يتحدث الانجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، ويحمل جيشاً من الهواتف النقالة،
يتحدث الانجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، ويحمل جيشاً من الهواتف النقالة، ينام ساعات قليلة، ويمتلك أسطولاً من 200 لاعب ربما تبلغ قيمتهم أكثر من 650 مليون يورو وأكثر، يكسب الملايين في كل عام، برتغالي الجنسية وله من الإسم "خورخي مينديز" الرجل الذي حقق اعترافاً فلكياً بقدراته في السوق الأوروبية حتى قبل أن يصل لعامه الأربعين.
خورخي مينديز، إسم يتكرر في عالم كرة القدم الحديثة مع كل سوق إنتقالات بل حتى أثناء الموسم، رجلٌ رائدٌ في مجال وكالة اللاعبين وبلا شك سبب وراء نجاح نجوم مثل كريستيانو رونالدو وريكاردو كارفاليو وجوزيه مورينيو وأسماء كثيرة جداً خارج الملعب.
ففي غضون 15 عاماً، تحوَّل خورخي مينديز صاحب النادي الليلي في إحدى مدن البرتغال إلى ما هو عليه اليوم كأقوى وكيل أعمال ووسيط انتقالات في القارة العجوز بأسرها محققاً لإسمه شُهرةً واسعةً وهو الذي كان يحلم في طفولته بأن يصبح لاعب كرة قدم لتمر الأيام ويكون وكيل لمئات لاعبي كرة القدم.
وبالرغم من أن والده كان بعيداً عن كرة القدم حيث كان يعمل كموظف في شركة "بيتروغال" للنقط في البرتغال إلَّا أن الرياضة لعبت دوراً كبيراً في تنشئة خورخي مينديز والذي كان في طفولته وتحديداً عند الثامنة من عمره قد كرس وقته لألعاب القوى، والكاراتيه وكرة القدم بالصورة الكبرى ليمنحه والده فرصة اللاعب في فريق كرة القدم الخاص بهذه الشركة الكبيرة في البرتغال.
وبعد أن أنهى دراسته الثانوية وخدم العسكرية انتقل مينديز من لشبونة إلى مدينة فيانا دو كاستيلو في شمال البلاد حيث أراده شقيقه الأكبر في جانبه وهو مدير إحدى الشركات الكبيرة المختصة بإدارة الأعمال هُناك في فيانا، ولكن هذا لم يمنع مينديز من طموحه الكروي حيث لعب كجناح أيسر في أحد أندية الدرجة الثالثة في البرتغال وهو نادي فيانينس ولأنَّه كان يريد إرسال رسالة قوية بأنَّه أحد الناجحين مستقبلاً في مجال إدارة الإعمال ورغم كونه ما زال في العشرين فقط افتتح مينديز متجراً لألعاب الفيديو سمَّاه "ساموي" فيديو ليبرهن منذ شبابه على نظرته القوية في مجال إدارة الأعمال.
المُتنفس لعشق الكرة أكمل مسيرته كلاعب ولكنَّها لم تتعدى مرحلة الدرجات المتدنية حيث لعب في ناديين آخرين بعيداً عن فيانينس وكان إحداهما قد ربطه بعقد لاعب إضافةً إلى مسوق للنادي في الوقت ذاته ومُنظم إعلاني لهم حيث ارتأوا في اللاعب تلك النظرة المميزة في الإدارة والتسويق قبل أن ينتهي فصل كرة القدم في سن الـ 30 لخورخي مينديز الذي لم يكن يمتلك القدرات كلاعب والتي تخوله ليكون لاعباً كبيراً، ولكنَّه لم يكن يعلم أنَّ فصلاً آخر في مكانٍ آخر ينتظره.
وعاد في حقيقة الأمر مينديز لإمتلاك ملهىً ليليّ من جديد وكان في كامينيا المدينة الشمالية من البرتغال، وهُناك بدأت تُحاك قصة رواية جديدة لهذا الرجل الذي التقى في ناديه بحارس شاب يبلغ من العمر 22 عام فقط واسمه نونو اسبيريتو سانتو، وكان آنذاك حارساً لفيتوريا غيمارايش. وكان الحارس يريد الانضمام لبورتو زعيم الكرة البرتغالية ولكن التنافس بين الناديين حينها كان شرساً ما يعني أنه من غير المرجح التوصل الى اتفاق وهُنا تدخل خورخي مينديز الذي تربطه علاقات جيدة في إسبانيا ليُنهي أولى خطواته في هذا المجال ويُتم إنتقال اللاعب إلى ديبورتيفو لاكورونيا في عام 1996.
وبلا شك أن تكون مالكاً لملهىً ليلي فأنت ستبني علاقات واسعة مع كثير من رجال الأعمال وكثير من أصحاب رؤوس الأموال والمشاهير في بلدك بل وستصل لأبعد من هذا، ولأنَّ كرة القدم تحمل قاعدةً تقول: "إذا كُنت في صنعة، فكُن فيها لا بغيرها، فإذا كنت جيداً ولديك الطموح فسوف تحقق النجاح بلا شك." ومن منطلق هذه القاعدة بدأت مسيرة خورخي مينديز مع مجاله الجديد في الموسم التالي لإتمامه صفقة سانتو إلى ديبورتيفو لاكرونيا.
فقد أتم لاحقاً في الموسم الذي تلاه صفقة كوستينيا من أحد أندية البرتغال في الصف السفلي إلى موناكو كما قدَّم ضربته القوية في الوسط البرتغالي بنقل جيداياس كابوتشو نيفيس من جيمارايش للغريم بورتو لتفتح أبواب المجد في هذا المجال على مصراعيها لهذا الرجل الذي بات حينها في البرتغال الرجل الأول في وكالة اللاعبين في صراعٍ مع ذي الخبرة خوسيه فيجا الذي كان وكيل أعمال كثير من مشاهير اللعبة مثل جواو بينتو، فيجو، زيدان وآخرين.
صراعٌ كان قد بدأ مع عام 2000 بشكلٍ جُنوني بين الموكلين، واشتعل الصراع بينهما حين أقال رئيس نادي بورتو فيجا من مهامه كوكيل للنادي الشهير بعد الخلاف حول سيرجيو كونسيساو ما شاب الصفقة آنذاك من مشاكل بين الموكل والنادي ليكون خورخي منيديز البديل عنه في بورتو، أمر كان كشرارة أشعلت لهيب المنافسة بينهما فقام فيجا ذو الصوت الكبير بنقل عدة لاعبين من بورتو أمثال درولوفيتش، فيهير، جواو مانويل بينتو و زاهوفيتش للمنافس الأول بنفيكا.
وما كان من مينديز إلَّا أنَّ ردَّ بسرعة قصوى على هذه الحركة فساهم برد فعل كبير بنقل عدد من اللاعبين مثل كانديدو، كوستا، وديكو في الاتجاه المعاكس ليؤكد أنَّه لن يكون لقمة سائغة أبداً بل سيكون رجل السوق الأول في البرتغال.
واشتدَّ الصراع بينهما بشكلٍ جنوني في مارس من 2002 حين شوهد كليهما في نقاش حاد كاد أن يصل للمضاربة في مطار لشبونة حول أفضل لاعب في العالم 2001 لويس فيجو حيث كان يسعى كليهما للظفر بخدمات هذا الأفضل في العالم وإن كانت الكلمة الختامية في صفقة فيجو ءالت لفيجا إلَّا أنَّ سنتين فقط كانتا كافيتين لمينديز ليُخفي فيجا من على الساحة العالمية لينسحب الأخير من المجال الرياضي بصورة كبيرة بعد أن أكل مينديز الأخضر واليابس وسيطر على وكالة كثير من الأسماء الشهيرة مثل هوجو فيينا، كواريزما، كارفاليو وكريستيانو رونالدو.
ونتيجة توطيد العلاقة برئيس بورتو السيد بينتو دا كوستا وصل نفوذ مينديز في نادي بورتو لمدى بعيد بإستلامه رسمياً إدارة أعمال أبرز لاعبي النادي بل ويملك نسبة من حقوقهم أيضاً حتى يومنا الحالي وهو الأمر الذي ترجمه في 3 صفقات من العيار الثقيل مع مطلع الألفية بإنتقال خورخي اندرادي لـ لاكروونيا، هوجو فيانا الى نيوكاسل وباريديس الى دوري الدرجة الاولى الايطالي مع نادي ريجينا.
ولأنَّه أراد لنفسه شهرةً أوسع، إسم مينديز كان قد وصل لإسبانيا بقوة أيضاً حيث كان وراء نقل الحارس ريكاردو من بلد الوليد لمانشستر يونايتد أغنى ناد في العالم في ذلك الوقت.
ومثل أي وكيل أعمال كبير وذو شهرةٍ واسعة، قام مينديز بإنشاء شركته الخاصة بإسم "Gestifute" في 1996 في بورتو وهي التي تشهد نمواً ودخلاً بشكلٍ لا يصدق، في هذه الشركة يعمل مينديز على شراء أوراق أبرز المواهب في الكرة البرتغالية والحصول على اعتراف بهذا ليقوم بإستثمار هذه المواهب في الإتجاه الصحيح له ولها.
في الواقع، يصعب بشكلٍ كبير تحديد تاريخ ظهر فيه مينديز بقوة كبيرة على الساحة ولكن إن كان ولا بد، فـ 2004 سيُختار بلا شك وهو العام الذي أقنع فيه مينديز بطل أوروبا جوزيه مورينيو بالإنضمام إليه ليكون وكيل أعماله ويترك وكيل أعماله الأسبق البرازيلي خوزيه بايديك، فبعد فوزه بدوري الأبطال مع بورتو وفي أثناء عودتهم بالطائرة أقنع مينديز مورينيو بذلك وكان تهنئة هذا الحدث هي إتمام 3 صفقات من بورتو إلى تشيلسي اللندني تزامنت مع انتقال مورينيو للإشراف على النادي اللندني والأسماء كانت تياغو، باولو فيريرا وريكاردو كارفاليو، مينديز كان جسراً يسعد به مورينيو كثيراً حتى يومنا الحالي.
ولأنَّه (رجل أعمال) قبل كل شيء، لم يُنهِ مينديز علاقته مع تشيلسي بسهولة كما فعل مورينيو ذلك في 2007 بل كسب مينديز مكاناً جديداً وضع أهله ثقتهم به وهو تشيلسي اللندني الذي طلب من مينديز بحث إمكانية جلب سكولاري للفريق كمدرب بعد يورو 2008 فكان لهم ما أرادوا إضافتة لإتمامه في ذلك الوقت صفقتين جديدتين لتشيلسي وهما
ديكو وبوسينجوا.
وبلا شك ودون أدنى ريبة، سيكون من الجريمة الحديث عن خورخي مينديز وعدم التطرق لكريستيانو رونالدو الذي كان مينديز قد ارتبط به وبإدارة أعماله منذ كان في السابعة عشر من عمره ليقنع سبورتنج لشبونة باللاعب في خطوة أولية قبل أن يُكمل السيرة، رونالدو ومينديز أحدهما طريق للآخر للمجد، فمينديز ساهم بأعظم صفقة وأغلى صفقة في التاريخ بإسم كريستيانو رونالدو لريال مدريد فضلاً عن كونه المسؤول الأول عن إدارة أعمال أفضل لاعب في العالم إلى جانب كون مينديز له حقوق في أي صفقة إنتقال لرونالدو بل ووصل لأبعد من ذلك ليكون له حقوق من الإعلانات التي يقوم بها النجم البرتغالي.
وفي 2010 حصد مينديز ثمار ما زرعه طيلة سنوات وسنوات ليفوز بالجائزة المُستحدثة من مجلة ( جلوب سوكر ) لأفضل وكيل اعمال في مجال كرة القدم وبلا شك، لم يكن مينديز ينتظر أن يُنافس أحداً على الجائزة وإن كان سيُنافس فبلا شك سيُنافس نفسه.
واليوم .. بات مينديز يُشكل واحداً من علامات كرة القدم البارزة حتى بات البعض يرى في هذا الرجل تهديداً على مستقبل كرة القدم، كيف لا وهو وكيل أعمال قرابة نصف اللاعبين المميزين حول العالم ما يجعل الكثير من أندية أوروبا تحت رحمة هذا الرجل الذي سبب الكثير من المشاكل وطالته الكثير من الاتهامات بعرقلته لبعض الصفقات التي ما كان ذنبه بها إلَّا أنَّ اللاعبين يقطعون صلاتهم بوكلائهم الأساسيين ليلتحقوا بالرجل الأكثر شهرة.
وحين ذكر الإتهامات الموجهة لمينديز فإنَّ أول ما يخطر في البال حادثة إنتقال اللاعب المغمور بيبي إلى مانشستر يونايتد بموافقة على بياض من السير أليكس فيرغسون، كيف ولماذا؟ الجواب ببساطة هو خورخي مينديز.
5 اغسطس 2008، والمكان (أمام كاميرات الإعلام)، والقائل، جونزالو رييس وكيل أعمال بيبي الذي يؤكد أنَّه قطع شوطاً كبيراً في المفاوضات مع مانشستر يونايتد ولكن ماذا بعد؟ فقط 4 أيام بعد هذا التاريخ، رسمياً: بيبي لاعباً في مانشستر يونايتد؟ ولكن.. ليس جونزالو رييس بل إنَّه خورخي مينديز الذي تربط بعض المصادر أنَّه اتصل بالسير أليكس فيرجسون ووكيل أعمال الأخير مقنعاً إيَّاهم بالتوقيع مع اللاعب حتى دون أن يشاهدوا له ولو فيديو من دقيقة واحدة وبالفعل تمت الصفقة مقابل 9 مليون يورو كان مينديز له نصيبٌ منها بلغ 3.6 مليون.
خورخي مينديز.. رجلٌ لا يزال يضع بصمةً في عالم المستديرة بلا شك لن تُنسى عبر تاريخ الكرة، وجعل مهمة الحديث عنه مستحيلة نظراً لكثرة الأحداث التي رافقته وكثرة العلامات الفارقة التي قام بها كوكيل أعمال كروي.. ولكن قبل الختام ولأنَّ الكلام لن يكون كافياً لسرد المزيد والمزيد عن أفضل وكيل أعمال في العالم، إليكم بعض الصفقات التي تمَّت بوكالة مينديز..
كريستيانو رونالدو (مانشستر يونايتد / ريال مدريد 2008) - 94 مليون يورو
دي ماريا (بنفيكا / ريال مدريد، 2010) - 36 مليون يورو
أندرسون (بورتو / مانشستر يونايتد 2007) - 31.5 مليون يورو
بيبي (بورتو / ريال مدريد 2008) - 30 مليون يورو
داني (دينامو موسكو / زينيت 2008) - 30 مليون يورو
ريكاردو كارفاليو (بورتو / تشلسي 2004) - 30 مليون يورو
ناني (سبورتنج / مانشستر يونايتد 2007) - 25.5 مليون يورو
برونو ألفيس (بورتو / زينيت 2010) - 22 مليون يورو
جوزيه بوسينجوا (بورتو / تشلسي 2008) - 20 مليون يورو
باولو فيريرا (بورتو / تشلسي 2004) - 20 مليون يورو
سيماو سابروسا (بنفيكا / اتلتيكو مدريد، 2007) - 20 مليون يورو
مانويل فرنانديز (بنفيكا / فالنسيا، 2007) - 18 مليون يورو
ديكو (بورتو / برشلونة 2004) - 15 مليون يورو + كواريزما
تياجو (بنفيكا / تشلسي 2004) -15 مليون يورو
راؤول ميريليس (بورتو / ليفربول 2010) - 14 مليون يورو
هوجو فيانا (الرياضية / نيوكاسل 2002) - 12.5 مليون يورو
خورخي اندرادي (بورتو / ديبورتيفو لاكورونيا 2002) - 12 مليون يورو
ميجيل فيلوسو (سبورتنغ / جنوة، 2010) - 9 مليون يورو
بيبي (غيمارايش / مانشستر يونايتد 2010) - 9 مليون يورو
ريكاردو كارفاليو (تشلسي / ريال مدريد، 2010) - 8 مليون يورو
رافائيل ماركيز (موناكو / برشلونة 2003) - 5 مليون يورو
تياجو سيلفا (ميلان/باريس سان جيرمان 2012) - 40 مليون يورو
راداميل فالكاو (اتلتيكو مدريد/موناكو 2013) - 69 مليون يورو


