
يرى الكثير أن توقف الحياة في ملاعب كرة القدم يُـشير إلى وجود ضيق تنفس في الجسد الرياضي, فالكرة التي تُركل بالقدمين هي عصب الرياضة و هي جالبة الأفراح حتى في أشد الظروف التي تعيشها البلدان.
و ليبيا ليس استثناءً عندما فاز منتخبنا الوطني لكرة القدم ببطولة الشان و أدخل الفرحة في قلوب شعب كامل، رغم بعض الأمور التي كانت تكدر معيشة الكثيرين, ولأنّ القدر لم يـَـسمح بعودة الحياة إلى ملاعبنا لم تـَـعـُـد الكرة تُركل في المستطيل الأخضر و لا الجماهير تصدح بالهتافات، فأصبح دورينا لكرة القدم متوقفا حتى إشعارٍ آخر، فتوقفت منظومة الكرة فلا اللاعبين تقاضوا مرتباتهم و لا المدربين استلموا مكافاتهم.
وعاد توقف دورينا بالسلب على الجانب الاقتصادي عندما تأثرت بعض المرافق الحيوية كالمطارات والفنادق..
بعد توقف المنافسات في دورينا الليبي لسنتين كاملتين بدأت ملاح عودته من جديد عندما أعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم عن نيته في تحريك قطار الدوري, ولكن رجالته اصطدموا بواقع صعب تعيشه الأندية الليبية، فخزينة فرقنا شحيحة المال و لا تملك ما يسد احتياجاتها لتسديد مكافآت لاعبيها و مدربيها و لم تستطيع إعداد التجمعات الإعدادية.
ومع صعوبة تحريك عجلة دورينا يُـحّـتـم علينا إعادة منافساته من جديد لاعتبارات كثيرة, فكرة القدم أضحت عاملا مهما في بناء المجتمعات لدى الكثير من الدول, لأنها تُبعد شريحة الشباب عن طـُــرق الانحراف، فعندما تُلعب المباريات تجد الجماهير تملئ المدرجات أو تتسمر أمام الشاشات أو تتبادل الحديث عن المباريات بعيدا عن تجاذبات السياسة و هموم الوطن.
وحتى مع توفر الدعم المالي ثمت مشكلة أخرى يجب أن تُحّـل وإلاّ سيبقى الدوري مجمدا.. فاتحاد الكرة قرر صعود خمسة فرق إلى الدوري الممتاز دون استشارة الفرق المعنية، ومع رفض العديد من فرق الأضواء على قرار صعود الفرق، وجد اتحاد الكرة نفسه في موقف مُحرج بعدما خرج بلائحة كانت حبيسة الأدراج، وتنص المادة رقم 12 بأنّ أي صعود للدرجات الأعلى لا يتم إلاّ بتصويت الفرق المعنية.
وهذا ما يسعى لفعله اتحاد الكرة، و في ظل غياب الدينار يبقى دورينا المحتار مجهول الموعد والعنوان.
نقلا عن صحيفة اسواق الليبية
قد يعجبك أيضاً



