AFPتحوّل مشوار فرنسا في نهائيات كأس العالم إلى انتصار للمدرب ديديه ديشامب، الذي فاز على أولئك الذين اعتبروا أنه بقي طويلاً في منصبه.
الفوز على إنجلترا (2-1) السبت ضمن أن فرنسا ستواجه المغرب في نصف نهائي المونديال يوم الأربعاء، ومهما كانت النتيجة هناك، سيكون ديشامب حرا في تقرير ما إذا كان يريد تمديد فترة توليه لمنصبه الذي يشغله منذ 10 أعوام.
وقال ديشامب بعد تحقيق الهدف الذي حدده له رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو غريت: "الكرة الآن في ملعبي وأنا سأقرّر. سأكون هنا في نصف النهائي وبعدها سنرى. كل شيء في وقته".
وأضاف: "الرئيس سعيد. الكثير من الناس سعداء. لكني أريد أن أتذوق طعم العودة إلى المربع الأخير. أفكر في يوم الأربعاء وليس في أشياء أخرى".
وعُيِّن ديشامب مدربا للمنتخب في يوليو/تموز 2012 على أنقاض فشل مونديال جنوب إفريقيا 2010 وبعد الاستغناء عن خدمات لوران بلان الذي أمضى عامين مع "الديوك".
وقاد "ديديه" المنتخب إلى قمة الكرة المستديرة، بالتتويج العالمي الثاني في مونديال روسيا 2018، عقب خسارة نهائي كأس أمم أوروبا 2016 على أرضه أمام البرتغال صفر-1.
ولكن منذ التتويج الروسي، تراجعت نتائج فرنسا، مع إقصاء فجائي من ثمن نهائي كأس أمم أوروبا 2021 أمام سويسرا (5-4بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي)، رغم عودة كريم بنزيما من العزلة الدولية.
ومع توفر زين الدين زيدان الذي يبدو أنه جاهز ليصبح مدرب فرنسا المقبل، يمكن القول إن كأس العالم في قطر كانت التحدي الأكبر لديشامب حتى الآن.
بدا أن حامل اللقب قد تأثر بالإصابات التي طالته في البطولة، فحُرم من لاعبي خط الوسط الأساسيين بول بوجبا ونجولو كانتي، ثم من بنزيما في تدريبات ما قبل المباراة الأولى.
تساءل كثيرون عما إذا كانت فرنسا ستمضي إلى مصير الأبطال الثلاثة السابقين، إيطاليا وإسبانيا وألمانيا، الذين خرجوا جميعاً من دور المجموعات التالي بعد حصد اللقب.
وقالت صحيفة "لو باريزيان" في افتتاحيتها الأحد "سوف نعترف بأننا شكّكنا في ديديه ديشامب قليلاً. تساءلنا عمّا لو أنه لم يمكث في منصبه طويلاً، وإذا لا يزال يملك سحره".
وأضافت "لقد جاء إلى قطر محاطاً ببعض الشكوك. لكن تلك الشكوك تبددت. وكأن شيئاً لا يمكن أن يوقف هذا المنتخب الفرنسي. فرنسا التي تفوز. فرنسا ديشامب".
برز أوليفييه جيرو بشكل مذهل في غياب بنزيما، حيث سجل المهاجم المخضرم أربع مرات في قطر، بما في ذلك هدف الفوز ضد إنجلترا.
قرر ديشامب قبل البطولة أن يتخلى عن تجربته مع دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، ويعود إلى طريقة 4-3-3.
الأهم من ذلك، أنه حلّ معضلة خط وسطه من خلال تحويل المهاجم أنطوان جريزمان إلى أحد أفضل صانعي الألعاب في البطولة.
كان لاعب أتلتيكو مدريد متألقاً مرة أخرى ضد إنجلترا، رغم تراجع لياقته مع انطلاقة كأس العالم ومن دون أي هدف دولي منذ أكثر من عام.
قال النجم الأسبق لـ"الديوك" الذي ظفر بكأس العالم 1998 إلى جانب ديشامب، دافيد تريزيجيه لوكالة فرانس برس إن المدرّب وزميله السابق "على دراية بجودة لاعبيه ونجومه، في كأس عالم يحتاج نوعاً ما إلى القليل من النصائح بدلاً من الاضطرار إلى القيام بالكثير من العمل الشاق".
وأضاف أن "ديشامب فهم لاعبيه وتمكن من إقناعهم جميعاً ببذل أقصى ما في وسعهم".
هناك هالة حيال اللاعب السابق البالغ من العمر 54 عاماً والذي يرتبط اسمه بأعظم لحظات المنتخب الفرنسي على مدار ربع القرن الماضي.
كان ديشامب قائداً للمنتخب الفرنسي في أول لقب مونديالي في العام 1998، وحصد بطولة كأس أوروبا في العام 2000، قبل أن يظفر بالمونديال كمدرّب في روسيا قبل أربع سنوات.
سجلّ المنتخب الفرنسي في البطولات الكبرى مؤخراً هائل. فقد فازوا مرتين من النسخ الست الماضية من كأس العالم، وبلغوا نهائياً آخر من دون الفوز في مونديال 2006.
قادهم ديشامب أيضاً إلى نهائي كأس أوروبا 2016، وباتت فرنسا الآن على بعد مباراة واحدة فقط من خوض نهائي كأس العالم.
قال مساعده غي ستيفان "إنه هادئ للغاية. لقد أعدّ لهذه المنافسة بشكل جيد".
وأضاف "كان يعرف بالضبط ما يريد القيام به. لديه خبرة البطولات الكبرى، وهذه الخبرة تفيد المنتخب".
إذا فازت فرنسا على المغرب، ثم بالمباراة النهائية، فسيكون ذلك المنتخب الأول منذ 60 عاماً الذي ينجح في الدفاع عن لقبه، وسيكون ديشامب أول مدرب يفوز باللقب مرتين منذ المدرّب الإيطالي الداهية فيتوريو بوتسو في الثلاثينيات.



