Reutersفي رواية "الفيل الأزرق" يبتلع بطل الفيلم حبة زرقاء تذهب به إلى عالم آخر مليء بالأمور الخارقة للعادة.. كذلك أنجبت بلاد ساحل العاج موهبة كروية كان اللون الأزرق نقطة انطلاقها نحو تحقيق المجد ودخول التاريخ من أوسع أبوابه.
يستعرض كووورة مسيرة النجم الإيفواري ديديه دروجبا، الذي أعلن اعتزاله بعد مشوار طويل اختتمه في فريق فونيكس رايزينج الأمريكي، ببلوغ 40 عاما.
لم يلعب دروجبا لأي فريق محلي في بلاده، بل بدأ ممارسة كرة القدم كأي طفل في شوارع أبيدجان، قبل أن ينتقل إلى فرنسا في سن الخامسة ليقيم مع عمه، إلا أنه عاد بعد 3 أعوام فقط، قبل أن تجبر الظروف أسرته على شد الرحال مجددا إلى فرنسا، بعدما فقد والداه العمل الخاص بهما.
ولد النجم الإيفواري المعتزل في 11 مارس/ آذار 1978.. بدأ مسيرته مع كرة القدم الاحترافية كلاعب ناشئ ببعض أندية الهواة في فرنسا مثل فان وليفالوا، قبل أن تلتقطه أعين الكشافين بنادي لومان، ومنه انتقل إلى جانجون.
سلم المجد
بعد عام واحد فقط في جانجون، أثبت ديديه دروجبا قدراته، لينتقل إلى مارسيليا ويواصل التألق متأثرا بسحر اللون الأزرق السماوي، الذي خلعه بعد موسم واحد أيضا، ليصعد السلم المجد بارتداء قميص البلوز تشيلسي.
مع الفريق اللندني توج دروجبا بكل البطولات المحلية والقارية على مدار 8 سنوات، داخل جدران ستامفورد بريدج، حيث كان ركيزة الأساسية للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي أهدى لقب الدوري الإنجليزي للبلوز بعد غياب دام 50 عاما.
كما حقق اللاعب المخضرم إنجازات ملموسة خلال تجربته القصيرة في تركيا مع جالاتا سراي، بالفوز بـ3 ألقاب محلية (الدوري والكأس وكأس السوبر).
تجارب للنسيان
لم تخل مسيرة دروجبا من المحطات التي لم يترك بها بصمة مؤثرة، وربما دفع ثمن مغامرة غير محسوبة أو الاستسلام أمام عرض مغري لا يمكن رفضه بالانتقال إلى شنغهاي شينهوا الصيني لعدة أشهر.
وقد يكون الدافع الثاني استجابة نجم تشيلسي السابق لجوانب دعائية وتسويقية، وقبول استغلال شهرته في زيادة شعبية أندية أخرى مثل مونتريال إمباكت الكندي وأخيرا فونيكس رايزينج.
التاريخ والعقدة
على المستوى الدولي، حقق ديديه دروجبا عدة إنجازات تاريخية أبرزها قيادة منتخب بلاده للتأهل لكأس العالم لأول مرة في تاريخه، بالنسخة التي استضافتها ألمانيا عام 2006، كما قاد الأفيال للتأهل أيضا للمشاركة في مونديالي 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل.
بقميص المنتخب الإيفواري، حقق ديديه دروجبا كل ما يحلم به أي لاعب مع بلاده، حيث حمل شارة القيادة ولعب أكثر من 100 مباراة دولية، وبات الهداف التاريخي لمنتخب بلاده، ونال جائزة أفضل لاعب في أفريقيا مرتين.
إلا أن العقدة الوحيدة التي صادفته هي الفشل في التتويج بكأس أمم إفريقيا، حيث خسر اللقب مرتين بركلات الترجيح في المباراة النهائية عام 2006 أمام مصر، و2012 أمام زامبيا.
في 8 أغسطس/ آب 2014، أسدل دروجبا الستار على مشواره الدولي بإحراز 63 هدفا في 104 مباراة، وبعد اعتزاله دوليا بأشهر قليلة، توج منتخب بلاده بكأس أمم أفريقيا أوائل عام 2015.
قد يعجبك أيضاً



