إعلان
إعلان

حقبة: المجريون السحرة.. نموذج أولي للكرة الشاملة

KOOORA
16 سبتمبر 202412:48
من مباراة سابقة للمنتخب المجري

أعادت المجر رسم خريطة الكرة العالمية في الخمسينيات، عندما خسر منتخبها الوطني مباراة واحدة من أصل 50 مباراة في إحدى الفترات، منتهجا أسلوب لعب أشبه بالكرة الشاملة، بيد أن هذه السيطرة لم تسفر عن فوز الفريق بلقب عالمي.

كانت الهزيمة 5-2 أمام تشيكوسلوفاكيا في أبريل/نيسان العام 1949، بمثابة لحظة فاصلة في تاريخ كرة القدم المجرية، حينها تخلص المدرب المعين حديثًا جوستاف سيبيس من النجوم المعروفة، وجاء بوجوه جديدة شابة عازمة على التغيير مثل ساندور كوتشيش وزولتان تشيبور.

في غضون عام واحد، تم تشكيل فريق مثير للإعجاب، عبر الاستفادة من الابتكارات التكتيكية، وهكذا وُلد جيل "المجريون السحرة" بين العامين 1950 و1956، حيث تجرع المنتخب خسارة واحدة فقط في هذه الفترة، وذلك في نهائي كأس العالم 1954 أمام ألمانيا الغربية.

خلال الحقبة ذاتها، فاز المنتخب المجري بـ42 مباراة، وبين الهزيمة أمام تشيكوسلوفاكيا ويوليو/تموز 1957، سجلت المجر في 73 مباراة متتالية، بفضل قدرات فيرينك بوشكاش وناندور هيديكوتي وكوتشيش، وكان بإمكان الفريق أن يصبح أكثر قوة، لو سمحت القوانين بالاستفادة من خدمات لازلو كوبالا وإستيفان نيرس المقيمين في الخارج.

أعاد المجريون السحرة تعريف المشهد الكروي، وكان الفوز 6-0 على السويد حاملة اللقب في نصف نهائي أولمبياد 1952 بمثابة رسالة شديدة اللهجة، بينما جاء الفوز 3-0 في روما ليتزع للفريق لقب كأس أوروبا الدولية على حساب إيطاليا.

ومع ذلك، ربما كانت اللحظة الحاسمة هي "مباراة القرن" في ويمبلي العام 1953، عندما انتصرت المجر 6-3، لتصبح أول فريق من خارج الجزر البريطانية يهزم إنجلترا على أرضه.

كان مدرب المنتخب المجري جوستاف سيبيس، رائدًا في تغيير جذري على شكل الفريق، الذي تميز بوجود مهاجم مركزي وجناحين يمكنهم الدخول إلى خط الوسط عند الحاجة لإنشاء خطة اللعب المرنة 2-3-3-2، وهي الخطة التي اعتبرها بوشكاش لاحقا "النموذج الاولي للكرة الشاملة".

وساعدت القوانين الغريبة على زيادة التناغم والانسجام، فكانت سياسة الرياضة الشيوعية، تنص على أن اللاعبين الذين يمثلون المنتخب الوطني ولا يلعبون لفريقي بودابست هونفيد وإم تي كيه بودابست، يتم نقلهم لاحقا إلى الفريقين، كما لعبت المجر عددًا هائلاً من المباريات غير الرسمية ضد فرق من الريف لصقل مهاراتهم.

وفي أوقات مختلفة كان طاقم سيبيس المساعد يضم جيولا ماندي ومارتون بوكوفي، لكن الأكثر شهرة كان بيلا جوتمان، الذي فاز بلقب بطولة الأندية الأوروبية مرتين مع بنفيكا، وكانت المناقشات التكتيكية منتظمة وطويلة وعادة ما تتضمن مداخلات من القائد بوشكاش وغيره من اللاعبين من الطراز العالمي.

سجل بوشكاش أسطورة ريال مدريد، إجمالي 84 هدفًا في 85 مباراة دولية، بينما كان صديق طفولته جوزيف بوزيك مميزا بدقته وتأثيره الهادئ، وبقي اللاعب الأكثر مشاركة مع منتخب المجر.

أما المهاجم هيديكوتي، فكان يسحب المدافعين من مواقعهم ويخلق مساحة لبوشكاش وكوتشيش، واشتهر بثلاثيته في مرمى إنجلترا على ملعب "ويمبلي" العام 1953.

ويبقى ساندور كوتشيش المعروف بلقب "كوتشيكاس" (المكعب)، بسبب براعته المذهلة في الضربات الرأسية، وكان سجله التهديفي مثيرا، حيث أحرز 75 هدفًا في 68 مباراة فقط، توج هدافا لكأس العالم 1954 برصيد 11 هدفًا.

لكن مع مرور الزمن واعتزال اللاعبين الكبار، فقد المنتخب المجري بريقه، دون أن يفوز بلقب عالمي، بيد أن فريق "السحرة"، ترك إرثا كبيرا، استفادت منه الكرة الأوروبية على مدار العقود.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان