إعلان
إعلان

حظ أم شطارة: قصة هدف رونالدينيو الذي حطم الإنجليز

كووورة
10 أغسطس 202514:53
Foot : 1/4 Final England - Brazil / Wc 2002Getty Images

في صباح ياباني دافئ من صيف العام 2002، كانت مدينة شيزوكا تستعد لواحدة من أكثر مباريات كأس العالم إثارة.

البرازيل، بقمصانها الزرقاء الاحتياطية، تواجه إنجلترا التي جاءت وفي جعبتها حلم استعادة المجد الغائب منذ 1966.

المباراة كانت متكافئة في بدايتها، حتى استغل مايكل أوين خطأ دفاعيا برازيليا ليضع إنجلترا في المقدمة.

لكن قبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول، جاء رونالدينيو الشاب بابتسامة عريضة، ومرر كرة ساحرة إلى ريفالدو الذي سددها بثقة ليعادل النتيجة، كان ذلك تمرينا أوليا على ما هو قادم.

ركلة حرة… ونظرة فاحصة

الدقيقة 50، خطأ للبرازيل على الجهة اليمنى، بعيد عن المرمى بنحو 35 ياردة، الموقف يوحي للجميع بكرة عرضية معتادة، في منطقة الجزاء يتحرك رونالدو وريفالدو لاستقبال الكرة، فيما الحارس ديفيد سيمان يقف متقدما بخطوات عن خط مرماه، مستعد لالتقاط أي كرة هوائية.

لكن رونالدينيو كان يرى المشهد من زاوية مختلفة، ينظر للحارس، ثم للزاوية البعيدة، وكأنه يقرأ كتابا مفتوحا، وقال لاحقا: "نعم، كنت أرى أن سيمان متقدم جدا، وكافو أخبرني قبل التنفيذ بأن هناك مساحة خلفه، فقررت التسديد. لم يكن في الأمر صدفة".

سدد رونالدينيو الكرة بقدم يمنى أضافت إليها دورانا لولبيا، ارتفعت عاليا ثم تبدأ بالانحناء نحو المرمى، وأدرك سيمان الخطر متأخرا، تراجع بسرعة وقفز بكل طاقته، لكن الكرة هبطت خلفه، وارتطمت بالعارضة وعانقت الشباك.

ركض رونالدينيو مبتسما، بينما الإنجليز نظروا بدهشة، وتساءلوا: هل كان يقصدها حقا؟

التحليل الفني

تكتيكيا، كان الموقف مثاليا لمفاجأة الحارس. تم وضع الكرة في مكان مخصص عادة للعرضيات، ما جعل سيمان يتقدم طبيعيا. تقدمه هذا قلص من فرصه في العودة للخلف عند أي تسديدة مباشرة.

رونالدينيو استغل ذلك، وسدد الكرة بقوة ودوران منحها مسارا مقوسا هبط فجأة خلف الحارس. هذا النوع من التسديد يتطلب دقة رؤية، وقوة تحكم، وثقة عالية في القرار، حتى أن بعض المحللين أشاروا إلى أن الكرة ربما غيرت مسارها قليلا في الهواء، ما جعلها أكثر خداعا.

بين الشك واليقين

بعد المباراة، انقسمت الآراء، لكن رونالدينيو تمسك بقوله إنه قصد المرمى، مؤكدا: "عندما سددت، كنت أستهدف المرمى، حتى لو لم تدخل الكرة تماما في النقطة التي خططت لها".

لكن الحارس سيمان رأى الأمر بشكل مختلف، معترفا بخطأ تقدمه، لكنه أشار إلى أنه توقع عرضية، وليس تسديدة مباشرة، دموعه بعد المباراة كشفت قسوة تلك اللحظة عليه.

مدرب إنجلترا الراحل زفن جوران إريكسون، حاول حماية حارسه بقوله: "أعتقد أنه كان يقصد إرسال عرضية، مهما قال".

زملاء سيمان في المنتخب كانوا على نفس الموجة، وصفها تيدي شيرينجهام بـ"تسديدة خاطئة التنفيذ دخلت المرمى"، بينما قال سول كامبل إنها "ضربة حظ غريبة"، فيما أضاف المدافع داني ميلز: "لن أقتنع أبدا أنه تعمد ذلك".

أما زميله ريو فرديناند فكشف أنه سأل رونالدينيو بعد المباراة، فكان الرد مجرد ابتسامة غامضة.

الشهادة من الجانب البرازيلي

في المقابل، جاء دعم واضح من المعسكر البرازيلي. ريفالدو، الذي سجل الهدف الأول، أكد أن رونالدينيو تحدث معه عن رغبته في استغلال تقدم سيمان قبل المباراة، وقال: "قال لي إنه درس سيمان جيدا، وعرف أنه يترك مسافة خلفه في الركلات الحرة".

المدرب لويز فيليبي سكولاري، رغم فخره بالهدف، فاجأ البعض بعد سنوات حين قال إنه يعتقد أن رونالدينيو كان يقصد عرضية، لكن النتيجة كانت هدفا سيظل خالدا.

الهدف وضع البرازيل في المقدمة، وبعد دقائق تلقى رونالدينيو بطاقة حمراء، ليكمل الفريق المباراة بعشرة لاعبين.

ورغم ذلك، صمد زملاؤه حتى النهاية، ليعبروا إلى نصف النهائي، ثم إلى اللقب الخامس في مشاركات البرازيل بنهائيات كأس العالم.

وبالنسبة لرونالدينيو، كان هذا الهدف نقطة انطلاق نحو العالمية، فبعد البطولة، أصبح أحد أكثر الأسماء تداولا، وانتقل إلى برشلونة ليبدأ رحلته الأسطورية التي توجت بالكرة الذهبية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان