
فاز منتخب ألمانيا الغربية، بلقب بطولة أوروبا، لأول مرة، عام 1972، وكان العمود الفقري للفريق، يتكون في الأساس من لاعبي بايرن ميونخ مثل فرانز بيكنباور وجيرد مولر وسيب ماير.
وفي عام 1974، أصبح بايرن ميونخ، أول فريق ألماني يرفع كأس بطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري، بعد إعادة المباراة النهائية ضد أتلتيكو مدريد، بفضل هدف متأخر سجله هانز جورج شوارزنبيك (1-1)، قبل أن يحسم المباراة الثانية لصالحه برباعية نظيفة.
ودافع بايرن ميونخ عن اللقب مرتين أمام ليدز يونايتد وسانت إيتيان، وعلى الرغم من قوة الدوري الألماني وقتها مع وجود بوروسيا مونشنجلادباخ، إلا أن البافاري تمكن من حصد 4 ألقاب في البوندسليجا بين 1970 و1980.
وبعد انتقال بايرن ميونخ، للعب على الاستاد الأولمبي في عام 1972، شهد الفريق البافاري، تحولا كبيرا ليصبح قوة أوروبية لا يستهان بها.
وقبل ذلك بعامين، تعاقد النادي مع المدرب أودو لاتيك، الذي جلب لاعبين مثل بول برايتنر وأولي هونيس، اللذين أصبحا فيما بعد من الركائز الأساسية للفريق.
وبالنسبة للقيصر فرانز بيكنباور، فإن مزيج الخبرة والشباب الذي صنعه لاتيك، هو ما قاد الفريق للنجاح، وصرح ذات مرة "كنا نمتلك لاعبين لديهم خبرة في كأس العالم وبطولات أوروبا، بالإضافة إلى شباب مثل هونيس وبرايتنر".
وتابع "رغم أن فترتنا كانت قصيرة نسبيًا، إلا أننا نجحنا في استغلالها بأقصى قدر لحصد 3 بطولات أوروبية متتالية".
فلسفة لعب حاسمة
أطلق أودو لاتيك، عصر بايرن ميونخ الذهبي، لكنه المدرب ديتيمار كرامر، أكمل المشوار، وفاز مع الفريق بلقبين أوروبيين عامي 1975 و1976.
وفضل لاتيك، الاندفاع الهجومي، وسجل فريقه 101 هدف بالدوري الألماني في الموسم 1971-1972.
أما كرامر، فقد اعتمد نظام 1-3-3-3، مع إعطاء الأولوية إلى الاستقرار الدفاعي، ومنح الحرية إلى بيكنباور للمشاركة في الهجوم.
وبالطبع، لم يكن الفريق، ليتخلى عن أهداف جيرد مولر، الذي كان مصدر إزعاج لدفاع الخصوم، بفضل تحكمه المذهل في الكرة ولمساته الحاسمة.
العبقرية التكتيكية
كان فريق بايرن ميونخ، مثالًا للانضباط والتنظيم في كرة القدم الألمانية خلال فترة السبعينيات.
وكان هانز جورج شوارزنبيك، الذي لعب كقلب دفاع، يجسد هذه السمات، أكثر من أي لاعب آخر، حيث عمل كلاعب ليبرو خلف بيكنباور، حيث كان يتكفل بالمهام الدفاعية الشاقة، بينما تألق الآخرون في المقدمة، وكان شوارزنبيك عنصرًا حاسمًا في توازن الفريق.
وبالطبع، كان له لحظة حاسمة، عندما سجل هدفًا لا يُنسى في نهائي 1974 الذي قاد بايرن ميونخ إلى إعادة المباراة.
نجوم الفريق
كان مولر هو القوة الثابتة في 3 حملات أوروبية ناجحة، حيث سجل 18 هدفًا في البطولة الأوروبية خلال المواسم الثلاثة التي فاز فيها بايرن ميونخ.
وأكد بيكنباور "بدون أهداف مولر، كان بايرن ميونخ سيبقى في كوخه الخشبي القديم بملعب التدريب".
لكن النجم الأبرز في تلك الحقبة، كان بيكنباور، أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، وهو الذي انضم إلى بايرن ميونخ، بعد أن كان قريبًا من الانضمام إلى منافسه ميونخ 1860، ليكتب بعد ذلك تاريخًا لا يُنسى.
أما الحارس الأسطوري سيب ماير، فلم يكن مهما فقط بتصدياته الخارقة، بل كان مصدر الثقة خارج الملعب، بفضل شخصيته القيادية التي مزجها دائما بروح فكاهية مرحة.
قد يعجبك أيضاً



