
انتفاضة فنية قدمها منتخب عمان الأولمبي، في مشاركته الأخيرة ببطولة غرب آسيا، التي أقيمت في العراق، ما عكس اتجاه الرأي العام الرياضي في السلطنة تجاه تقييم المنتخب ومديره الفني الوطني، أكرم حبريش، بعد فترة طويلة من انتقاد المستوى الفني للأحمر.
فرغم خسارة المنتخب الأولمبي في مباراة الدور قبل النهائي أمام نظيره العراقي، إلا أنه قدم أداءً فنيا راقيا، في البطولة بوجه عام، وفي مباراة نصف النهائي بوجه خاص، إلى الحد الذي دفع كثير من المراقبين إلى وصف فوز المنتخب العراقي بأنه غير مستحق فنيا.
وجاءت انتفاضة الأولمبي العماني عكس مسار منتخبات الناشئين والشباب في السلطنة، إذ لم يقدم منتخبا الشباب والناشئين المستوى المأمول منهما في البطولات الخليجية والتصفيات الآسيوية، ولأول مرة يخفق منتخب الناشئين في التأهل لكأس آسيا.
ولذا شدد خبير الكرة العمانية، مدرب منتخب الناشئين السابق، هلال العوفي، في تصريحات سابقة لـ "كووورة"، على ضرورة مراجعة الاتحاد العماني لكرة القدم لمسار المنتخبات الوطنية، مشيرا إلى أن توقف تطوير اللاعبين وعدم الاستمرارية في الإعداد الخاص بالمنتخبات وتراجع الاهتمام بالمراحل السنية الصغيرة في الأندية.
لكن حبريش قاد المنتخب الأولمبي نحو تطور نوعي، دفع المراقبين للإشادة بمستواه رغم الهزيمة والخروج من قبل نهائي غرب آسيا، وهو ما عبر عنه المدير الفني للأحمر الأولمبي نفسه بعد نهاية مباراة العراق، بقوله إن نتيجة المباراة "لا تعبر عن سيرِها".
ويعد حارس المرمى، مازن بن صالح، من أبرز مكتسبات "غرب آسيا" للأحمر الأولمبي، بعدما قدم مستويات استثنائية، أهلته لاختيار اللجنة المنظمة له كأفضل حارس مرمى في البطولة.
كما قدمت نسخة حبريش الجديدة للمنتخب الأولمبي مكتسبا هاما على الصعيد الدفاعي، إذ دخل مباراة نصف النهائي بشباك نظيفة، ما يعني عدم استقباله سوى هدف واحد طوال البطولة.
من هنا تكتب مشاركة المنتخب الأولمبي العماني في دورة الألعاب العربية، المقررة في الجزائر، أهمية خاصة، إذ قد تمثل تأكيدا لمسار الانتفاضة الفنية بقيادة حبريش، أو العودة إلى فصول الأداء الباهت السابقة.
وتضم مجموعة المنتخب العماني، في البطولة التي تقام في الفترة من 2 إلى 14 يوليو/تموز المقبل، كلا من: لبنان والجزائر والسودان، ضمن المجموعة الأولى، فيما تضم المجموعة الثانية: السعودية وسوريا وفلسطين وموريتانيا.
وتعد مباراة لبنان بمثابة تكرار لمواجهة الأولمبي العماني مع نظيره في بطولة غرب آسيا الأخيرة، ما يعزز الدلالات الفنية التي ستعكسها المواجهة في 5 يوليو/تموز المقبل.
والمباراة هي الثانية في مشوار الأحمر الأولمبي في دورة الألعاب العربية، إذ تسبقها مباراة الجزائر في 2 يوليو/تموز، وتلحقها مباراة السودان في 8 يوليو/تموز.



