داليتش.. من مدرب مغمور إلى كاتب تاريخ كرواتيا الحديث

قبل نحو 8 أعوام، دخل الكرواتي المغمور حينذاك، زلاتكو داليتش يرافقه وكيل أعماله الألباني إلير حليلي، صالة القدوم داخل مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية (الرياض)، ولم يكن في استقبالهما، سوى مسؤولين من نادي الفيصلي السعودي، أحدهما الرئيس فهد المدلج، والآخر الإداري محمد المطيري.

بدأ زلاتكو في يونيو/حزيران 2010، مهامه في المنطقة العربية كمدرب للفيصلي الذي يشارك للمرة الثانية في تاريخه بدوري المحترفين السعودي، وبعد نحو عامين، خطف الهلال السعودي ذلك المدرب الكرواتي المؤسس لثورة الفيصلي.

انتقل زلاتكو إلى مهمة جديدة في المنطقة العربية بعد أن تولى قيادة العين الإماراتي عام 2014 وتوجه معه بدوري الخليج العربي عام 2015، خلفًا للخبير الإسباني كيكي فلوريس.

لم ينج مدرب كرواتيا الحالي من لقب (المدرب العاطل) لنحو 9 أشهر، منذ أواخر يناير/كانون الثاني 2017 حين قدم استقالته لإدارة العين، وحتى أكتوبر من العام نفسه، يوم إعلانه مدربًا للمنتخب الكرواتي خلفًا للمقال أنتي شاشيتش، أثناء سير تصفيات كأس العالم 2018.

واتسمت مسيرة زلاتكو بالنجاح مع كرواتيا منذ المباراة الأولى، حين انتصر على أوكرانيا ضمن منافسات الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة التاسعة في تصفيات أوروبا، ثم انتزع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بطاقة الملحق المؤهل لمونديال روسيا من الفرصة الأخيرة.

وجدد الاتحاد الذي يرأسه أيقونة كرة القدم الكرواتية دافور سوكر مع المدرب زلاتكو، بعد تجاوز اليونان خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في مباراتي الملحق النهائي المؤهل إلى كأس العالم.

لفت المدرب، الأنظار إليه، بتكرار إنجاز مونديال 1998، حين صعدت كرواتيا إلى نصف نهائي كأس العالم، للمرة الأولى، خلال النسخة التي أقيمت في فرنسا.

وعادت كرواتيا إلى المربع الذهبي من جديد في نسخة روسيا الحالية، إذ فازت في مبارياتها الثلاث بدور المجموعات وتصدرت المجموعة الرابعة، متفوقة على الأرجنتين صاحبة المركز الثاني، قبل أن تتخطى الدنمارك بركلات الترجيح في دور الـ16، ثم أخيرصا تقصي منتخب روسيا المستضيف بالطريقة ذاتها في ربع النهائي.