
مجدداً المنتخب السوري، خذل أنصاره وأضاع حلم التأهل للمونديال لأول مرة في تاريخه، ومجدداً سينتظر السوريين الحلم من جديد في تصفيات المونديال المقبل، ومجدداً تعيش الجماهير الرياضية في سوريا بين الأحلام والواقع المرير والفساد وعدم الاستقرار الإداري والفني، وغياب المحاسبة وحرب شرسة بين الخبرات وحرب أشد للوصول للمناصب واللجان بطموح الاستفادة الشخصية وليس للتطوير والارتقاء بالكرة المحلية التي تتقدم للوراء.
مجدداً منتخب نسور قاسيون، افتقد للنسور الجارحة، ففشل بتحقيق أي فوز بالدور الثالث المؤهل لمونديال 2022، بالرغم من دخوله الدور بالعلامة الكاملة ومع مدرب محلي، لا يتجاوز راتبه الشهر 300 دولار, غاب السومة وخريبين والمواس والعالمة عن التألق، وبات المنتخب حقل تجارب للاعبين والمدربين والاداريين ووصولاً لمدير المنتخب، نعم صدقوا بان خمسة مدربين تعاقب على تدريب المنتخب من بينهم تونسي وروماني، وخمسة مدراء للمنتخب، وملعبين افتراضيين، وعشرات اللاعبين الذين تدربوا ولعبوا وهربوا من المنتخب، الذي بات بكل صراحة حقل تجارب، ومكان لصراع الكبار، وتصفية الحسابات، وتسويق للاعبين، ومصدر رزق للبعض، ورحلات سياحة وسفر للبعض الآخر، نعم صدقوا بأن منتخب نسور قاسيون، هو الأسوأ منذ سنوات، بالأداء والنتائج والأرقام والتفاصيل.
قلتها سابقاً وأقولها اليوم الحلم لن يتحقق إلا بجهد جماعي وعمل وعلم وتخطيط وبناء قواعد، ودعم الأندية ورعاية المواهب وعودة دوري الفئات العمرية، والأهم ابعاد الفاسدين والمنظرين والمنتفعين، والتعاقد مع مدرب أجنبي وبعقد يمتد لثلاث سنوات، لديه كامل الصلاحيات دون تدخل او ضغوط، حلم المونديال لا يتحقق بالفساد والسرقات والتخبطات والعشوائية، لا يتحقق بالأكاذيب والوعود، لا يتحقق مع مدرب محلي لا يسعى لتطوير إمكانياته ويكتفي بتاريخه وانجازاته التي مضى عليها سنين، لا يتحقق بملاعب لا تصلح للفروسية، وتصلح لزراعة البطاطا والخيار وبعض الخضروات الرخيصة، لا يتحقق بوجود ضغوط وتدخلات .
علينا أن نعترف بأن في سوريا لا يوجد كرة قدم، ولا يوجد دوري قوي، والمواهب تدفن، والدعم مفقود، والفساد موجود، وكل من يتقن لغة العلم والعمل بات على الحدود يبحث عن عقد خارجي، علينا أن نعترف بأن نحتاج لخمسين عام حتى نصل للدوري الإماراتي أو السعودي والف عام لما وصلت إليه قطر من ملاعب ومنشأت ودعم، البعض سيقول هناك فارق امكانيات مالية، ولهؤلاء نقول، الإمكانيات متوفرة ولكن نصفها يسرق والنصف الأخر يهدر، بغياب من يرسم استراتيجية للتطوير، ومن يفكر ويعمل من أجل الأفضل، كرة القدم السورية تحتضر، هذه هي الحقيقة، التي يجب أن ندركها ولا نخفيها.
قد يعجبك أيضاً



