيها الرجاء في آخر دورة و منح الحمر درع الدوري..

حكاية الإتفاق على التعادل

لا يخفى على المغاربة هذا الأمر،و كثيرا ما طغى نقاش عقب بعض مباريات الديربي التي انتهت بالتعادل بالتأكيد على أن اتفاقا مسبقا صيغ بهذا الخصوص لجر المباراة لبر الأمان و تفادي حدوث انفلاتات أو أحداث شغب،و تم ربط بعض التعادلات بدواعي أمنية خالصة فرضها الهدوء الذي يجب أن يعم مدينة الدار البيضاء بتجنب خسارة طرف من طرفي الديربي بكل ما قد يترتب عن هذا الأمر من هيجان و توتر للأعصاب.

مؤخرا خرج سعيد الناصيري رئيس الوداد ليدلي بتصريحات مختلفة لوسائل الإعلام المغربية أكد من خلالها أنه لا وجود لاتفاق مسبق مع رئيس الرجاء و انه يتحدى من يثبت العكس ووعد جماهير الوداد بتحقيق الإنتصار للبقاء في صدارة الترتيب في حين أكد بودريقة أنه لا يرى مجالا للإتفاق على التعادل لكونه فريقه يملك حظوظ قهر منافسه و سيكون من الغباء القبول بفكرة الإتفاق على التعادل لاستحالة حدوث الأمر.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان